خسرو علي أكبر: تحتفل المرأة الأفغانية وللعام الثالث بيوم المرأة العالمي.ومن المقرر أن تشهد العاصمة كابول ومدن أفغانية أخرى العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والاجتماعية إحتفاء بهذه المناسبة التي ترسخت
في الحياة الثقافية الأفغانية.
وتبذل الحكومة الأفغانية جهودا كبيرة في مجال حقوق المرأة فقد أنجزت خطوات كبيرة في مجال إعادة الفتيات الى المدارس ويشكل تولي ثلاث نساء لمواقع وزارية في حكومة كارازاي إضافة الى ترشيح أمرأة أفغانية لمنصب رئاسة الجمهورية في الإنتخابات الأخيرة وبث الغناء النسائي من محطات الاذاعة والتلفاز وتشكيل الفرق الرياضية النسائية من المشاريع الهامة في لائحة انجازات الحكومة الافغانية التي تسعى لإعادة تأهيل المرأة الأفغانية ومنحها حقوقها القانونية. ورغم أهمية هذه الإنجازات الا أن العديد من المؤسسات الحقوقية والاجتماعية لا تعدها بالمستوى المطلوب خصوصا وأن المرأة الأفغانية تعرّضت في الحقبة الطالبانية الى ظلم وإضطهاد ربما يكونا هما الأبشع في تاريخها المعاصر.

وترى بعض الجهات الناشطة في مجال حقوق المرأة أن جهود الحكومة الأفغانية تكاد تقتصر على العاصمة كابول ولم تخطو خطوات مماثلة في المدن والقرى الاخرى.
وفي ندوة نظمتها مؤخرا مؤسسة quot;المجتمع المدني وحقوق الانسان في افغانستان quot;بمناسبة يوم المرأة العالمي دعا السيد قسيم اخكر المحلل في الشؤون السياسية والاجتماعية المرأة الافغانية للمبادرة لأنتزاع حقوقها وحريتها وان لاتتوقع ان تحصل على هذه الحقوق من قبل السلطة الحاكمة أو المؤسسات الرسمية.
وقد انتقدت بعض االمؤسسات الحقوقية الظروف اللانسانية في التعامل مع المرأة الافغانية واعتبرت ان الجهود البسيطة التي أنجزتها الحكومة الافغانية في السنوات الثلاث الأخيرة تنطوي على قدر كبير من خداع الرأي العام وتكاد تكون استعراضية وتخفي الاوضاع السيئة التي تعيشها المرأة الافغانية.
ويرى بعض المحللين في الشأن الافغاني أن القيود التي فرضها الطالبان على المرأة الأفغانية قد زالت مع اندحارهم وزوالهم من المشهد السياسي لكن العقبة الكبرى التي تقف في وجه طموحات المرأة الافغانية في نيل حقوقها تتمثل بالنظرة السلبية لها واعتبارها كائنا منحطا يطلق عليها في الكثير من الاماكن التي تحكمها التقاليد القبلية quot;الحيوانة: واحيانا quot;الماعزquot;.وبذلك تكون ثمة مسافة شاسعة بين حياة النساء في كابول حيث يتمتعن بحرية كبيرة في إرتياد المجالات العامة والحضور في المحافل الأدبية والثقافية فيما تكاد تكون المرأة الافغانية في المدن الخرى حبيسة البيت ونادرا ما نلاحظ حضورها في الأسواق والازقة.

حضور فاعل للمراة العراقية

المرأة السورية والسباحة عكس التيار ومعه

نساء فلسطين لايتبادلن التهاني بيومهن العالمي


وتعتقد السيدة سيما سحر رئيسة لجنة حقوق الانسان في افغانستان أن معالجة الاوضاع المأساوية للمرأة الأفغانية تتطلب برنامج وخطة عمل واسعة تشرف عليها الحكومة الافغانية في المدن والقرى تتضمن برامج تعليمية تهدف الى توعية المرأة بحقوقها وتضمن لها إكتفاء اقتصاديا يؤهلها لممارسة حياتها الطبيعية.وينقذها من استغلال الرجل لها خصوصا وأن إستغلال المرأة يكاد يكون ظاهرة منتشرة في المجتمع الأفغاني بحكم التقاليد الاجتماعية القبلية.

يذكر أن افغانستان شهدت اهتماما كبيرا بالاحتفال بيوم المرأة العالمي في السنوات الثلاث الأخيرة وقد
أعتبر بعض المتخصصين في الشأن الأفغاني أن هذه المناسبة بلغت حدا من الإهتمام لم تضاهها مناسبة أجتماعية أخرى.
وقد سبق أن ألقى رئيس الجمهورية الافغانية حامد كارازي كلمة بهذه المناسبة ذكر فيها فقرات من القانون الأساسي تنص على الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية للمراة الافغانية و مسؤليته بتعيين نصف أعضاء مجلس السنا أو quot;مشرانوquot;من النساء.
أما وزيرة النساء السيدة مسعودة جلال فقد أكدت في كلمتها على ضرورة مواجهة التقاليد والأعراف التي تعيق مسيرة المرأة الأفغانية خصوصا وأن هذه التقاليد تتنافى مع التعاليم الأسلامية وتتناقض مع الشرع الاسلامي.
وتشير الإحصائيات الرسمية الى أن نسبة الأمية بين النساء الأفغانيات قد بلغت 95 بالمئة وهي نسبة تضع افغانستان في صدر قائمة البلدان التي تعيش فيها المرأة حياة بائسة.
.

ترى ثريا برليكا عضو جمعية النساء الأفغانيات أن المشاريع التي حققتها الحكومة في السنوات الأخيرة في مجال حقوق المرأة كانت في أغلبها سطحية ولم تحدث سوى تغييرات طفيفة وشكلية في كابول والمدن الكبيرة:quot;عشرات النساء الأفغانيات تم اعتقالهن وحجزهن في السجون لأنهن دفعن ضريبة الطموحات السياسية لرجالهن الذين قتلوا في الحروب الداخلية وأضطرن من أجل توفير لقمة لأبنائهن الاستجداء في الشوارع والأمكنة العامة،وفيما يفترض من الحكومة أن تهيأ لهن فرص العمل وتوفير السكن ومستلزمات حياة كريمة.تقوم باعتقالهن وزجهن في السجون بتهمة التكدي.
رحيمة أختر طالبة جامعية عادت من المهجر الاوربي الى مسقط رأسها كابول قبل عامين تلخص المشهد على النحو التالي: في التلفاز ترى جلسة للبرلمان الافغاني وقد إمتلأت الصالة بالنساء النائبات.لكنك حالما تغادر البيت ترى الشوارع تعج بالنساء المتسولات اللواتي يطمحن لتوفير وجبة غداء واحدة لأطفالهن اليتامى،هذا المشهدان جعلاني أنظر للنساء اللواتي لهن مناصب حكومية على اعتبارهن ديكور فقط ويفقدن أية صلاحية لوضع حلول لمشاكل النساء.
اما فرزانه واحدي quot;طالبة في مرحلة الإعداديةquot; فتعتقد أن التغييرات التي حصلت في السنوات الثلاث الأخيرة لايمكن اعتبارها دليلا على نيل المرأة الأفغانية حقوقها في المساواة مع الرجل:quot;ليس المهم هو أن نرى أن هناك أمرأة في منصب وزير،الإنجاز الكبير الذي نطمح اليه في أفغانستان أن تكون هناك قناعة لدي المجتمع وجميع أفراد المجتمع بضرورة إعتبار المرأة كائنا انسانيا لايقل شأنا عن الرجل المرأة.اذا ما تحققت هذه النظرة وشاعت في المجتمع الأفغاني فآنذاك سيكون من الممكن أن نقول أننا قد خطونا الخطوة الرئيسية في مجال حقوق المرأة.