أسامة مهدي من لندن : اعلن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر اليوم شطر جيش المهدي التابع له الى قسمين الاول مسلح يختص بمقاومة المحتل والثاني عقائدي للتثقيف .

وقال الصدر في بيان اليوم quot;ان الكل يعلم اننا لا نحيد عن مقاومة المحتل حتى التحرير او الشهادة الا انه يجب ان تعلموا انه يجب ان تكون المقاومة حصريا على مجموعة سيكون تخويلها خطيا من قبلنا من اهل الخبرة والادارة والوعي والتضحية ممن لهم اذن مسبق من الحاكم الشرعي بواسطة قياداتهم العليا اولا وبأذن من القيادة العليا ثانيا وبنظم خاصة وسرية تامة وعليه يكون السلاح حصرا بهم وبدورهم لايوجهونه الا للمحتل حصرا وتمنع الاستهدافات الاخرىquot; . واضاف ان القسم الثاني من الجيش quot;بالافه بل ملايينه سيكون عنوانا ثقافيا عقائديا دينيا اجتماعيا يجاهد الفكر العلماني والغربي ويحرر القلوب والعقول من الهيمنة والعولمة بكا ما اوتي من فطنة وعلم وثقافة وايمان ووعي واطلاع وخبرة ويمنع حملهم السلاح او استخدامه بل يكون حصرا على القسم الاولquot; . واشار الى انه سيكون للجيش العام عدة نقاط ثقافية بعيدة كل البعد عن السياسية والعسكرة يسيرون عليها ويبذلون كل الجهد لتطبيقها على افضل وجه وهي ستصدر من قياداتهم الذين بدورهم يجب عليهم تفعيل الروح الثقافية والفكرية وابقاء روح التضحية .

وخاطب الصدر عناصر جيش المهدي قائلا quot;يجب عليكم طاعتهم بهذه التوجيهات فحسب وليس لهم حق الاوامر العسكرية اطلاقا ومن يخالف هذا التقسيم بشقيه فهو ليس مني بشيء وتوخوا في ذلك التحزب والعمل السياسي والدنيوي وابتعدوا عن الرياء والسمعة والشطط فخير الامور الوسط واجعلوا من اخلاقكم وتعاملكم الحسن هداية للاخرين وهدفا لهم واياكم والاعتداء باللسان او القول او الفعل وبذلك ستبقى سمعة الجيش العقائدي ناصعة والمقاومة في الوقت نفسه مستمرة ولا تفعلوا فعلا ولا تقولوا قولا يضر بالمقاومة من ناحية وبسمعة جيش المهدي من ناحية اخرى واعلموا بان اي شخص يتدخل بعمل المقاومة من غير خبرة او ادعاء لها بغير دليل فهو عدوها واياكم والعصيان واوصيكم بالكتمان وتصافي القلوبquot; . واها الصدربجميع الاطراف التعاون مع هذا القرار ففيه مصلحة العراق والعراقيين وبعيدا عن اي مبتغى سياسي او ديني فلست الا مصلحا ولستم الا اخوة .
وكان الصدر امر في منتصف اب (اغسطس) الماضي بتجميد جميع انشطة جيش المهدي على خلفية الاشتباكات التي وقعت في كربلاء واسفرت عن مقتل 52 شخصا واصابة اكثر من 300 اخرين من الزوار الشيعة الذين قدموا لاحياء ذكرى ولادة الامام المهدي.

وتهدف خطة الصدر التي اعلنها في بيانه اليوم الى تحديد دور جيش المهدي العسكري، واشغاله بالامور الثقافية والانشطة العقائدية. ويرى الصدر ان توجيه جيش المهدي باتجاه ثقافي واجتماعي بعيدا عن التوجه العسكري هو بمثابة اعادة هيكلة للجيش وتحديد لمهامه حيث سيقتصر العمل العسكري على عدد محدد من عناصر جيش المهدي الذين حدد الصدر صفاتهم في البيان كما اشار مقربون الى الصدر .
وخاض التيار الصدري معارك مع قوات اميركية وعراقية في مدينة البصرة الجنوبية) ومدينة الصدر في بغداد استمرت حوالي شهرين وانتهت بفرض القوات العراقية السيطرة بعد التوصل الى اتفاق بين الطرفين. وتفيد تقديرات متفاوتة ان جيش المهدي الذي اعلن الصدر عن وجوده بعد سقوط النظام السابق ربيع عام 2003 يضم حوالي عشرة الاف عنصر . ويشغل التيار الصدري 32 مقعدا من اصل 275 في مجلس النواب.
ومنذ الصيف الماضي تشن القوات العراقية والاميركية عمليات مسلحة ضد جيش المهدي في بغداد ومحافظات جنوبية اسفرت لحد الان عن مقتل حوالي الف شخص واعتقال المئات من عناصره .