علي الخيل من صنعاء: ما تزال فصوص العقيق المحتوية على تكوينات صورية ورسومية و كتابية تثير كثيراً من الجدل خاصة مع دخول تقنية الليزر في المسألة ؛ما يستدعي دراسة عميقة لهذه الاشكالية ، وابراز خصوصية الفصوص الاصلية من المصطنعة صورها و رسومها ،بما يمكن عشاق العقيق من تمييز الاصيل من غيره.


وعلى هذا الصعيد عثر أحد هواة جمع العقيق اليماني على فص يوجد على وجهه الامامي شكل اقرب الى ( صورة رجل) فيما يحمل الوجه الخلفي شكلا اخر اقرب الى خريطة شبه الجزيرة العربية.


ويقول عبد الكريم نزار لوكالة الانباء اليمنية(سبأ):quot; اهدي الي الحجر الخام لهذا الفص من صديق لم يكن يعرف حينها ما يحمله هذا من دلالات و معان للأشكال التي ستتضح بداخله بعد تنظيفه و المتمثلة في صورة رجل على جزء الوجه الامامي للفص فيما الجزء الخلفي تتضح فيه معالم لخريطة شبه الجزيرة العربية quot;.


ويضيف :quot; تم تنظيف هذا الحجر بمواد خاصة بالتلميع عبر القطن و الماء وجلخها بمادة خاصة بالعقيق على يد احد الحرفيين المهرة لتتبين بعد ذلك جماليات ومميزات العقيق اليماني وعظمة و قدرة الخالق سبحانه وتعالى في تشكيل هذه اللوحات الفنية داخل الحجرquot;.
ونوه بأن هذا الفص خضع للفحص عبر اجهزة خاصة للاحجار الكريمة بوزارة النفط والمعادن، إلى جانب فحصه مع عدد من فصوص العقيق اليماني التي تحمل صورا و أشكالاً مختلفة في مختبرات دبي المركزية للأحجار الكريمة والمعادن الثمينة، و أكدت النتائج ان هذا الحجر من العقيق اليماني الخالص و أن صورة الرجل والخريطة هي تكوينات طبيعية و لم تتدخل فيها أي وسيلة حديثة .


وأكد نزار أن العقيق اليماني يتميز بتكويناته اللونية و التشكيلية البديعة ومنها فصوص وجدت وعليها نقوش لآيات قرآنية و زخارف وأشكال أخرى لحيوانات و طيور و عيون و اسماء و صور شخصية.


وقال:quot; لذلك فقد نسجت الخرافة حول العقيق اليماني الكثير من الحكايات والاساطير فلكل حجر قصة و لكل لون دلالته, ومن تلك الأساطير أن هناك لونا يجلب الرزق ولونا يقي من العين و لونا يمنح صاحبه الحظ والكرامة وغيرها quot;.


يشار إلى أن خام العقيق اليماني يستخرج من قمم الجبال وبطون الأودية في مناطق مختلفة اشهرها انس وعنس بذمار وخولان و المحويت وتوجد على هيئة كتل صخرية تكون صلبة و ذات شفافية متعددة الألوان فمنه ما يكون قريبا من السطح ومنه ما يوجد في عمق عشرات الأمتار في باطن الأرض.
ويتميز العقيق اليماني ، بانه معدن شبه شفاف يتركب كيماوياً من سيلكا خفيفة التبلور تحتوي شوائب من مركبات الحديد ووفقاً لتلك الشوائب يظهر العقيق بألوان متعددة .


فيما تعددت الروايات التاريخية في تحديد بداية معرفة وعلاقة اليمنيين بهذا النوع من الأحجار الكريمة إلا أن الراجح منها - حسب بعض المؤرخين - يعود ببداية اكتشاف هذا الحجر الثمين الى القرن الخامس قبل الميلاد و تشير تلك المصادر الى أن ممارسة اليمنيين لمهنة نحت الجبال و الصخور و بناء القصور أدى الى اكتشافهم لهذه الحجارة الصماء.