إحصائيات وأرقام تعكس انتشار أعداد المدخنات
سعوديات يدخن في العرائس ويشعلن حرائق

عبدالله المغلوث من الدمام: لاتكاد تخلو مجالس الرجال في السعودية من آثار حرائق صغيرة على السجاد بسبب أعقاب السجائر التي تنزلق من أصابع الذكور، العدوى أصابت مجالس النساء اللاتي أصبحن يتركن بقعًا سود مؤخراً على كنبات مجالسهن وغرفهن، ليس غريباً أن تطير أصابع النساء السعوديات وتحديدا الوسطى والسبابة اثناء النقاش في إيحاء يعكس تلاصقهما الدائم كجناحين بحاجة إلى سيجارة مشتعلة تبدو كمحرك طائرة نشط وسطهما يكمل تحليقهما الى الأعلى...

في غرب السعودية درج عدد من الحجازيات على تقديم علب السجائر في المناسبات لضيوفهن في تقليد قديم، تقول السعودية هدى سليم (34عاماً)، تدرس الماجستير قي هندسة التصميم الداخلي بجامعة كلورادو الأميركية لـ "إيلاف": "نقدم السجائر في أطباق فاخرة إلى المدعوات في العرائس، انخفضت هذه الظاهرة كثيراً لكن لم تندثر، في العام الماضي دخنت سيجارة في حفلة خطوبة صديقتي رغم اني لاأدخن".

في رفحا (شمال السعودية) شاهد صديقي عبدالرحمن راعية غنم عراقية جميلة بجوار الحدود العراقية السعودية ترفع السيجارة إلى فمها بيدها اليمنى وتحمل عصا بيدها الأخرى، مشهد تلك المرأة جعله يمني النفس أن يرتبط بفتاة ترتكب التدخين ولو بهتانا أمامه: "أحببت المرأة المدخنة، لن اشجع زوجة المستقبل على التدخين، لكن لن أمنع نفسي من تخيلها وهي تنفث الدخان إلى السماء، تصنع غيوما من دخان كسول فتمطر!".

لكن تواجه السعوديات حرجاً أثناء شراء التبغ من الدكاكين الصغيرة، يقول بائع أجنبي في الأحساء (شرق السعودية): "التقطت سيدة علبة سجائر من احدى الرفوف، عندما أمسكتها والتفتت خلفها، شاهدت الكل يراقبها، كانت المرة الأولى والأخيرة".

يقول السعودي سعد المذن امام مسجد عمر ابن الخطاب في ولاية نيفادا الأميركية لـ "إيلاف": إن "الفتيات السعوديات يدخن (الشيشة والمعسل) تناغما مع الموضة، اسأل الله الهداية لهن ولي".

احصائيات
نشرت الصحف والمواقع العربية والخليجية والسعودية دراسات واحصائيات متفرقة تعكس انتشار التدخين لدى النساء السعوديات وفي طبقات المتعلمين بشكل واسع وفيما يلي بعضها:
*يومية "البيان" الاماراتية في 20/08/2000 : "كشفت دراسة حديثة أجريت على عينة عشوائية تعدادها 11.000 أسرة سعودية في قرى ومدن مختلفة في السعودية أن مؤشرات التدخين تزداد لدى النساء في الفئة العمرية ما بين 30 و50 سنة حيث تراوحت من اثنين إلى ثلاثة في المئة".

*جريدة "الوطن" السعودية في 31/05/2002 : "هناك زيادة مضطردة في حالات الإصابة بسرطان الرئة بالنسبة للسعوديين مشيراً إلى بيانات السجل الوطني للأورام الذي يؤكد وجود 2350 حالة سرطان رئة في السعودية بين عام 1994 و 2000 م من بينها 1741 سعودياً منهم 374 امرأة."

*جريدة "اليوم" السعودية في 21/01/2004: "كشفت دراسة احصائية حديثة ان أكثر من 15% من المثقفات السعوديات مدخنات سواء للسيجارة أو المعسل.وأوضح رئيس جمعية مكافحة التدخين الدكتور عبدالله البداح ان ظاهرة التدخين والمعسل بين مثقفات المجتمع وخاصة المعلمات والطالبات والاكاديميات وايضا الاعلاميات وسيدات الاعمال انتشرت على نطاق واسع. وطالب البداح بتكثيف الحملات الاعلامية التي توضح مخاطر التدخين خاصة وان المدخنات يقلدن فنانات الفضائيات المدخنات ولايجدن من ينصحهن بمضار التدخين".

*جريدة "الشرق الأوسط اللندنية" في 18/04/2004: " ذكرت الدراسة التي قام بها أحد الباحثين السعوديين أن نسبه 50 في المائة من عدد المدخنين من الطالبات والمعلمات، وهو ما يمثل تمدد هذه الظاهرة اجتماعيا بشكل خطير، رغم ما يقدم من برامج توعوية وتثقيفية في هذا الجانب".

*موقع "اسلاميات.كوم": " جمعية مكافحة التدخين أشارت إلى أن سبعة عشر في المئة من الطبيبات السعوديات العاملات في منطقة الرياض مدخنات ."

معلومات
وتزداد الكمية المستوردة من التبغ باضطراد. ففي عام 1972 استوردت السعودية 4.5 ملايين كيلوغرامات من التبغ ، ويعادل الكيلوغرام 1250 سيجارة. وازدادت الكمية المستوردة تباعا حتى وصلت 42.5 مليون كيلوغرام عام 1984 بنسبة زيادة سنوية أكثر من 80 %. وانخفض الاستهلاك قليلا عام 1991 بسبب حرب الخليج الثانية وغزو الكويت . ولكن الاستهلاك ارتفع مرة أخرى، ففي عام 1994 كانت المملكة تستورد 45 مليون كيلوغراما من التبغ تبلغ قيمتها السوقية أكثر من ألفي مليون دولار.

يقول الدكتور محمد علي البار الباحث المتخصص: "لقد نجحت الحملات في الولايات المتحدة في العقد الأخير من القرن العشرين في كسب مجموعة من القضايا ضد شركات التبغ، وفرضت عليها مجموعة من التعويضات بآلاف الملايين". ومن ابرزها:" اضطرت شركات التبغ إلى تسويات مع الحكومات المحلية للولايات المتحدة بدفع تعويض بمبلغ 386 ألف مليون دولار يتم دفعه على أقساط على مدى عشرين سنة تبدأ من سنة 1999".

وأشار: "بلغت القضايا ضد شركات التبغ في الولايات المتحدة أكثر من 800 قضية . هذا مع العلم أن الولايات المتحدة لا تقبل أي قضية ضد شركات التبغ من دول أجنبية . وقد رفضت الولايات المتحدة مئات بل آلاف القضايا من مختلف دور العالم ، بما فيها دعوى مقدمه عن مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بالمملكة الذي طالب بآلاف الملايين من الدولارات التي أنفقها المستشفى لمعالجة مرضى التدخين خلال السنوات العشرين الماضية".

وحسب الدكتور البار: "كسب مضيفو الطيران في فلوريدا قضية ضد شركات التبغ ، وحصلوا على تعويض بمبلغ 350 مليون دولار ، كما كسبت شركة بلوكروس شيلو 469 مليون كتعويضات لموظفيها من أضرار التدخين".