يوسف عزيزيمن طهران:هناك 3 انواع من الاعياد في ايران وهي حسب الاهمية الشعبية: اولا الاعياد القومية (الفارسية الجذور) كعيد نوروز و الاربعاء الحمراء (جارشنبه سوري).. الخ، و ثانيا الاعياد الدينية الاسلامية كعيد الفطر و عيد الاضحى و ثالثا الاعياد المذهبية الشيعية كعيد غدير الخم.
ويعد عيد الاضحى الاقل اهتماما به كعيد شعبي بين كل الاعياد التي ذكرناها رغم انه عطلة رسمية ليوم واحد وذلك خلافا للدول الاسلامية الاخرى التي تعطل بهذه المناسية بين 5 ndash; 9 ايام و منها تركيا العلمانية. صحيح ان البعض يذبح الخرفان بهذه المناسبة لكن لايمكن لك ان تشعر بنكهة العيد في هذا اليوم كما هو معمول في الدول العربية


و الاسلامية. اي لا معايدات و لا حلى جديدة للاطفال و لا حلويات، اللهم الا اقامة صلاة العيد والتي اخذ رجال الدين يؤدونها بعد هيمنتهم على السلطة عقب قيام الثورة الاسلامية منذ 29 عاما. لكنني يمكن ان اشير الى استثناء وهم اهل السنة و خاصة التركمان و الاكراد
و البلوش الايرانيين الذين يحتفلون بهذا العيد شعبيا كسائر المسلمين في العالم.


وبما ان الشيعة في العراق و لبنان يحتفلون بهذا العيد يبدو عدم الاهتمام به شعبيا في ايران - و حتى بين العرب الشيعة في اقليم الاهواز(خوزستان) ndash; امرا غريبا.


ويعود الامر الى ثورة الدستور(1906- 1908) حيث كشفت خلال دراستي لتاريخ ايران المعاصر ان الايرانيين كانوا يحتفلون بعيد الاضحى و يعطلون لمدة 7 - 9 ايام بهذه المناسبة لكن الغى القوميون القائمون على هذه الثورة القومية، هذا العيد من الروزنامة الايرانية
و من ثم اضفى الشاه رضا البهلوي (1925 ndash; 1941) بعدها بسنوات الصفة الرسمية على هذا الامر حيث غير التقويم الهجري القمري الى الهجري الشمسي و زاد من عطلة ايام الاعياد القومية و قلل ndash; كما ذكرت - عطلة عيد الاضحى من 9 ايام الى يوم واحد. و فعل نفس الشي بعيد الفطر حيث تقتصر عطلته ليوم واحد فقط ولم يحتفل به كعيد شعبيا الا العرب الاهوازيين و التركمان.