أسامة العيسة من بيت لحم:كشفت عمليات ترميم روتينية، في إحدى الغرف الملحقة بكنيسة المهد في مدينة بيت لحم، عما اعتبر كنزا فنيا مهما. ويتعلق الأمر بمجموعة أيقونات جدارية على مختلف أنحاء الغرفة، تحمل ميزات هذا النوع من الفن في الكنائس والذي كان أثار ضجة في حينه، وخلافا بين رجال الدين، وتولى الدفاع عن الأيقونات، الراهب يوحنا الدمشقي، الذي كان وزيرا للأمويين، وترك دمشق، إلى أحد الأديرة في برية القدس، وساهم في ترجمة الأناجيل إلى اللغة العربية، وخاض دفاعا مريرا عن فن الأيقونات، وما زالت الادبيات التي كتبها بهذا الشأن يعاد طبعها حتى اليوم.

وتعتبر كنيسة المهد التي يعتقد بان السيد المسيح ولد فيها، اقدم كنيسة ما زالت قائمة على وجه الأرض، بنتها القديسة هيلانة والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الذي تبنى الديانة المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية الشرقية، وفتح ذلك حملة بناء للكنائس في الأماكن التي يعتقد انه جرت فيها أحداث الأناجيل وتولت ذلك والدته هيلانة.


وتتزين الكنيسة بكثير من الأيقونات القديمة، ولكن يتضح أن فيها كنوزا أخرى لم يكشف عنها من قبل، مثل الكشف الجديد، والذي يعلن عنه لأول مرة عبر إيلاف.

وقال عاملون في المكان لمراسلنا، إنهم كلفوا بترميم الغرفة التي تظهر وكأنها جزء من منظومة الكنيسة الدفاعية، وعندما أزالوا القصارة القديمة التي تغطي جدرانها، ظهرت اللوحات الفنية القديمة على الزوايا والجدران، والمدهش أنها كانت بحالة جيدة نسبيا، رغم تغطيتها بالقصارة في وقت لم يحدد ولسبب أيضا لم يعرف.

وبعد هذا الكشف توقف العمال عن العمل، بأوامر من إدارة البطريركية اللاتينية، التي تقع الغرفة ضمن القسم الخاص بها في الكنيست، وتم استدعاء خبراء من إيطاليا مختصين بالترميم، عملوا على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من اللوحات الفنية.

وأعادت أعمال الترميم الإيطالية، الوهج من جديد للوحات الفنية الجدارية، باستخدام مواد خاصة، في حين لم تتمكن الطواقم الإيطالية من ترميم بعض اللوحات التي لم يعد يوجد منها إلا قطعا صغيرة ومتناهية الصغر في هذا المكان أو ذاك.


وبعد انتهاء ترميم اللوحات، عاد العمال، إلى الغرفة، المبنية بحجارة كبيرة، تثير التساؤل حول الأدوات التي استخدمت في بنائها، ويستخدم العمال مواد محلية لترميم الأرضية والجدران والأبواب والآبار والشبابيك في الغرفة.


وتلاصق الغرفة قاعة ما بين العمدان وهي القاعة الرئيسة في كنيسة المهد، من جهة الشمال، ومن المرجح أنها وقسم آخر من الغرف بني في وقت لاحق من تشييد الكنيسة في القرن الرابع الميلادي، لأسباب دفاعية، حيث تعرضت الكنيسة، إلى اعتداءات خلال الحروب التي شهدتها فلسطين خلال اكثر من ألفي عام على الأقل.

ولم يكن الخطر الذي يحدق بالكنيسة يأتي من الخارج، ولكنها كانت مسرحا للخلافات بين الطوائف المسيحية المختلفة، التي حظي كل منها برعاية خاصة من دول خارجية، وما زالت آثار هذه الخلافات واضحة حتى الان، خصوصا في ما يتعلق بالتصليحات الضرورية التي تحتاجها الكنيسة، ولكن الخلاف بين الطوائف يحول دون ذلك.

وتنز المياه من فتحات معينة من سقف الكنيسة الذي عمره اكثر من خمسة قرون، تهدد بمسح الجداريات في الكنيسة ومعظمها يعود إلى العصر الصليبي.

وربما كان أحد مظاهر الخلافات، هو عدم إعلان بطريركية اللاتين حتى الان عن اكتشاف هذه الأيقونات، لأسباب قد تتعلق بعدم رغبتها في إثارة حساسيات مع الطوائف الأخرى، خصوصا وان الجداريات الجديدة قد تكون الأنفس في الكنيسة.

الصور بعدسة ايلاف