خالد طه من الدوحة:لم تعد تكنولوجيا الاتصال نعمة لحياة البشرية فحسب بل جلبت معها الشقاء و الصداع و المشاكل الاجتماعية و التفكك الأسري و نشر الرذيلة على شاشات الجهاز السحري (الباندا) ا و البلوتوث.

قصص و روايات يندى لها الجبين يمارسها بعض مرضى النفوس لا لشيء سوى الفضيحة و الانتقام و استعراض العضلات و هو ما يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات على شباب هذا الجيل الذين خلطوا بين التهريج و الجد في هدر كرامات البشر بتسليط هذه المنتجات على أعراض الناس.

ماذا نفعل اذا تعرضت أدق خصوصياتنا لعمليات اختراق الكتروني؟ و لماذا يستعمل هؤلاء الشباب التكنولوجيا ضد مقاصدها الشريفة بعدما حققت مكاسب هائلة و فوائد جمة لبني الإنسان؟
ما هي الضريبة التي جنتها البشرية جراء الانفتاح على الثقافات المختلفة و التواصل مع الآخر عن بعد؟
ماذا يصنع الوالد أو الزوج بعد انتشار صورة ابنته أو زوجته أو أخته و هي متكشفة أو شبه عارية؟ و ماذا تصنع البنت أو الزوجة حينما ترى صورتها أمام الملأ في وضع مخل؟

مع الضحايا

تقول إحدى الفتيات : كنت أجلس مع مجموعة من الصديقات في منزلها و لان الجلسة كانت نسائية لم نرتد الحجاب و كانت الثقة بيننا متبادلة لذلك لم نعترض على وجود هواتف مزودة بالكاميرا مع بعضهن ثم فوجئت في اليوم التالي بأن صور الجلسة مذاعة عبر البلوتوث و أدى ذلك إلى قيام أخي بمنعي من الذهاب إلى الجامعة و مصادرة هاتفي النقال رغم انه بدون كاميرا فخسرت دراستي بسبب البلوتوث.

و في إحدى صالات الأفراح تحول العرس إلى عزاء بعدما قامت إحدى الفتيات بالتقاط صورة العروسين و إرسالها الى هواتف عبر البلوتوث. و تروى فتاة قصة صديقتها التي اكتشف زوجها بأنها تملك هاتفا جوالا آخر مزودا بتقنية البلوتوث دون علمه و عندما تصفح رسائل الهاتف وجد فيه عددا من الرسائل و الصور الخليعة المرسلة عبر البلوتوث مما ادى إلى حدوث مشاكل كبيرة بين الزوجين.

اما ماجد الكبيسي فيقول : أنه بينما كان ينتظر بسيارته أمام إشارة ضوئية وصلته رسالة بالبلوتوث فالتفت الى جانبه ليكتشف أن الرسالة جاءته من فتاتين تجلسان بالسيارة المجاورة لسيارته و كانت تحتوى على كلمات خادشة للحياء.

شاب اخر في مقتبل العمر – رفض الإفصاح عن اسمه – قال إنه بعدما وثق بإحدى الفتيات التي كان يرغب الزواج بها فوجئ بصورتها موجودة على هاتف صديقه مما جعله يصرف النظر عن الزواج بها محذرا الفتيات من استخدام الهواتف ذات الكاميرا.

و تروى جمانة قصة هدم أركان أسرة كانت تنعم بالدفء العائلي و الاستقرار بسبب البلوتوث فتقول:
كاميرا الجوال كانت سببا في طلاق احدى الاخوات الفاضلات التي يشهد لها بالصلاح و الطهر تزوجت و انجبت طفلتها الاولى و في احدى الايام عادت من المدرسة فوجئت بزوجها ثائرا كالبركان و طردها من المنزل و بعد فترة وجيزة تم الطلاق البائن بينهما بسبب مكيدة متقنة حيث تم تصويرها دون علمها و إيصال صورتها لزوجها بطريقة مقصودة عبر البلوتوث و بعد فترة وجيزة اكتشف الزوج المتسرع حقيقة الأمر و لكن بعد فوات الأوان.....

رأي الشباب

ما الذي يقوله عامة الشباب في هذه التصرفات غير السوية؟ يقول عادي رحمي:
إن ما يقوم به بعض الشباب يعتبر تصرفا غير معقول ابدا و أتساءل : أنتم يا من تصورون أنفسكم ما هو شعوركم لو رايتم اخوانكم أو آباءكم أو احد محارمكم ما هو رد فعلكم؟ هل ترضون أن تنتشر الفاحشة؟ و أضاف في رايي أن من ينشر هذه الصور و تلك الأفلام لديه مركب نقص ويريد أن يستعرض و يشتهر على حساب أعراض الناس و الله حسيبه و عليه أن يخاف من عقابه الذي سيكون من جنس العمل.

حجج واهية

ما رأي علم الاجتماع في هذه الظاهرة؟ يقول الدكتور عادل المطوع أستاذ علم الاجتماع جامعة قطر ان أي مبرر يستند إليه أولئك الذين يرتكبون جرائم أخلاقية في التعامل مع البلوتوث و أي حجة واهية يمكن أن تشفع لهم نظير ما يقومون به من سلوك غير آدمي سواء في حفلات الزواج التي يتم فيها تصوير الفاضلات و إرسال صورهن الى ذويهم او في الأماكن العامة التي تتوافد إليها النساء و تصويرهن بطريقة سرية لاستغلالها ابشع استغلال.

و تقول المحامية سارة الدعيج هناك قضايا عديدة وصلت الى مكاتب المحامين و قاعات المحاكم نتيجة هذه الآفة اللعينة و هناك بيوت تساقطت من وراء هذا الفعل الفاضح الذي سببه نفر نزعت من قلوبهم كل معاني الخجل و الحياء و الاخلاق و أضافت هناك كوارث اجتماعية ما كانت لتظهر لولا البلوتوث الذي تحول الى متهم بريء بينما المتهم الحقيقي هو الإنسان الذي فقد كل معاني الحياء و الرجولة.أم المصائب:

وتقول الكاتبة أمل عبد الله: أي مصيبة تستحل علينا و نحن نرى هذا الجهاز يخترق البيوت الآمنة و صالات الأعراس و الجامعات دون استئذان في الوقت الذي أصبحت فيه صور و مشاهده وجبة دسمة لضعاف النفوس الذين يتهافتون عليها و يسعون في نشرها و اضافت هل تصدقون ان ثمة مسابقات بين مرتادي الانترنت لالتقاط الصور و المشاركة بها و نشرها؟ و الادهي و الامر أنه بالمكان إعادة إظهار لصور التي يتم محوها من الذاكرة في حال بيع الهاتف أو تركه للتصليح أذن- و الحديث لأمل –فنحن أمام مشكلة كبيرة لن يكون حلها بمنع أجهزة الهاتف المزودة بالكاميرا لان التكنولوجيا تتقدم يوما بعد يوم و إنما الحل في تحصين أولادنا و بناتنا قبل ان يزجوا بانفسهم ا لى الهاوية في لحظة ضعف و استهتار و طيش شباب.

راي الشرع

يقول الشيخ : عبد السلام بوسيوني الموجه الشرعي بمركز قطر للتعريف بالإسلام إن الشخص الذي يتعدى على الآخرين بهذا السلوك لتصويرهم و ترويج الصور عن طريق البلوتوث يخالف شريعة الاسلام في المحافظة على الأعراض و ستر العورات و اكرم النساء و ما يحصل الآن لا مروءة فيه كما أن فيه إشاعة للفاحشة و هتك العورات و فضح النساء و فتح أبواب للذئاب البشرية لابتزاز اسر و تلويث سمعة الشريفات فهو أسلوب بكل المقاييس محرم لا يليق برجل يتقي الله تبارك و تعالى و أضاف أن الشريعة تأمرنا أذا راي احدا على معصية أن يستره و لا يفضحه فقال صلى اله عليه و سلم: " من ستر مسلماً ستره الله" كما حذر عليه الصلاة و السلام من تتبع عورات المسلمين فقال: " يا معشر من أمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه لا توذوا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع غورت المسلمين تتبع الله عورته و من تتبع عورته يوشك ن يفضحه و لو في جوف رحلة"

أتوسل إليك
ختاما يمكن القول إن حكاية اغتصاب فتاة من قبل شخص إفريقي بتحريض من صديقه عمت في أقصى الأرض و أدناها و أصبحت على كل جوال يسمح صاحبه بمرورها... فويل لهؤلاء الذين خلعوا لباس الدين و الأخلاق و الإنسانية بما يقترفونه من إجرام يقتلون به الناس و هم أحياء.