طيور العرب المهاجرة من مغرب الأرض إلى مشرقها
أستراليا.. هل تصبح محجا أكاديميا للعرب

بلقيس دارغوث من دبي: بالنسبة للعديد من الطلاب العرب تُعتبر الولايات المتحدة الأميركية الوجهة الفضلى للتخصص الجامعي، وبالنسبة لأهالي هؤلاء الطلاب شكلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 هاجسا يثير خوفهم على أولادهم العابقين بوعود لمستقبل أفضل مفتاحه شهادة عالمية، وذلك بعد الإجراءات الأمنية التي بادرت الولايات المتحدة إلى اتخاذها بحق المتوجهين إليها تحت عنوان عريض أثر على حياة الملايين سواء عرب أو أجانب quot;الحرب على الإرهابquot;. ورغم مليارات الدولارات، فاتورة استقبالها الطلاب ، والتي تُضخ سنويا داخل الاقتصاد الأميركي، إلا أن أولوياتها تغيرت وعلى رأس اللائحة تجنب المزيد من الاعتداءات وإن كانت على حساب توتير العلاقات مع دول متعددة ومنها طبعا الدول العربية.

وفي أرقام رسمية نشرتها تقارير أكاديمية أميركية عن عدد الطلاب العرب، تبين أن الخط البياني بدأ بالانخفاض خريف عام 2001 بعد الاعتداءات التي غيرت مجرى التاريخ، الإمارات والكويت ولبنان والأردن أظهروا جميعا تراجعا في عدد الطلاب المهاجرين سنويا، في حين سجلت سلطنة عمان أكبر انخفاض بلغت نسبته 25 % .

بدورها تعتبر الولايات المتحدة أن الدراسات العليا التي تقدمها للطلاب من كافة أنحاء العالم واحدا من أهم خدماتها. واستقبلت أكثر من 500 ألف تلميذ أجنبي العام الماضي ضخوا 14،5 مليار دولار داخل الاقتصاد الأميركي، وذلك وفق مؤسسة التعليم العالي. وفي الإجمال فإن عدد الطلاب الأجانب، وتحديدا العرب، ينخفض تدريجيا مقابل ارتفاع عدد الطلاب القادمين من الهند والصين. وأظهرت الاحصائية ارتفاع عدد الطلاب الإيرانيين خلال هذه الفترة إلى كل من أميركا وأستراليا، في حين تحافظ السعودية على ايقاع إرسال طلابها سنويا وفق منح دراسية مخصصة لذلك.

وعن ذلك يقول جمال خاشقجي، رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية وخريج جامعة إنديانا، لصحيفة quot;الواشطن بوستquot; إن التقارب الأميركي السعودي ساهم في إقامة نصف مليون سعودي داخل الولايات المتحدة الأميركية quot;رغم اعتداءات سبتمبر والسياسة الخارجية الاميركية في الشرق الاوسط والعراق واسرائيل.. لكننا نستمر في علاقاتنا الوثيقة معهاquot;.

وفي ظل اضمحلال عامل الجذب الأميركي رويدا لأسباب أمنية، يبقى السؤال إلى أين يتوجه الطلاب العرب إذا... أستراليا. إذ كشفت إحصاءات وزارة التربية الأسترالية ارتفاع عدد الطلاب العرب من 2580 عام 2002 إلى 7122 عام 2006. ووفق أرقام حكومية تفوقت أستراليا هذا العام على الولايات المتحدة الأميركية لناحية استقبال الطلاب الإماراتيين.

وبالنسبة للمسؤولين الأستراليين فإن ارتفاع عدد الطلاب العرب لديها هو نتيجة طبيعية للحملة التربوية الواسعة التي نظمتها داخل الدول العربية مستهدفة الطلاب وخصوصا بعد اعتداءات 11 ايلول بالإضافة إلى الترويج سياحيا. الحملة كانت منطقية للعديد من العائلات التي توجهت سابقا إلى أميركا واختبرت الإجراءات الأمنية المستحدثة لديها، ما خلق قلقا من أية اعتراضات في المطارات الأميركية قد تؤثر على مسيرة أبنائها الأكاديمية، وهو ما حدث العام الماضي مع تلميذ دكتوراه إماراتي تصدر خبر احتجازه 48 ساعة في مطار أميركي، وطرده مع عائلته لاحقا، الصحف الإماراتية وكاد يوتر العلاقات الثنائية بي البلدين وأثار جدلا في الرأي العام الإماراتي والخليجي.

ومن هذا المنطلق تسعى أستراليا إلى تقديم العديد من عوامل الجذب للطلاب العرب المسلمين عبر تهيئة غرف صلاة في الجامعات والمطاعم واعتماد اللحم المذبوح على الطريقة الإسلامية. وتأتي هذه الاجراءات مع ارتفاع عدد السياح القادمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ 20 % هذا العام وفق أرقام الهئية السياحية الأسترالية.