باريس: قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم ان الموقع الاستراتيجي لبلاده يجعلها جزءا من الحل لمشاكل منطقة الشرق الأوسط موضحا quot;أنه من واجبنا العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسطquot;.
وحول الساحة اللبنانية أكد المعلم في كلمة له في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية الأهمية القصوى لأمن لبنان واستقراره على أمن بلاده واستقرارها.
وأعرب عن سعادته لنجاح الجهود العربية والقطرية والسورية في اتمام اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين.

وتابع المعلم قائلا quot;كما تشعر سوريا بالسعادة أن ترى لبنان وعلى رأسها رئيس منتخب هو العماد ميشال سلمان ونأمل أن ينجح الحوار اللبناني الحالي قريبا في تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على قانون انتخاب جديدquot;.
وتطرق المعلم الى الخلافات الفلسطينية حيث قال quot;نحن ندعم الوحدة الوطنية بين الفلسطينيين وقد بذلنا الجهود في الماضي لتمهيد الطريق لاتفاق مكة المكرمة بينهم ونحن على أتم الاستعداد لبذل نفس مستوى الجهود بين حركتي فتح والمقاومة الاسلامية (حماس) دون أن يؤثر ذلك على المساعي السياسية بين السلطة الفلسطينية واسرائيلquot;.
وأشار الى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيزور دمشق بعد غد لبحث المصالحة والوحدة الوطنية بين الفلسطينيين معربا عن نجاح هذه الجهود في تحقيق هذه الوحدة.
وحول اتفاق التهدئة الذي توصلت اليه حركة (حماس) واسرئيل بوساطة مصرية رحب المعلم بهذا الاتفاق معربا عن امله أن تطبق اسرائيل و(حماس) ما جاء في هذا الاتفاق من بنود quot;لأننا نهتم ونشعر بالقلق لمعاناة الشعب الفلسطيني وحياته في قطاع غزة ونحن لا نفهم قيام اسرائيل بفرض الحصار على الشعب الفلسطيني كلهquot;.

من جانب آخر قال وزير الخارجية السوري ان الهدف الأساسي للمفاوضات غير المباشرة بين بلاده واسرائيل التي انتهت الجولة الثالثة منها في تركيا أخيرا quot;هو الاعداد لمفاوضات مباشرة بيننا والتي تتطلب مشاركة أميركية فعالة ورعاية لها أيضا بالاضافة الى دور فاعل من الاتحاد الأوروبي ممثلة ربما بفرنسا كما نحتاج دورا روسيا ومن الأمم المتحدة أيضا في مثل هذه المفاوضاتquot; مستبعدا اجراء مفاوضات مباشرة بين الجانبين في المستقبل القريب.
كما تحدث المعلم عن الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل اسرائيل لاسيما مزارع شبعا وأكد أهمية الانسحاب الاسرائيلي من هذه الأراضي لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط.

وحول العراق قال ان سوريا تدعم الحل السياسي لمشاكل العراق موضحا أن quot;هذا الحل يجب أن يعزز وحدة العراق وسيادته دون تدخل أطراف خارجيةquot; مؤكدا أهمية أن يتضمن هذا الحل وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من العراق.
وأشار الى أن الدول المجاورة للعراق لديها التزامات بمساعدة هذا البلد المضطرب في تحقيق الاستقرار السياسي quot;أما المجتمع الدولي فعليه مساعدة العراق في اعادة اعمار بنيته التحتيةquot;.
وتأتي زيارة المعلم لباريس تحضيرا للزيارة المرتقبة للرئيس السوري بشار الأسد في ال12 من الشهر الحالي لحضور قمة الاتحاد من أجل المتوسط واحتفالات العيد الوطني الفرنسي.
كوشنير يلتقي نظيره السوري وليد المعلم في وقت لاحق اليوم

من جهة ثانية أعلن اليوم أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير سيجتمع بنظيره السوري وليد المعلم في وقت لاحق من هذا اليوم لبحث العلاقات الثنائية والقضايا لاسيما الاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ويأتي هذا الاعلان بعد أن ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية الليلة الماضية أن برنار كوشنير لن يجتمع بنظيره السوري وليد المعلم اليوم لوجوده في كولومبيا لاحضار الرهينة الكولومبية - الفرنسية انغريد بيتنكور التي أطلق سراحها مع مجموعة من الرهائن الكولومبيين والأمريكيين عقب عملية نفذها الجيش الكولومبي ضد القوات المسلحة الثورية في (فارك) قبل أيام..

وذكرت مصادر رسمية للصحافيين أن الجانبين سيركزان في محادثاتهما على قمة الاتحاد من أجل المتوسط بالاضافة الى بحث تطورات الوضع في لبنان بعد اتفاق الدوحة وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان.
وأضافت هذه المصادر ان الجانبين سيناقشا تطورات المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا بوساطة تركية.