فيينا: كرر مندوب الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السفير غريغوري شولتي الاعراب عن قلق بلاده البالغ إزاء ما وصفه بـ quot;تزايد الخطر والتهديدات التي يشكلها البرنامج النووي الإيرانيquot;، وشدّد على القول إن quot;المجتمع الدولي بأسره يشاطر الولايات المتحدة في هذا القلقquot;، على حد تعبيره.

وأوضح شولتي، وهو مندوب الولايات المتحدة لدى مجلس المحافظين في لقاء صحافي بعد ظهر اليوم أن المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي عبّر كذلك في كلمته التي ألقاها خلال الاجتماع نصف السنوي لمجلس المحافظين عن قلق الوكالة والمجتمع الدولي إزاء تصاعد خطر الأنشطة النووية الإيرانية غير المعلنة، وعدم تعاونها الكامل مع مفتشي الوكالة وعدم السماح لهم بزيارة مرافق نووية كما جاء في تقرير المدير العام، على حد تعبيره.

وشدّد شولتي على القول quot;ينبغي على إيران أن تتعاون مع الوكالة الذرية والمجتمع الدولي بمنتهى الشفافية المطلوبة، وأن تبادر إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة فتح جميع الأبواب المؤدية إلى أي مرفق من المرافق التابعة لبرنامجها النووي، واتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل بناء معايير الثقة حتى يقتنع العالم بأن الأنشطة النووية الإيرانية مكرّسة بالفعل للأغراض السلمية والتنمويةquot;. ودحض المندوب الأميركي أقوال إيران بأن مسألة الدراسات العسكرية هي quot;دراسات مزعومة أو مفبركة أو ملفقةquot;، وقال quot;هي دراسات موثقة وتعززها الصور والمعلومات المستقاة من عشر دول غربيةquot;. ولكنه لم يكشف النقاب عن أسماء تلك الدول.

كما أشار المندوب الأميركي إلى أن مجلس المحافظين ما زال منذ خمس سنوات يعكف على مناقشة تطورات البرنامج النووي الإيراني وكل ما يكتنفه من شكوك وغموض أولاً بأول، ولكن طهران لم تتعاون بالشكل المطلوب مع الوكالة بل تواصل تجاهل قرارات المجتمع الدولي وخصوصاً قرارات مجلس الأمن رقم 1737 و1747 و1801، والتوصيات التي تطالب طهران بتجميد كافة أنشطة تخصيب اليورانيوم.

كما أوضح السفير أن الولايات المتحدة سبق لها أن وجهة عدداً من الرسائل إلى إيران أعربت فيها عن استعدادها للحوار وعقد لقاءات على مستوى وزراء الخارجية بين البلدين، ولكن طهران تجاهلت تلك الرسائل ولم ترد عليها حتى الآن، على حد قوله.

وفي هذا السياق، اتهم المندوب الأميركي إيران بـquot;التهربquot; من الاستحقاقات الواردة في تقارير المدير العام للوكالة الذرية ومضمون قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، واتهمها بمحاولة quot;ذر الرماد في العيونquot;، وإقناع الآخرين بأنه ليس لديها أية مواد أو أنشطة نووية غير معلنة، في الوقت الذي ما انفكت فيه الوكالة الذرية تؤكد أنها ما تزال غير قادرة على التأكد من عدم وجود أنشطة نووية غير معلنة أو محظورة، على حد وصفه.

كما أكد شولتي على القول بأن quot;ما تطلبه الولايات المتحدة من إيران هو نفسه ما تطلبه مصر أو أية دولة في الشرق الأوسط، وهو معرفة ماضي وحاضر وآفاق البرنامج النووي الإيراني، والتعامل بمنتهى الشفافية مع الوكالة الذرية ومفتشيهاquot;. وعزا المندوب الأميركي تأخر بلاده ودول غربية أخرى بالطلب من الوكالة إرسال مفتشين إلى سورية لمعاينة الموقع الذي دمرته إسرائيل خلال غارة شنتها مقاتلة إسرائيلية في السادس من شهر أيلول /سبتمبر 2007، إلى أنها تركت الأمر في البداية إلى الوكالة، وعندما لم تفعل ذلك في الوقت المناسب طلبت منها القيام بذلك، على حد تعبيره.

من جهة ثانية، نسب مصدر دبلوماسي غربي إلى البرادعي قوله إن الوكالة الذرية أصبحت غير مقتنعة بطبيعة الأنشطة النووية الإيرانية المعلنة حتى ولو صادقت إيران على البروتوكول الإضافي. وأشار المصدر إلى أنه من خلال قراءة ما بين السطور سواء في تقرير المدير العام الذي رفعه مؤخراً إلى كل من مجلس الأمن ومجلس المحافظين، أو في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح اجتماع العادي لمجلس المحافظين، يصل إلى قناعة بأن المضمون يلبي مواقف جميع الأطراف المعنية، حيث تراه الولايات المتحدة ومجموعة الدول الغربية بأنه يؤيدها، ويدين إيران بعدم التعاون الكامل مع الوكالة، في حين تراه طهران إيجابياً من عدة نواحٍ، وخاصة التي تؤكد بأن quot;الوكالة استطاعت مواصلة التحقق من عدم حدوث تحريف لمواد نووية معلنة في إيرانquot;.

وفي نفس الوقت أكد البرادعي أن quot;مسألة الدراسات المزعومة حول الملح الأخضر وإجراء اختبارات على متفجرات قوية ومركبة القذائف العائدة مدعاة للقلق الشديد، وتعتبر إيضاح تلك الدراسات أمراً حاسماً من أجل تقييم طبيعة برنامج إيران النووي السابق والراهنquot;.