طهران، وكالات: برز خلاف إيراني إيراني حول كيفية التعامل مع الملف النووي وتشدد حكومة الرئيس نجاد أمام المطالب الغربية. وإنتقد شخصيات سياسية أداء حكومة نجاد في معالجة الموضوع النووي وإعتبر محسن رضائي أمين مجمع تشخيص مصلحه النظام أن تخصيب اليورانيوم laquo;لايشكل خطا أحمر ولايعتبر من المقدسات الوطنيةraquo;. وإلى جانب رضائي إنتقد علي اكبر ولايتي وزير الخارجية الأسبق أداء حكومة نجاد في الموضوع النووي وطالب في مقال صحفي الحكومة بضرورة الدخول بمباحثات مع مجموعة 5+1 والقبول برزمة الاقتراحات الأوربية للإفلات من القرارات السلبية لمجلس الأمن.

كما يسعي البرلمان الإيراني لتوسيع نفوذه في الموضوع النووي فقد اعلنت مصادر برلمانية أن لجنة الأمن القومي في البرلمان تدرس إمكانية توسيع دور البرلمان في الموضوع النووي الإيراني وان لايكون القرار النهائي في الملف النووي بيد حكومة الرئيس نجاد فقط، وتقدم النواب الإيراني بمقترح الى علي لاريجاني رئيس البرلمان يقترحون فيه بضرورة منح البرلمان صلاحيات اوسع من ضمنها الرد الإيراني على اقتراحات دول اوروبا.

ويعتقد نواب ايرانيون بأن الملف النووي بات العائق امام تطور العلاقات الايرانية- الغربية كما ان مصالح البلاد بدأت تتأثر بسبب التشدد الحكومي في الموضوع النووي وذهب محمد سبحاني ابعد من ذلك عندما انتقد أداء الحكومةفي المحافل الدولية واعتبره ldquo;أداء ضعيفاrdquo;.

طهران والغرب

وفي إطار الرسائل المتبادلة بين طهران والغرب أعلنت ايران أمس أنها أجرت تجربة لإطلاق مزيد من الصواريخ في الخليج بينما تعهدت الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها في مواجهة أي عدوان من طهران. وقالت قناة تلفزيون ldquo;برس تي.فيrdquo; الفضائية الإيرانية في خبر قصير بدون إعطاء تفاصيل ldquo;أجرى الحرس الثوري الإيراني تجربة لإطلاق مزيد من الصواريخ في الخليج الفارسيrdquo;، وبث الراديو الحكومي تقريرا مشابها.

وجاءت تجربة امس بعد ان أطلقت ايران أول أمس تسعة صواريخ مما أثار انتقادات غربية. ودعت واشنطن طهران الى التوقف عن إجراء المزيد من التجارب الصاروخية اذا أرادت كسب ثقة العالم. وتشتبه الولايات المتحدة والقوى الغربية في أن طهران تسعى لتطوير سلاح نووي تحت ستار برنامجها النووي المدني. وتنفي طهران ذلك وتقول ان برنامجها النووي يهدف حصريا لتوليد الكهرباء.

وقالت ايران أمس ان صواريخها يمكنها ضرب اسرائيل والقواعد الاميركية في المنطقة اذا هوجمت، وتزايدت التكهنات باحتمال ان توجه اسرائيل ضربة الى ايران منذ ان أجرت قواتها الجوية مناورة الشهر الماضي للتدرب على استهداف مواقع ايرانية. ولم تستبعد الولايات المتحدة العمل العسكري اذا فشلت الدبلوماسية في حل النزاع النووي. وردت ايران بالقول بأنها ستضرب تل ابيب والمصالح والسفن الأمريكية في المنطقة اذا تعرضت للهجوم. وقال حسين سلامي قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني في تصريحات تلفزيونية أول أمس ان آلاف من الصواريخ مستعدة للإطلاق صوب ldquo;أهداف محددة مسبقاrdquo;.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس انه ينبغي ألا يساور ايران ldquo;أدنى شكrdquo; بشأن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها ضد أي هجوم محتمل، وكانت رايس تتحدث خلال زيارة لجورجيا الجمهورية السوفيتية السابقة. وقالت رايس في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي ldquo;نحن نبعث برسالة ايضا الى ايران بأننا سندافع عن المصالح الأميركية... ومصالح حلفائناrdquo;، وأضافت ldquo;نحن نتعامل بجدية كبيرة جدا مع التزامنا بمساعدة حلفائنا على الدفاع عن انفسهم ولا يجب ان يختلط الأمر على أحد بخصوص ذلكrdquo;.

تجارب صاروخية

وقالت الإذاعة والتلفزيون الإيرانيين ان التجارب الصاروخية الجديدة جرت ليلا وحتى صباح الخميس، وقالت الإذاعة الإيرانية ldquo;جرى بنجاح في عمق مياه الخليج الفارسي اطلاق انواع عدة من الصواريخ أرض بحر وأرض أرض وبحر جوrdquo;، وقالت ldquo;برس تي.فيrdquo; ان التجارب الصاروخية تجيء في اطار مناورة عسكرية متواصلة.

كما اعلنت مصادر ايرانية ان خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية الاوربية سيزور طهران يوم 29 يوليو الحالي لأجل استلام الرد الإيراني النهائي علي المقترحات الأوربية، وفي طهران اكدت مصادر ايرانية لـrdquo;المدينةrdquo; بأن الجانبين الايراني والأوربي سيبحثان صيغة لا تجبر الإيرانيين على تعليق التخصيب الا انها تحدد من عمليات نصب المزيد من أجهزة الطرد المركزي وضخ غاز ldquo;يو سي اف6rdquo; في انابيب أجهزة الطرد أي الإبقاء على الوضع الحالي للأجهزة المركزية ودون نصب المزيد مما يحقق للغرب آمل بعدم تقدم أو تطور في برنامج إيران للوصول الى مرحلة صناعة السلاح النووي.

إسرائيل تهدد

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن إسرائيل جاهزة للتحرك ضد إيران إذا شعرت بتهديد لأمنها. لكن باراك اكد أنه يفضل حاليا الاستمرار في الضغوط الدبلوماسية والعقوبات لإجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي. وأضاف باراك في خطاب بتل أبيب أن التركيز في الوقت الحالي علىquot; العقوبات الدولية والتحركات الدبلوماسية النشطة ويجب استنفاد كل هذه الوسائلquot;. ومضى قائلا إنquot; إسرائيل أقوى دولة في المنطقة وأثبتت في الماضي أنها لاتخشى التحرك عندما تتعرض مصالحها الأمنية الحيوية للخطرquot;.

وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي أيضا إلى أنه يجب الأخذ في الحسبان رد فعل quot; أعداء إسرائيلquot; مثل حزب الله. ويعد هذا أقوى رد فعل من مسؤول إسرائيلي عقب قيام إيران بتجارب إطلاق عدة صواريخ متوسطة وبعيدة المدى. كما ردت إسرائيل على إعلان إيران إجراء المزيد من الاختبارات على الصواريخ لليوم الثاني على التوالي بالكشف عما أسمته بطائرة متطورة قادرة على تنفيذ طلعات تجسسية فوق إيران.

وقالت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية إنها زودت طائراتها من طراز quot;إيتامquot; بأنظمة متطورة لجمع المعلومات الاستخبارية. ووصف أفيشاي ييتحقيان، نائب مدير شركة quot;إلتاquot; وهي إحدى فروع شركة الصناعات الجوية، القدرات التي تمتاز بها الطائرة الجديدة قائلا quot; هذه الطائرات تستطيع التقاط حركة الطائرات المحلقة على علو قريب من الأرض مثلما بإمكانها رصد حركة الطائرات المحلقة خلف الجبالquot;.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن quot;هذه الطائرة، التي تستطيع التحليق في علو مرتفع أي في علو يزيد عن 40 ألف قدم وهو يعادل نحو 13 كيلومترا، مزودة بإحدى أنجع الخصائص فيما يخص هذا النظامquot;.

الصحف البريطانية

إحتلت أنباء التصعيد بين إسرائيل وإيران مساحة كبيرة من اهتمام الصحف البريطانية الصادرة اليوم الجمعة ففي صحيفة التايمز كتب جيرار بيكر تحت عنوان quot;لعبة الحشود الخادعة في إيران وإسرائيلquot; يقول إن إيران أطلقت هذا الأسبوع صواريخ متوسطة المدى إظهارا لقدرتها على ضرب أهداف في إسرائيل، وقبل ذلك بشهر نفذت إسرائيل مناورات واسعة النطاق بدت وكأنها تدريب على ضرب أهداف إيرانية.

ومضت الصحيفة تقول quot;إن إسرائيل متضايقة حاليا من التهديد النووي الايراني فأجرت مناورات قامت فيها طائراتها الحربية بالطيران مسافة مساوية لتلك التي بين القواعد الجوية الحربية الاسرائيلية وإيران فردت طهران باطلاق صواريخ لها القدرة على الوصول إلى القدس وتل أبيبquot;.

وتابعت التايمز تقول quot;ولكن المظاهر قد تكون خادعة فعلى الجانب الايراني تم الكشف عن جانب مضحك من الخدعة إذ اتضح ان صورة إطلاق 4 صواريخ والتي ظهرت في صدر الصفحات الأولى للصحف في العالم كانت زائفةquot;.

وتقول الصحيفة إنه رغم هذه المعارضات تخشى الادارة الأميركية انه في حالة فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما أن يلجأ إلى الدبلوماسية وبالتالي تواصل طهران برنامجها النووي ومن هنا تنشتر نظرية، خاصة في مكتب ديك تشيني نائب الرئيس، مفادها أن واشنطن بحاجة إلى التنسيق مع إسرائيل لشن هجوم بين الخامس من نوفمبر المقبل و20 يناير وهو موعد تسلم أوباما للسطة في حالة فوزه أما في حالة الهجوم قبل الانتخابات فان ذلك سيؤدي إلى ارتفاع اسعار النفط وتصاعد الحرب في العراق وأفغانستان.

وتختم الصحيفة قائلة ومن ثم فان التصعيد الحالي مجرد خدعة وخدعة مضادة ولكن علينا أن نتذكر أن الغرب انتصر في الحرب الباردة عندما أظهر القوة والقدرة على منع الطرف الآخر من إبادته.

وفي هذا الاطار ايضا نشرت صحيفة الغارديان تهديد رايس بأن واشنطن لن تتردد في الدفاع عن إسرائيل وحلفائها في الخليج فيما تجري طهران تجاربها الصاروخية.

كما نشرت صحيفة الديلي تلغراف رسما كاريكاتوريا يصور الرئيس الايراني أحمدي نجاد وهو يحمل سكينا في الشارع بينما يقف قبالته رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت وهو يحمل سكينا هو الآخر وهما يرتديان أزياء المراهقين في بريطانيا والذين انتشرت بينهم ظاهرة حمل السكاكين واستخدامها وذلك في إشارة إلى أن نجاد وأولمرت يهددان الشارع العالمي.

طهران تعلن اجتماعا مع سولانا في جنيف في 19 تموز


اعلنت ايران الجمعة ان كبير مفاوضيها في الملف النووي سعيد جليلي سيلتقي في 19 تموز/يوليو في جنيف الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا للبحث في برنامج ايران النووي وذلك وسط توترات في الخليج بسبب مناورات عسكرية ايرانية.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن احمد خادم الملة الناطق باسم المجلس الاعلى للامن القومي الايراني قوله ان الرجلين quot;سيتابعان مفاوضاتهما حول مجموعة (المقترحات) السبت 19 تموز/يوليوquot; في جنيف.

واوضح الملة ان quot;زيارة جليلي الى جنيف ستتم بعد موافقة الدول الكبرى على مواصلة المناقشات حول النقاط المشتركة بين مجموعتي المقترحاتquot;.

وعرضت الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) الشهر الماضي على ايران عن طريق سولانا quot;اقتراحات تعاون سخيةquot; تهدف الى حمل طهران على تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم التي قد تؤدي الى صنع قنبلة ذرية.

وردت ايران في منتصف ايار/مايو بعرضها على سولانا اقتراحات تهدف الى تسوية quot;كبرى الصعوبات العالميةquot; لا سيما quot; استخدام الطاقة النووية سلمياquot;.

ولم يؤكد مكتب سولانا لقاءه مع جليلي.

الا ان كريستينا غالاش الناطقة باسم سولانا اعلنت quot;سنواصل العمل حول اللقاء ونحن بصدد مناقشتهquot; مع الايرانيين بهدف تحديد لقاء quot;بحلول نهاية تموز/يوليوquot;.

وتهدف مجموعة اقتراحات الدول الست الى بدء مفاوضات حول مواضيع تتراوح بين الطاقة النووية والسياسة مرورا بالاقتصاد والشراكة في مجال الطاقة في مقابل ضمانات حول وقف طهران عملياتها لتخصيب اليورانيوم.

ولم تكشف الدول الست عن الرد الايراني الذي تلقته الاسبوع الماضي فيما وصفه سولانا quot;بالصعب والمعقد الذي يجب تحليله جيداquot;. لكن فرنسا ارتأت ان ايران quot;لم تشر الى تعليق النشاطات الحساسةquot; كما تدعو لذلك الدول الكبرى.

وتشتبه الدول الكبرى في ان طهران تحاول امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامج مدني في حين تقول طهران انها مستعدة للتفاوض دون التخلي عن quot;حقوقهاquot; في مواصلة برنامجها النووي.

وجاء هذا الاعلان في حين ازدادت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وايران بسبب المناورات العسكرية الايرانية الجارية حاليا.

واعلنت ايران الاربعاء انها اجرت تجارب على تسعة صواريخ بقدرات مختلفة تصل قدرة احدها، شهاب-3، الى بلوغ هدف في اسرائيل.

لكن مسؤولا في البنتاغون رجح ان تكون طهران لم تطلق سوى صاروخ واحد في حين اعلنت ايران اطلاق صواريخ اخرى. وقلل مسؤولون اميركيون اخرون من الاهمية العسكرية للتجارب الايرانية مؤكدين انه لم تجر تجارب على اي تكنولوجيا جديدة.

كذلك قللت موسكو الجمعة من الخطر الذي يفترض ان تشكله الاسلحة الايرانية.

واعلن وزيرالخارجية الروسية سيرغي لافروف في اشارة الى مشروع الدرع الاميركية في شرق اوروبا ان تلك التجارب quot;تؤكد ان لدى ايران صواريخ قد يصل مداها الى الفي كيلومتر (..) وان درعا مضادة للصواريخ، بتلك العينات ليست ضرورية للمراقبة او الرد على مثل تلك التهديداتquot;.

ولم تستبعد الولايات المتحدة على غرار اسرائيل اللجوء الى القوة ضد ايران لمنعها من امتلاك القنبلة النووية حتى وان اكدت انها تفضل الحل الدبلوماسي. وهددت ايران التي دعا رئيسها محمود احمدي نجاد الى شطب اسرائيل عن الخارطة، برد قوي اذا تعرضت اراضيها لهجوم.