عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: روى عدد من الضحايا الذين نجوا بجروج و صدمات نفسية مما جرى من تفجيرات لندن الدامية يوم امس الخميس السابع من تموز 2005 معاناتهم و معاناة الجرحى و القتلى الاخرين و هم يلفظون اخر انفاسهم بعد ثوان من فرح كان مرسوما على وجوههم و هم يبدأون يوما سعيدا.
كان عدد من الهولنديين العاملين في لندن كبقية الاوربيين الذين يفضلون العمل فيها من رجال اعمال و مصممين و سوّاح عبروا عن صدمتهم لما حصل بالرغم من توقع بعضهم ذلك.
و قد نشرت صحف هولندية ردود فعل بعضهم، اذ نقلت صحيفة الشعب اليسارية ما قاله اوسكار ايسايس الذي يدير احد مكاتب الاعلان في لندن ، بأن الحادث لم يصدمه اذ كان يتوقعه منذ وقت انما كان الاختلاف حول التوقيت. و رأيه مثل آراء اخرين في لندن. فيما قال كالفن كلاين الذي يدير احد محلات الموضة بأنه عاد الى هولندا منذ تفجيرات نيويورك و قرر عدم ركوب الطائرة مفضلا استخدام القطار او الباص في سفره. لكن حتى هاتين الوسيلتين لم تسلما من الارهاب.
سائحة سويدية كانت في احدى القطارات الذاهبة الى ادجور رود لكن فجأة تحول كل شيء الى أسود.. الناس كانوا ساقطين على الارض.. و قد امتلأت العربة بالدخان الاسود.. حاول بعض الركاب جلب الهواء او الخروج بمحاولة فتح النوافذ بالمظلات.. كانت بجانبي ام مع طفليها تحاول البكاء و تبدو غير قادرة على تحريك جسدها.
مسافر اخر ( كري لويس) قال انه كان يجلس خلف رجل و قد اكتسى كل جسمه بلونين فقط أسود و احمر.. الاسود من الاحتراق و الدخان و الاحمر من الدم السائل من جروحه.
و كان جرحى اخرون قالوا ان الانفجار الذي حصل بين محطتي راسل سكوير و كنغز كروس قد حصرهم في الظلام ، و راح من يستطيع السير منهم المشي بذات اتجاه القطار مستدلين على نور بعيد يبدو اخر النفق قبل ان تصلهم مساعدة الاسعاف و الشرطة. بينما كان عدد من الجرحى ملقى على الارض يئن و اخرين ميتين بلا حراك.
بالرغم من توقع معظم الانكليز للحدث الارهابي بعد تكرار تحذرات امنية عنها انما كان الاختلاف عن الوقت فقط و رغم ذلك فقد صدموا بها.
و بلغ عدد القتلى حسب الرواية الرسمية الابريطانية 37 بالاضافة الى اكثر من 900 جريح بينهم عدد كبير جراحاتهم بليغة قد تؤدي لوفاتهم.
و قد رفعت الحكومة الهولندية درجة التحذير الامني من حدوث اعتداءات ارهابية كما في عدد من دول اوربا الغربية. فيما عبر رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكنينده عن ألمه ، و مثله فعلت ملكة هولندا بياتريس اذ بعثا رسائل تعاطف الى رئيس الوزراء والملكة في بريطانيا. بالاضافة الى تعاطف جميع اعضاء اعضاء البرلمان الهولندي.
وكانت التفجيرات قد حدثت في ساعة الذروة الصباحية داخل قطارات مترو الانفاق بفارق بسيط بينها ثم اعقبها تفجير باص بطابقين يرجح انه بفعل انتحاري في ساحة تافيستوك قرب محطة "راسل سكوير.
و قد اعلن مايسمى بتنظيم قاعدة الجهاد في اوربا مسؤوليته عن التفجيرات.
و وجه عدد من المسلمين البريطانيين دعوات لمسلمي بريطانيا بأن يلزموا بيوتهم و ان لايخرجوا الا للضرورة القصوى خشية من ردات فعل ثأرية من ذوي الضحايا ، او من الجماعات المتطرفة في بريطانيا التي تعتبر قليلة و غير ذات شعبية قبل تفجيرات خميس لندن في السابع من تموز 2005.