خسرو علي أكبر: مع قرب موعد المحادثات الايرانيةالأميركية في بغداد،تباينت وجهات نظر الايرانيين بخصوص جدوى الحوار وأهميته، واذا كان الموقف الرسمي قد فتح املا في أن يتسع الحوار في المستقبل ليشمل ملفات وقضايا مهمة للبلدين كما جاء في التصريح الاخير لرئيس مجلس مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي رأى أن ايران سوف تستمر في المفاوضات فيما اذا ابدا الاميركان حسن النية والكف عن فرض اهدافهم السلطوية، فان مواقف الصحف المستقلة وشريحة واسعة من المواطنين الايرانيين كانت اكثر تفاؤلا بالمفاوضات انطلاقا من ايمانهم باستحالة المواجهة العسكرية بين البلدين.

الحلل السياسي الايراني علي اقا محمدي اعتبر ان المبادرة الاميركية للتفاوض مع ايران جاء منسجما مع تقرير بيكر هميلتون الذي اوصى بالحوار مع ايران وسوريا من اجل تحقيق الأمن والاستقرار للعراق، ويضيف اقا محمدي ان حل مشكلات العراق لاتحسم بشكل تام العلاقات المتأزمة بين طهران وواشنطن :quot;في الموضوع العراقي لابد من التأكد ان كان الأميركان ينطلقون من دوافع جادة ام ان المفاوضات مجرد خطوة تكتيكية، وعلى المسؤولين الايرانيين ان يوضحوا للرأي العام الايراني الأسباب التي دفعت الادارة الاميركية لاجراء المحادثات فان كانت تصب في خدمة الشعب العراقي والحد من معاناته فيمكن انذاك الاستمرار في المفاوضات ولكن بحذر واحتياط، ومن لمؤكد ان الايرانيين لايطمحون الى تحقيق مكسب من هذه المحادثات سوى تحقيق الأمن والاستقرار للعراق وهو هدف نابع من القيم الاسلامية وحرص ايران على مصالح الشعب العراقي المسلم وانطلاقا من سياسة حسن الجوارquot;.

ايلاف اتصلت بعدد من المواطنين الايرانيين المقيمين في داخل ايران ووجهت لهم سؤالا عن ارائهم بالحوار الايراني الأميركي،وقد طلب بعضهم عدم ذكر اسمائهم نظرا لحساسية الموضوع، غلامرضا ج من مدينة يزد قال لايلاف :ان لم يفتح الجانبان صفحة جديدة في العلاقات وتجاوز الازمات التي عصفت بالعلاقة بينهما،فان الفشل سيكون مصير المحادثات، ليس نسيان لماضي امرا سهلا للطرفين، نحن الايرانيين فقدنا مئات الالاف من ابناء شعبنا في الحرب التي شنها النظام العراقي السابق ضدنا وبدعم اميركي،والاميركان تعرضوا للاهانة في عملية الهجوم على سفارتهم في طهران واحتجاز الرهائن في الاشهر الاولى من الثورة، لكن هذه الاحداث هي جزء من الماضي، ونحن نشهد علاقات ممتازة بين دول خاضت حروبا دامية بينها،لكنها وعبر حوار هادئ استطاعت اعادة الثقة فيما بينها.من دون فتح صفحة جديدة ستكون المحادثات مضيعة للوقتquot;.

من وجهة نظر قريبة من آراء غلامرضا، ترى المواطنة فاطمة ع ز أن القول بايجابيات قطع العلاقة بين ايران واميركا على مدى 28 عاما مضت ليس له مصداقية مالم تكن هناك دراسات معمقة تثبت ذلك، وقد غابت هذه الدراسات والبحوث لأن مجرد فكرة الحوار كانت من المحظورات (مع احترامي الشديد لذوي عوائل شهداء الطائرة الايرانية التي اسقطتها القوات الاميركية في الخليج الفارسي،فان الدافع الاساس في قطع العلاقات هو اصرار اميركا على فرض سياستها تجاه ايران،لكن حينما تضع اميركا هذه السياسة جانبا وتحترم سيادة الدول وارادة الشعوب فلابد من اقامة علاقات معقولة معها، مع زيارة مك فارلين الى طهران في ثمانينات القرن الماضي كانت هناك فرصة كبيرة لاستئناف العلاقات بين البلدين،من المؤسف انها انتهت بفضيحة للجانب الاميركي ونصر اعلامي للحكومة الايرانية quot;.وتضيف فاطمة ع.ز وهي معلمة في احدى المدارس المتوسطة في طهران :quot;النجاح الكبير في محادثات بغداد سيكون مقترنا باعادة الثقة ليس بين اللجنتين الديبلوماسيتين وانما بين الشعبين الايراني والاميركي، على الساسة الاميركان ان يقدموا صورة حقيقية عن ايران،غير مشوهة باكاذيب عدد من المعارضين الخونة، خطوة رايس وتعريفها بعظمة الثقافة الايرانية كانت ايجابية في هذا المضمار، ومن جهة أخرى على الساسة الايرانيين ان يوضحوا للشعب الايراني ان العداء لاميركا قد يقود ايران الى عزلة دولية ويترك اثارا سلبية على جميع الصعدquot;.

ا ج طالب جامعي من مدينة زنجان الايرانية أكد على دور الاعلام في انجاح مهمة الحوار الايراني الاميركي،:quot;على مدار اكثر من 27 عاما والاعلام يركز على الجوانب السلبية بكل مايتعلق بالاميركان سياسة وثقافة، وقد حان الأوان ان يتطرق الاعلام الى الجوانب الايجابية، الاميركان اسقطوا عدوا لنا كان عميلا غبيا لهم، ولولا الارهاب وازلام النظام البائد، لكان الوضع أفضل بكثير مما عليه هو الآن، الاميركان ايضا اخطأوا حينما طرحوا مشروع الشرق الأوسط الجديد واعتبرته الدول المجاورة للعراق تهديدا لها، أعتقد شخصيا ان ايران مؤهلة للعب دور كبير في احداث تغييرات لصالح دول وشعوب الشرق الاوسط من خلال حوار وتعاون بناء مع جميع القوى الاقليمية والدولية ومبنية على احترام السيادة الوطنية لدول الجوار، ثمة دوغمائية مفضوحة اذا ركزنا على الجوانب السلبية في الاحتلال الاميركي للعراق، بالطبع ان الاعلام الرسمي العربي يتبنى في اغلب الاحايين مقولات الديكتاتور المقبور صدام من ان الاميركان والفرس هما اعداء الشعب العراقي، ولكن الحقيقة هي ان الاميركان انقذوا الشعب العراقي من أسوا ديكتاتور وحشي عرفه التاريخ واذا كانت الحكومة الايرانية معنية بمصلحة العراقيين فلابد من التعاون مع الاميركان ضد ارهاب سلفي متخلف، فايران ترتبط بعلاقات جيدة مع الحكومة العراقية الوطنية،ولها نفوذ في تيارات واحزاب عديدة، واهم نقطة ايجابية لايران انها رفضت على الدوام الاعمال الارهابية التي تستهدف الابرياء ولم تستغل نفوذها لارتكاب جرائم ضد الشعب العراقي، فالايرانيون انفسهم يدركون ومن منطلق التجربة ان اعمالا اجرامية كتفجير الاماكن العامة لاتفشل استراتيجية ما، والتاريخ الايراني الحديث خير مثال فبالرغم من عشرات التفجيرات التي فتكت بالمواطنين الايرانيين في الاسواق والمدارس والتي نفذتها عصابة (مجاهدي خلق) جعلت الشعب الايراني ينظر باحتقار لهذه العصابة المجرمة، كذلك هو الحال مع مايسمى بالمقاومةشعب العراقي المسلم العراقية التي تعتمد نفس الطريقة الوحشية في قتل الابرياء والمدنيين، واذا كانت ايران مهتمة بمصلحة الشعب العراقي المسلم فلابد ان تساعد الاميركان في حربهم ضد الارهاب.