عددهن في ارتفاع على الرغم من التكاليف العالية

الخادمة الأجنبية في سوريا بين الحاجة والتباهي

خادمتان من آسيا
بهية مارديني من دمشق: أحدث موضوع عمل الخادمات الأجنبيات الذي اكتسح فجأة سوريا وتكثف بشكل كبير، اثارا اجتماعية ونقاشات حادة حول انسانية هذا الأمر في انتزاع المرأة الأجنبية من بلدها وعالمها وعائلتها واطفالها لتنتقل الى بلد اخر نظرا لحاجتها المادية وتساءل باحثون عن اثر ذلك على سلوكيتها وتربيتها لاطفال العائلة السورية كما ان سوريا باتت تشهد حوادث لانتهاكات حقوقهن حيث هربت خادمة تعمل في منطقة ريف دمشق وعادت الى مكتب العمالة ، الذي استقدمها ، تبكي متضايقة وتقول انها تريد العودة الى بلادها ، صاحب المكتب ضربها بقوة وسلمها لرب الاسرة التي كانت تعمل عنده وقال له ان هذه الطريقة المثلى للتعامل معها فاستعذب رب الاسرة الفكرة وباتت الخادمة ، وهي حبشية الجنسية ، على موعد يومي مع العذاب والضرب .

كما اشتكى احد مكاتب العمالة في حلب لـ quot;إيلافquot; انه تعرض لاغلاق مكتبه اثر اكتشاف اصابة احدى الخادمات اللواتي استقدمهن بمرض الايدز.

كما احدث موضوع الخادمات الاجنبيات جدلا حول ضرورة ايقافه لتأثير ذلكفي العمالة السورية ولكن بدات النقاشات بسبب عدم قانونية عمل المكاتب الى أن جاء القرار رقم 81 لتاريخ 21/11/2006 ليشكل جهة مسؤولة عن تنفيذه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.rlm;

التكاليف كبيرة لكن عدد الخادمات الاجنبيات مرشح للازدياد الى نصف مليون في السنوات القليلة القادمة اما التكلفة فهي:

1000-1200 دولار تتضمن بطاقة الطائرة وفحوصاً طبية ورسوم مغادرة المطارrlm;

1000 دولار اقامة في سورية بمدة أقصاها 4 سنوات وتدفع ال 1000 دولار للدولة حتى لو غادرت الخادمة نتيجة ظروف معينة بعد فترة قصيرة من الأربع سنوات مع انه في الدول العربية الاخرى تدفع الالف دولار على شكل أقساط سنوية (250 دولارا كل عام) .

أبو يزن (صاحب مكتب استقدام خادمات أجنبيات): اكد نعم لدينا عدد كبير جداً في سوريا من الخادمات الأجنبيات من الفلبينيات إلى السيرلنكيات إلى الأندونيسيات والأثيوبيات، وكل عائلة تختار الفتاة التي تريد حسب جنسيتها وخبرتها في العمل وأحياناً حسب ثقافتها.

وبرأي ابو يزن أن ما أثرفي هذا الموضوع وجعله بهذا السوء هو دخول المتطفلين من المكاتب غير المرخصة وعملها بهذه الخدمة التي تخضع لقوانين وضوابط لا نستطيع مخالفتها ودخول بعض النصابين والمحتالين أيضاً على الخط جعل منها تجارة رقيق ونخاسة ومتاجرة بالأنثى ومعظم الأسر يفضلون الخادمة الأجنبية على الخادمة السورية، ابنة البلد تكون أكثر دراية ومتمردة ولا تتحمل الأعباء كما تتحملها الأجنبية التي لا تجد ملاذا لها عند تعرضها لأي شيء أيضاً السورية لا ترضى بالأجر الذي ترضى به الأجنبية بالإضافة إلى ندرة الخادمات السوريات بحكم العادات والتقاليد في مجتمعنا والتي ترفض هذا النوع من الأعمال لأنه يتطلب الإقامة خارج المنزل، هناك الكثيرات ممن يقمن بعمل التنظيف لساعات خلال النهار (لفايات) لكن لا يعملن كخادمات دائمات في المنازل، واشار ابو يزن الى ان المكاتب غير المرخصة تكون وهمية في كثير من الأحيان ويقومون بإدخال الخادمات بطرق غير مشروعة عن طريق التهريب أو التسجيل على أسماء وهمية بعد أن يقوموا برشوة بعض الموظفين وكثير منهم يجعل الفتيات القادمات يعملن بالدعارة أو يختار واحدة جميلة من بينهن ويقوم باصطياد الزبائن من خلالها حيث يرسلها إلى منزل مخدوميها ويتصل معها ليجعلها تفتعل مشكلة فيعيدها صاحب المنزل إلى المكتب لاستبدالها وإذا ما قدم زبون آخر يعرضها عليه وهكذا...

ندى (زوجة رجل أعمال) قالت : في منزلي خادمة فلبينية وهي تعمل عندي منذ 3 سنوات الحمد لله أني وفقت بها وهي تعرف حدودها كما أني بالمقابل لا أؤذيها وتعرف ماذا يترتب عليها من عمل، وماذا أريد بالضبط أنا لا أعاملها معاملة سيئة لكن لا أفسح لها المجال كثيراً للاندماج معنا لأن العائلة لها خصوصيتها ولا أسمح لها بالخروج إلا برفقتنا خوفاً من استجرار المشاكل إلى منزلي، حتى الهاتف أراقبها أحياناً كي أريح رأسي، لأنني تعلمت الدرس من الخادمة التي كانت قبلها وكانت سورية الأصل لقد عذبتني كثيراً، فلم يبق سر من أسرار المنزل إلا وأسمعه من الجيران أيضاً، أيضاً كانت تختلق الأكاذيب لتذهب إلى أهلها أحياناً تقول لي أمي مريضة وأحياناً تقول لي أخي تعرض لحادث فأتعاطف معها وأرسل السائق ليوصلها إلى بيتها لكن فيما بعد تبين لي أنها كانت تكذب، وعندما أكون خارج البيت دائماً خط التلفون مشغول وإذا سألتها تختلق الأكاذيب عدا عن أنها غير ملتزمة بالعمل ولا تنظف جيداً فاستغنيت عنها والأجنبيات أفضل من السوريات لأنهن على الأقل ليس هناك أهل كل يومين أو ثلاثة يردن الذهاب إليهن أيضاً لا يجرؤن أو يتعدين حدودهن حتى لغتهن مختلفة عن لغتنا وهذا يريحنا من أمور كثيرة.

فداء (طبيبة) كان لها رأي مخالف فهي لاتفضل استقدام العاملات الى المنزل فقالت : مع أن وقتي مشغول دائماً في البيت والعيادة ولدي طفلان إلا أنني لا أفضل أن أضع خادمة عندي في المنزل وخصوصاً أجنبية ربما سورية فيها وجهة نظر أما الأجنبية فلها نواح سلبية كثيرة أولاً إن لغتها مختلفة تماماً عن لغتنا وعادتها مختلفة عن عاداتنا وأغلبهن أميات لا يعرفن القراءة أو الكتابة بلغتهن حتى، عدا عن أنهن صغيرات في السن لا يستطعن القيام بأعباء أسرة كاملة من طبخ وتنظيف وتربية أطفال والشيء الأخطر طبعاً هو أن الأم تعهد إلى الخادمة تربية أطفالها ولأن هذه المرحلة العمرية دقيقة جداً وخطرة وتتكون فيها شخصية الطفل وتأتي الخادمة لتربي هذا الطفل وتنشئه حسب عاداتها وتقاليدها هي وبلغتها أحياناً والأم تكون غير مكترثة مما ينشئ لدى الطفل ازدواجية في شخصيته ويحرمه من حنان أمه، وهذه الظاهرة أصبحت عند النساء من الطبقة الثرية موضة تتفاخر بها مثلها مثل التي تقتني سيارة، أصبحت الخادمة شيئا يتباهين به أمام بعضهن مع أن معظم الأسر ليست بحاجة إلى خادمة وتستطيع الأم التفرغ لبيتها وزوجها وأطفالها، بالنسبة لي تنظيم وقتي هو الذي يساعدني كثيراً وكما أنني لا يمكنني أن أطعم أولادي أو زوجي إلا من طعامي أنا ولا يمكن أن أحرمهم من حناني، صحيح أن ذلك يجهدني كثيراً لكن الحمد لله أن الروابط الأسرية قوية جداً، ومهما يكن وجود الخادمة ستكون له انعكاسات سلبية جداً على الأطفال وعلى الزوج وعلى الأسرة بشكل عام.

اما منى (مهندسة) فتحدثت عن: كثير من القصص الغريبة التي نسمعها من خلال وجود خادمات أجنبيات في بلدنا وليست المشكلة محصورة بالخادمة نفسها بل على العكس غالباً ما تكون في المكتب أو في العائلة التي تخدم عندها فاما تعاملها سيدة المنزل معاملة قاسية ومهينة وتتعرض للضرب والتعذيب أو تتعرض للتحرش الجنسي ولا تستطيع أن تفعل أي شيء لأنه لا أحد تلجأ إليه وأن قررت اللجوء إلى أحد لا تعرف ماذا ستفعل وحتى المكتب إن لجأت إليه يكون أسوأ من مخدوميها قبل أن يأتي زبون لأخذ خادمة ويعاملونهن بقسوة وبعنف ويوفرون لهن إقامة لكن بشروط سيئة جداً وبمصروف وطعام لا يسد جوعهن، والخادمات أيضاً منهن من تفتعل المشاكل وتكون صغيرة على الخدمة في البيوت وعلى تحمل المسؤولية أو تكون مراهقة وتحاول بأي شكل أن تقوم بأعمال غير مسؤولة عنها لذلك هذا الموضوع سيتحول إلى مشكلة كبيرة تؤثر في المجتمع السوري واجتماعياً وصحياً بما أن الخادمة تقضي مع الأطفال أكثر من أهلهم، هذه الظاهرة ستتحول إلى مشكلة إذا لم تتداركها الدولة ولم تفرض رقابة على دخول هؤلاء بهذه الأعداد أيضاً لماذا لا تمنع الدولة استقدام الخادمات الأجنبيات وتترك المجال للكثير من الفتيات السوريات اللاتي لا يجدن لقمة العيش، نحن بلد مصدر للعمالة لماذا نزيد البطالة عندنا ونأتي بعمال من الدول الفقيرة.

ومؤيد (محامي) يعتبر انه : في ظل الوضع القانوني لمكاتب استقدام الخادمات الأجنبيات فتح الباب على مصراعيه لممارسة الكثير من الأعمال والربح والتجارة تحت شعار هذه المكاتب، مما يعرض العاملات والعائلات المستفيدة إلى الكثير من الاستغلال كما يعرض المجتمع إلى مشاكل خطرة لا يعيها أصحاب القرار من خلال استقدام خادمات مريضات دون أن يتعرضن لفحص دقيق إلى تشغيل هؤلاء بالدعارة من قبل بعض أصحاب المكاتب إلى استغلال الفتاة وتعرضها للتعذيب والضرب وأحياناً يصل إلى التسبب بعاهات دائمة لديها من قبل مخدوميها وأيضاً المشاكل التي يمكن أن
تحدثها الخادمة من خلال ممارستها داخل المنزل ضد الأطفال أو بما يؤثر في المنزل... إذاً ظاهرة لا تحكمها ضوابط ولا قوانين شاملة وخصوصاً الإعلانات الترويجية التي تعود بنا إلى زمن العبيد (أتصل واحصل على طلبك العرض مغر ndash; خادمة بكذا...) أصبحت تجارة بالمعنى الصحيح فالترخيص يتطلب من 100-200 ألف ليرة ويمكن أن يتحايلوا على ذلك بأي طريقة وتكلفة استقدام الخادمة تكلف 1000-1200 دولار من تذكرة الطائرة إلى الفحوص الطبية لمدة 4 سنوات مع أن راتب الخادمة الشهري لا يتعدى الzwj;100 دولار ما يحصل المكتب على ثلاثة أشهر مقدماً وإذا كان
أي مكتب يوفر 20 فتاة في الشهر معناه ربحه سيكون (100000 ل. س.) فأي نوع من الاستغلال الواقع على هؤلاء الفتيات فمن يتدخل ويمنع هذه التجارة.