20 ألف حالة اعتداء جنسي خلال 8 شهور
طاحونة العنف والجرائم تفتك بالمجتمع الإسرائيلي

خلف خلف من رام الله: يقال إن أساطير تغذي ثقافة العنف في إسرائيل، بل يذهب البعض للقول إن العنف هو نتاج للإستراتيجية الأمنية القائمة على استباقية الرد التي يربى الإسرائيليون أولادهم عليها. بينما للبعض رأي آخر، مشيرين أن إسرائيل لا تختلف عن غيرها من دول العالم من حيث معدلات الجريمة والعنف التي تسجل سنوياً، ولكن الإحصائيات الصادرة حديثاً تشير إلى أنه حتى منتصف 2007 حصلت في إسرائيل أكثر من 20 ألف حالة اعتداء جسدي مختلفة الأنواع، وهو ما يجعل هؤلاء يعيدون حساباتهم ووجهة نظرهم. كما تبين الإحصائيات أنه تم تسجيل أكثر من إلفي جريمة جنسية، وحصل أيضا 77 عملية قتل و180محاولة قتل، وبحسب القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي فأن هذه الأرقام تثير المخاوف والتساؤلات حول فيما إذا كانت إسرائيل غارقة بالعنف والجريمة.

وقال البروفيسور عوز المود رئيس قسم الدراسات لما يسمى quot;أرض إسرائيلquot; في جامعة حيفا: quot;هناك حالة انكشاف للعنف، ولا يتم إكساب الشبان الوسائل كي يفهموا ويفسروا هذه الأمور، أضف إلى ذلك أن الفوارق تؤدي إلى ازدياد الضغائن وهو ما يؤدي إلى الإحباط والقيام بالأعمال المخالفة...وقمنا كذلك بدفع التعليم الليبرالي وكانت النتيجة وجود شبان يفتقدون للضمير في كثير من الأحيان، وقمنا بتطوير ثقافة نقدية جدية تنظر للأيديولوجيات الكبيرة وهنا حصل فراغ فلم يتوفر ما يعزز التضامن وهناك إحساس بان العقوبات اقل من الجرائم كما أن هناك انتقاد لسلطات فرض القانون ومعالجتها للعنف المتزايد.

وأشارت القناة التلفزيونية الإسرائيلية أن العديد من حالات الاعتداء والعنف حصلت يوم الاثنين الماضي، حيث تعرضت للاعتداء سيدة إسرائيلية تدعى سلطانة الياهو وتبلغ من العمر 80 عاما وهي في بيتها في القدس وقبل أشهر تعرضت للاعتداء المماثل (ايتا فوغل في حيفا وقبل شهر تعرض للاعتداء أيضا (بنينا ودان رفائيلي) في منزلهما على يد ملثمين وينظر (دان رفائيلي)، وهو ما ينذر بخطورة العنف الذي يعصف بالمجتمع الإسرائيلي.

ويفسر بعض المراقبين ارتفاع نسبة حالات الاعتداء الجنسي، على أنها نتيجة للاستعداد المتزايد لتقيم الشكاوي، ولكن المراقبون يؤكدون في الوقت ذاته، أنه من غير الممكن التخلص من الشعور بان عملية عميقة تعصف بالمجتمع الإسرائيلي.

وهاكم، بعض القصص التي روتها الصحافة الإسرائيلية عن انتشار ظاهرة العنف في المجتمع الإسرائيلي، وأولها تبدأ مع السياسيين، فقد قام شرطي بتحرير مخالفة لعضو الكنيست يورام مارسيانو كونه كان يحلق دقنه اثناء القيادة، ولكن مارسيانو قام باختطاف رخصة سياقته من يد الشرطي قبل أن يكتب المخالفة المرورية، وفر من المكان، ومن المثير للسخرية أن المخالفة لا تزيد قيمتها عن 120 دولار، ولكن أن ثبت حقيقة تورط عضو الكنيست المذكور في عرقلة عمل الشرطة، فقد يدان لمدة ثلاث سنوات، حسب القانون الإسرائيلي.

ومن الحالات التي تتدل على حدة العنف في المجتمع الإسرائيلي، ما نشرته الصحافة الإسرائيلية حول قيام ديفيد بن عامي بالاعتداء الجنسي على عاملة من الاكوادور كانت تعيش مع والدته، وقد حكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة ثلاث سنوات ودفع تعويض يقارب 12 ألف دولار، ويعتبر الحكم مخففاً، وذلك لأن النيابة العامة والدفاع عقدا صفقة تم خلالها إسقاط تهمة التهديد والاعمال المشينة خلال الاغتصاب.

أما الحكاية الأخرى، وقد أثارت ضجة إعلامية، فتتلخص بما قام به شاب إسرائيلي لم يتجاوز 21 عاماً من طعن شقيقة الأصغر منه في منطقة جيلو في مدينة القدس، وذلك بعد خلاف على علبة سجائر، وقد فر الشاب المعتدي من المكان، ولكن تمكنت الشرطة من القبض عليه وإخضاعه للتحقيق.

كما دارت حكايات مثيرة للسخرية حول الطباخ الإسرائيلي المشهور اسرائيل أهاروني والذي تعرض مؤخراً للتوبيخ، بعدما عثر في منزله على كمية كبيرة من الحشيش، وقد اعترف أثناء التحقيق أنه كان يتعاطى الماريجوانا عندما يمر في أزمات نفسية حادة، وذهب البعض للقول quot;عليك لكي تصبح طباخاً ماهراً أن تتناول الحشيشquot;.

ومن القصص التي لا تنتهي في إسرائيل، ما حدث مع رجل الأعمال الإسرائيلي المعروف يتسحاق تسوريف 68عاماً، والذي قام بالاتصال بابنته وأخبرها أنه وقع بينه وبين أمها (زوجته) خلافاً حاداً، وبدورها قامت البنت بالاتصال بأخيها الأكبر لإصلاح ذات البين بينهما، ولكن لم يذهب، فذهب أخيه الأصغر، والمفاجأة كانت حينما وجد والديه جثتين هامدتين، وبحسب التحقيقات الميدانية التي أجرتها الشرطة، فأن رجل الأعمال تسوريف قتل زوجته ثم انتحر.