مباحثات سلام غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا

أولمرت: مستعدون للسلام مع سوريا دون تنازلات

أميركا: لا اعتراض على محادثات بين اسرائيل وسوريا

نضال وتد- تل أبيب: قالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى إن جولة المفاوضات الأولى بين سوريا وإسرائيل ستبدأ بعد أسبوعين. وقالت هذه المصادر إن أولمرت لم يتفرغ للتحقيقات التي طلبت الشرطة إجراؤها معه في الأيام الأخيرة، بسبب انشغاله بجلسات رسمية تحضيرية مع موفديه قبيل مغادرتهم إلى تركيا لإجراء الاتصالات مع الجانب السوري.

وقال مقربون من أولمرت، ردا على ادعاءات المعارضة، بأن أولمرت يسعى للتهرب من التحقيقات معه، إن quot;كل من يحاول الادعاء بأن ما يدور هو مجرد مناورة إعلامية، عليه أن يتذكر بأن هذا اللقاء المهم كان تحدد موعده قبل أن يعرف أحد شيئا عن قضية تالينسكي الجديدة، أو عن الشبهات التي تحوم حول تورط رئيس الحكومة بقضايا فساد ورشوةquot;. وأضاف هؤلاء quot;أن رئيس الحكومة كان مشغولا في الأيام الأخيرة بجلسات عمل تحضيرية عشية سفر رئيس ديوانه ومستشاره السياسي للقاءات مصيرية مع مسؤولين سوريين، كان تحدد موعدها قبل ثلاثة أسابيعquot;.

إلى ذلك نفت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى تصريحات وزير الخارجية السوري، وليد معلم بأن إسرائيل تعهدت بالتنازل عن هضبة الجولان. وقالت هذه المصادر إنه لم يكن من قبيل الصدفة أن البيان الرسمي الذي نشر في دمشق وأنقرة والقدس لا يتحدث عن هضبة الجولان، وأنه يجب أن لا يغيب عن أحد أن العمل على صياغة هذا البيان قد استغرق أسابيع طويلة، فلا شيء فيه من قبيل الصدفة ولا عدم إيراد أي ذكر للجولانquot;.

وفي الوقت الذي أعرب فيه اثنان من مديري وزارة الخارجية الإسرائيلية سابق، ألدكتور ألون ليئيل، وأوري سفير، عن تفاؤلهما من البيان الرسمي، وعن اعتقادهما بأن المفاوضات على المسار السوري الإسرائيلي، جادة وأنها تحظى بدعم أمريكي، فقد أعرب البروفيسور إيتمار رابينوبيتش، المختص بالشؤون السورية، والذي سبق له وأن رأس طاقم المفاوضات الإسرائيلي خلال حكومة رابين عن اعتقاده بأن البيان الرسمي المشترك لا يحوي أي دليل على تحقيق انطلاقة في الاتصالات بين البلدين. وقال رابينوبيتش: إن احتمال أن تفضي المفاوضات بين البلدين في الوقت الحالي إلى نتائج على شكل اتفاق هو ضئيل جدا. الجانبان معنيان بالحديث عن الاتصالات بينهما لكن أيا منهما لا يملك أكثر من ذلك.

وقال رابينوبيتش الذي يتمتع برصيد أكاديمي عالي : إن سوريا ترغب بالخروج من عزلتها الدبلوماسية والمقاطعة المفروضة عليها أمريكيا، ومن الطرف الآخر تقف حكومة إسرائيل، والتي بمعزل عن مشاكل رئيسها الشخصية، معنية بدورها أن تطرح في ظل التنبؤات السوداوية في موضوع إيران وقطاع غزة، ممرا مليء بالضوء على هيئة مفاوضات مع سورياquot;.

وأضاف رابينوبيتش إلى أنه على الرغم من عدم اطلاعه على التفاصيل إلا أنه من المعروف للجميع أن الولايات المتحدة تعارض هذه المفاوضات وأن سوريا ألعنت بصورة رسمية أنها ليست مستعدة للخروج من المحور الإيراني. إلى ذلك فإن الحكومة الإسرائيلية في أزمة عميقة، وعليه من الصعب أن نرى تقدما في هذه المفاوضات في الوقت الراهنquot;.