بيروت، وكالات: أفاد مصدر رسمي أن حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية، الحكومة الأولى في عهد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، تعقد اليوم إجتماعها الأول في القصر الجمهوري في بعبدا (شرق). وأوضح المصدر أن الجلسة ستعقد بعد التقاط الصورة التذكارية وسيتم فيها تشكيل لجنة لصياغة البيان الوزاري الذي على اساسه تتقدم الحكومة من البرلمان لنيل الثقة. ويتزامن عقد اولى جلسات الحكومة مع عملية لتبادل الاسرى بين حزب الله واسرائيل.

ويرئس الحكومة فؤاد السنيورة وهي مؤلفة من 30 عضوا يمثلون قوى 14 اذار/مارس التي تمثلها الاكثرية النيابية وقوى 8 اذار/مارس التي تمثلها الاقلية النيابية جنبا الى جنب وذلك بعد ازمة بين الطرفين استمرت اكثر من عام ونصف العام. وكانت هذه الحكومة ولدت بعد مفاوضات شاقة استغرقت 48 يوما.

وتضم الحكومة 16 وزيرا للموالاة و11 للمعارضة وثلاثة وزراء لرئيس الجمهورية يعتبرون محايدين وذلك وفق اتفاق الدوحة الذي ابرم في 21 ايار/مايو وادى الى حل الازمة السياسية التي كانت تشل مؤسسات البلاد.

وسيشهد لبنان صورتين، الصورة الرسمية لحكومة عهد الرئيس ميشال سليمان الاولى وفي طياتها تلاوين فريقي 8 و14 آذار باصطفافاتهم السياسية وخلافاتهم واختلافاتهم الاستراتيجية، وصورة استقبال الاسرى والجثامين المنتقلة من الناقورة مروراً بمطار بيروت وصولاً الى الضاحية الجنوبية وما سيرافقها من رسائل سياسية متوقعة.

كذلك اكثر من رسالة quot;غزلquot;سياسيquot; وجهت، أكان عبر دعوات اطراف عدة للمشاركة الحاشدة، او عبر اصدار الرئيس فؤاد السنيورة امس مذكرة ادارية قضت باقفال جميع الادارات العامة والمؤسسات العامة والخاصة والبلديات والمؤسسات التعليمية العامة والخاصة للمناسبة، أو حتى عبر بيان quot;الحزب التقدمي الاشتراكيquot; الذي دعا ليس فقط الى المشاركة في الاستقبال بل ايضاً بموكب المستقبلين الذي يخترق قلب الجبل من الشويفات وصولا الى عبيه مسقط رأس الاسير المحرر سمير القنطار، ما يكرس مساعي اسقاط quot;خطوط التماسquot; السياسية والعسكرية التي قامت هناك مع quot;انقلاب ايار الدمويquot;. اضافة الى رسالة عسكرية من quot;الحزبquot; الى اسرائيل وربما غيرها عبر ارتداء الأسرى الخمسة المحررين اللباس العسكري.

وفي وقت ابدت اوساط الرئيس بري والمعارضة ارتياحها عبر صحيفة quot;النهارquot; الى مذكرة الاقفال التي اصدرها الرئيس السنيورة ونوهت بأهميتها في quot;اضفاء الطابع الوطني الجامع على هذه المناسبةquot;، يتوقع ان ينعكس هذا الارتياح على الجلسة الاولى لمجلس الوزراء اليوم في قصر بعبدا التي ستشهد تأليف لجنة لصوغ البيان الوزاري ستكون، كما علمت quot;النهارquot;، برئاسة الرئيس السنيورة. وسينطلق البيان من اربع قواعد: خطاب القسم، اتفاق الدوحة، وثيقة الطائف ونتائج الحوار الوطني في بداية العام 2006. وفهم ان البيان سيترك مقاربة سلاح quot;حزب اللهquot; للحوار الذي سيرعاه الرئيس سليمان في قصر بعبدا لاحقاً.

وبالتزامن مع صفقة التبادل التي اعطت الحكومة الاسرائيلية الضوء الأخضر لها امس، حيث صوّت لصالحها 22 وزيراً وعارضها ثلاثة وزراء والتي تشمل الى عودة عميد الأسرى العرب سمير القنطار الأسرى خضر زيدان، ماهر كوراني، محمد سرور وحسين سليمان، ورفات 199 لبنانياً وعربياً، في مقابل إعادة الجنديين الإسرائيليين ايهود غولدفاسر وألداد ريغيف اللذين يعتقد أنهما فارقا الحياة، يستمر ملف quot;مزارع شبعاquot; موضوع بحث ومتابعة.

حيث أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه امس ان بلاده quot;تدعم فكرة وضع مزارع شبعا تحت وصاية الامم المتحدةquot;. وقال quot;نعتبر ان خيار وضع المزارع تحت وصاية الامم المتحدة خيار مطروح على الطاولة بكل وضوح اليوم ونحن ندعم مبدئياً هذه الفكرةquot;، مضيفاً quot;بعد ذلك ينبغي رؤية الإجراءاتquot;، ومستطرداً quot;لن أذهب أبعد من ذلك في هذه المرحلةquot;.

وفي مقابل الصورتين اللتين سيشهدهما لبنان اليوم، تتبلور ملامح صورة جنينية لانتخابات العام 2009 النيابية ستكون الايام والاسابيع المقبلة كفيلة بتظهيرها. وفي هذا الإطار، ذكرت quot;النهارquot; انه اقيمت مساء امس في دار رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل مأدبة عشاء، هي الاولى من نوعها، ضمت النائب ميشال المر ونجله وزير الدفاع الياس المر وقرينة النائب المر السيدة سيلفي وكريمته ميرنا. وهذه المأدبة التي اقيمت بعيداً من الاضواء تأتي بعد فترة طويلة من انقطاع التواصل بين الجانبين، وهي تحمل quot;دلالات مهمةquot; في مجرى التحالفات السياسية والانتخابية، على ما افادت مصادر واكبت التحضير للقاء.