إنما الأعمال بالنيات..التي أنهت انتظاراً دام عقودا
حسين عبد الرحمن..إماراتي من جزر القمر أنصفه الشيخ سيف بن زايد

زيد بنيامين من دبي: لم يكن امام المواطن عبد الله الذي رافقني في سيارته الفارهة سوى التحويل الى السي دي بعد سماعه الخبر quot; يا هل اليولة.. فوق شيلولة.. فخر لاجياله.. تشهد فعوله.. شيخنا محمد .. كالفجر عمد.. عقله النير.. محد يطوله quot;.. ولم يكن امامي سوى سؤاله quot;الشيخ المعني هو الشيخ سيف بن زايد quot; فرد علي قائلاً quot;كلهم واحد .. نحبهم كلهمquot;. من الصعب ان تجد في الكثير من البلدان العربية من يحتفظ بالاناشيد الوطنية على تسجيلاته الخاصة بل الاكثر من ذلك فإن الكثير من العرب يجدون التحول عن الاذاعة حينما يتم بث الاغنية الوطنية ( التي غالباً ما تتحدث عن القائد الضرورة وضرورة القائد في بقاء البلد وشعبه ) افضل طريقة للانتقام من ( رئيس البلاد واعوانه ) .. لكن الامارات من البلدان التي يختلف فيها الامر تماماً فهناك من يبحثون عمن يغني عن قادتهم لربما لقربهم الكبير بشعوبهم ولعل قصة حسين عبد الرحمن تبرهن ذلك.

حينما كان حسين عبد الرحمن وهو من فئة (البدون) يقلب صفحات الجريدة .. استوقفه لقاء مع بشار كيوان القنصل الفخري لجزر القمر في دبي نشر على مساحة نصف صفحة منتصف الشهر الماضي قال فيه ان بالامكان الحصول على الجنسية للراغبين فيها في جزر القمر نظير استثمار مالي محدد.. وهنا بدأ هذا الحديث كالخيط الذي سينقذ عبد الرحمن من مشكلته.

كان الحل في نظر حسين شد الرحال الى جزر القمر حاله حال العديد من الذين استفسروا عن الموضوع من اجل استيفاء اهم شروط التجنيس في الامارات وهو ان يكون للمتقدم جنسية سابقة .. وظهر ان بالامكان ان يتقدم المعني للحصول على جواز سفر جديد صادر من قبل الحكومة في جزر القمر عبر الوكيل الحصري لها (شركة كومورو جلف القابضة)..

عبد الرحمن الذي يعمل موظفاً حكومياً منذ عقدين اصبح اول من يسلك هذا الطريق الذي قد يفتح الباب امام الكثيرين من بعده .. فالوضع القانوني لاي شخص يحمل صفة (البدون) قد يضعه امام العديد من الاشكالات اليومية مع مختلف الاجراءات الحكومية التي قد يصادفها في حياته وهو امر قد يؤثرفي اطفاله ايضاً وهو ما يؤدي الى ان يعزف الكثيرون منهم عن الزواج.. وكان امام حسين فرصة لتحقيق حلمه والسير الى منتصف الطريق.. ليكمل له الشيخ سيف بن زايد ال نهيان وزير الداخلية الاماراتي النصف الاخر.

عاد حسين الى المكان نفسه الذي وجد فيه الامل لإنهاء مشكلته ليعرض انجازه وسعيه للحصول على جنسية الامارات مطالباً وزارة الداخلية الاماراتية بتصويب وضعه ولم يكن امام هذا السعي سوى ان يكرم من الشيخ سيف بن زايد ال نهيان وزير الداخلية الاماراتي الذي اوعز الى اللجنة الاستشارية في وزارة الداخلية لإعداد مذكرة توصي بمنح جنسية دولة الامارات العربية المتحدة لهذا الموظف تمهيداً لرفعها لوزارة شؤون الرئاسة.

يقول الشيخ سيف بن زايد quot; ان الموقف الايجابي والمبادرة التي بادر بها المدعو حسين عبدالرحمن في سعيه الى حل ذاتي لمشكلته كفرد لا يحمل اوراقا ثبوتية من المنتمين الى فئة عديمي الجنسية لا يسعنا ازاءها سوى التقدير والثناء على هذه المبادرة الفردية وما تنطوي عليه من ايجابية واضحة أظهرها المذكور لتصويب أوضاعه القانونية والاقامة في الدولة بصورة مشروعة تحترم إرادة المجتمع وسيادة القانون الأمر الذي دلل ايضا على حسن نواياه ورغبته الصادقة حيال ذلكquot;. ويؤكد الشيخ سيف بن زايد ان وزارته تشجع اي حلول او جهود تقود الى تصويب الاوضاع القانونية لهذه الفئة ..

من جانبه اكد العميد مكتوم الشريفي رئيس اللجنة المكلفة بمعالجة مشكلة عديمي الجنسية في الامارات ان الرجل quot;استوفى فعليا كافة الشروط التي حددها المرسوم السامي الخاص بتجنيس عديمي الجنسية ممن لا يحملون اوراقا ثبوتية حيث اطلعت اللجنة على سجله الجنائي واتضح خلوه من اي جنح او جنايات تمس الشرف والامانة فضلا عن اقامته المتواصلة في الدولة واظهاره لجنسية سابقة يمكن العمل على استبدالها بالجنسية اللاحقةquot;. في الامارات.. يحتفل الاماراتيون يومياً بقادتهم ذوي الابواب المفتوحة خصوصا وان قادتها اثبتوا قربهم من مشاكل مواطنيهم الانسانية وامتدت يدهم الى الخارج.

عدنا انا وعبد الله بعد انتهاء الاغنية الى الاذاعة .. التي تحدث مذيعها عن مؤتمر صحافي عقده عبد العزيز الغرير رئيس المجلس الوطني الاماراتي quot;لاستعراض انجازات المجلس الوطني الاتحاديquot; فما كان من عبد الله الا البحث عن مزيد من اغنياتها quot;يا ريال.. الميلس (المجلس) الوطني غرغر وايد (يتكلمون فيه كثيراً) ما في شغل (بلا عمل) quot;.. ويعود عبد الله ليتحدث على موجته العربية قائلاً quot;اعتقد ان قادة الامارات وحكومتها اقرب الى الشعب من البرلمان.. هذه من الامور النادرة التي يجب ان تكتب عنها ايضاً .. وعن الشيخ سيف بن زايد ايضاquot;... فقلت له quot;ربما يسمعك مثلما سمع حسين عبد الرحمن!quot;.