تغسل السيارات وتتمرن 7 ساعات يوميا
سعودية تتدرب لأولمبياد بكين مبكرا!

سعاد هادي(يمين) تغسل السيارات الى جانب زميلتيها. عدسة إيلاف
عبدالله المغلوث من ميامي:
تقفز السعودية سعاد هادي (14 عاماً) بين السيارات كأنها مخلوقة من مطاط، تغسل سيارة ذات دفع رباعي حمراء ثم تنتقل الى فرك سيارة "بيك أب"، سعاد التي تتطوع في نهاية الأسبوع لغسيل السيارات في مدينة كورال سبرينغ بفلوريدا حازت أخيرا على الميدالية الفضية في مسابقة حصان القفز. "موهبتها في الجمباز (جيمانستيكز) دفعتني الى تشجيعها و البقاء معها في الولايات المتحدة حتى تستثمر امكاناتها" والدتها الأميركية من أصل سوري هند توفيق قالت لـ "إيلاف".

هند التي انفصلت عن زوجها هادي-تزوجته قبل 16 سنوات اثناء دراسته الجامعية في كاليفورنيا- كانت تنوي قبل 3 سنوات ارسال ابنتها سعاد الى دمشق حيث أسرتها أو الظهران(شرق السعودية) في كنف والدها لتتعلم اللغة العربية لكنها تراجعت اثر بزوغ مهارات طفلتها في الجمباز وتلقيها عرضا من مدرستها يقضي بحصولها على مبلغ 800 دولار شهريا وتدريبات مكثفة لتطوير أدواتها واستثمار استعدادها.

هند تؤمن بتوظيف المهارات التي وهبها الله في الانسان:"ارسال ابنتي الى دولة عربية يعني نهايتها على الصعيد الرياضي، لاتوجد أندية ومدارس متخصصة فضلا عن نظرة المجتمع غير الحضارية للفتاة الرياضية".

وعن مدى قبول والدها لممارسة ابنته رياضة الجمباز، قالت أمها:"حاول اثنائها دون جدوى".

سعاد التي التقيتها أمام مدرستها تتمنى أن تصبح يوما من الأيام نجمة كالبطلة الأميركية كارلي باترسون (17 عاماً) الحائزة على الميدالية الذهبية في أولمبياد أثينا:"قابلتُ كارلي أثناء زيارتها لميامي قبل أسابيع، شجعتني وشاهدت أدائي في الحركات الحرة والعوارض غير المتوازية، تقول لي انني سأصبح نجمة متى ماحافظت على التمارين، ووعدتها أن لا أتقاعس".

مدربتها سيرين كليبر تعتقد أن سعاد ربما تشارك في أولمبياد بكين الصيفي عام 2008:"هذا ماأعمل عليه حاليا، أدرب سعاد 5 ساعات يوميا فضلاعن 7 ساعات يوم السبت، المهمة صعبة لكن ليست مستحيلة".

ويأتي تفاؤل كليبر نتيجة للحماسة التي تراها في اللاعبة الأميركية السعودية، تقول لـ "إيلاف": "انها تمضي كل يومها تقريبا في التدريبات، منذ ان تستيقظ حتى تنام، معي أوبدوني، في المدرسة وخارجها".

مايميز سعاد هو فرحها العالق في وجهها والذي تعتبره زميلتها هوني فيليب هو مفتاح الانتصارات القادمة:"ابتسامتها لاتنقص في مختلف المناسبات، معالم وملامح الوجه تلعب دورا كبيرا في الفوز الى جانب المهارات التي تمتلكها". ويعيش مع سعاد وأمها كلبهما"تيد"، وحلمهما في المشاركة في أولمبياد بكين!