أولمرت يسلم بهزيمته ويحدد موعدا للإستقالة
لندن: تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة الخميس ما بين الشأن الداخلي والخارجي، وإن كانت تداعيات الأزمة الداخلية في حزب العمال وتصاعد الضغوط على رئيس الوزراء غوردن براون هي الأبرز في كل الصحف.

ايان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الغارديان كتب حول إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت عزمه على الاستقالة.

ويقول بلاك إن رحيل اولمرت عن المشهد السياسي في إسرائيل لن يخلف فقط تساؤلات حول من سيخلفه في حزب كاديما ومن سيفوز بالانتخابات القادمة، بل سيثير أيضاً تساؤلات حساسة حول الحرب والسلام في الشرق الأوسط.

ويرى الكاتب أن المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية التي هي في حالة انحسار أصلاً، لن ترى في الغالب أي تغيير، ويشير الكاتب لاعلان اولمرت الأسبوع الماضي عن عدم اعتقاده بامكانية التوصل لاتفاق سلام قبل نهاية العام الحالي وهو الموعد الذي كان حدده الرئيس الأميركي جورج بوش.

ويرى الكاتب أنه على الرغم من عدم تحقيق انفراج في المحادثات بين الجانبين، إلا أن اولمرت كان قد كون علاقة شخصية جيدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في إشارة على ما يبدو لاحتمال تعثر المحادثات القادمة مع قدوم وجه جديد إلى منصب رئيس الوزراء.

معسكر عمل
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مجموعة معنية بحقوق الانسان أن مدرساً صينياً اعتقل لنشره صوراً على شبكة الانترنت عن المدارس التي تهدمت في الزلزال الذي ضرب منطقة سيشوان في 12 مايو الماضي وخلف ما يقرب من 88 ألف شخص ما بين قتيل ومفقود.

وحسب الصحيفة قالت منظمة حقوق الانسان في الصين إن ليو شاوكوان قد اعتقل بسبب quot;نشر الشائعات وتدمير النظام الاجتماعيquot; وأمر ان يخدم سنة من quot;اعادة التعليم عبر العملquot;.

وتضيف المنظمة أنه منذ اعتقال شاوكوان في 25 يونيو الماضي بتهمة quot;التحريض على التخريبquot; لم تستطع عائلته الاتصال به ولم تتلق اخطاراً رسمياً باعتقاله كما يقضي القانون.

لكن الشرطة أخبرت زوجته الأسبوع الماضي أن شاوكوان قد أرسل إلى quot;معسكر عملquot;.

ويسمح نظام quot;اعادة التعليم عبر العملquot; -حسب الصحيفة- للشرطة الصينية باحتجاز مشتبهين بارتكاب جرائم لمدة تصل إلى أربع سنوات دون الحاجة إلى محكمة جنائية أو عقوبة رسمية.

وتضيف الصحيفة أن هذا النظام المطبق منذ عام 1957 قد تعرض لانتقادات كبيرة من الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.

وتقول الصحيفة إن الحالة المزرية لمباني المدارس صارت قضية سياسية حساسة بالنسبة للحكومة، حيث نظم الآباء المكلومون العديد من المظاهرات مطالبين بتحقيق في اسباب انهيار المدارس.

ونقلت الديلي تلغراف عن شارون هوم رئيس منظمة حقوق الانسان في الصين قوله quot;بدلاً من التحقيق والبحث عن المسؤول عن مباني المدارس الخطرة، تلجأ السلطات للصمت وتعتقل المواطنين المهتمين بالأمر مثل ليو شاوكوانquot;.

ويضيف هوم quot;هذه التصرفات تزيد من انتهاك حقوق الانسان وتقوض ما تسميه السلطات quot;أولمبياد السلامquot; وتعكس قسوة في التصرف تجاه ضحايا زلزال سيشوان وآباء الآلاف من الأطفال الذين قتلوا بسبب انهيار مباني المدارسquot;.

هوة حزب العمال
صفحة الرأي في صحيفة التايمز اهتمت بالأزمة الداخلية لحزب العمال بعد المقال الذي نشره وزير الخارجية ديفيد ميليباند حول رؤيته لما يجب أن يكون عليه أداء الحزب في الفترة القادمة، ذلك المقال الذي رأى فيه البعض محاولة من ميليباند لطرح نفسه كخليفة محتمل لرئيس الوزراء غوردن براون في زعامة الحزب.

وتقول الكاتبة كاميلا كافندش إنه تمر لحظات على كل الحكومات في العالم يشعر فيها الناخبون أن الحزب الحاكم مهتم ببقائه أكثر من الأمة التي يحكمها، وأن هذه هي اللحظة الحالية في بريطانيا.

وتضيف الكاتبة أن اعلان ميليباند الحرب على براون يعكس شجاعة أكثر من كونه مصلحة شخصية.

وترى الكاتبة أن تجاهل ميليباند ذكر براون بالاسم لا يحتاج إلى فك شفرة، وترى أنه لا مجال للشك حول رغبته في القيادة.

لكن الأمر يبدو أكثر تعقيداً حسب الكاتبة التي تقول إن الأمر الأكثر أهمية ليس quot;من يقود؟quot; ولكن ما الذي يسعى له الحزب، وترى كاميلا أن تغيير الوجوه إلى وجه أكثر صداقة للإعلام لن ينهى غضب المصوتين حول العراق ولن يضعف الرغبة المتزايدة للانتقام من حكومة بددت الكثير من أموال المصوتين مقابل القليل من الفائدة.

ضد التردد
وفي موضوع ذي صلة قالت صحيفة الاندبندنت إن وزيراً في الحكومة العمالية حذر رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون من أنه يجب أن يترك التردد ويظهر قيادة أقوى إذا اراد الاحتفاظ برئاسة الوزراء.

ونقلت الصحيفة عن وزير الصحة ايفان لويس قوله quot;الطريق الوحيد أمامنا الآن هو حزب عمال جرىء، ... أعتقد أن مسؤولية براون أن يقدم القيادة القوية والحاسمة التي نحتاجها الآنquot;.

ويرى المحرر السياسي للصحيفة اندرو جريك أن التقييم quot;النزيهquot; والواضح لمشكلات حزب العمال الذي قدمه وزير الصحة البريطاني سيزيد الضغط على رئيس الوزراء لمعالجة بعض القضايا الداخلية كأسعار الوقود والغذاء والمساكن.

ولم يبتعد الكاريكاتير في صحيفة الاندبندنت كثيراً عن أزمة براون في قيادة حزب العمال.

فقد أظهر الرسم وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند على شاطىء البحر وهو يثير الرمال برجليه لتشكل كومة تغطي رئيس الوزراء غوردن براون الذي لم يعد ظاهراً منه سوى وجهه.

الكاريكتير كان أيضاً حاضراً بقوة ومعبراً على صفحات الغارديان ولكنه تناول هذه المرة شأنا دولياً على عكس كاريكاتير الاندبندنت.

فقد صور الرسم الكاريكاتيري جندي صيني يحمل الشعلة الأولمبية التي تلتهم نيرانها تقريراً لمنظمة العفو الدولية عن الصين، بينما بدا في الخلفية سجين يتعرض للتعذيب في آلة تشبه شعار الأولمبياد ذا الدوائر الخمس، حيث علق رأسه في الدائرة الوسطى في الأعلى ويديه في الدائرتين الجانبيتين وتدلت رجليه من الدائرتين الأخيرتين في الأسفل.