مدرب النصر خالد القروني في حديث لإيلاف:

يجب توحيد كلمة الجمهور وأعضاء الشرف

فهد سعود من الرياض: الكثير من المدربين يفتقد إلى (الحِس) الذي تُمثله (الخبرة) وسط عالم من المحترفين ومن قليلي الخبرة في الوسط الرياضي، إلا أن المدرب الوطني (خالد القروني)، بوصفهِ قد تدرّج بين الكثير من المنتخبات والأندية السعودية، قد وصل إلى مرحلةٍ حاسمة استطاع أن يُحدد فيها تاريخه ومساره ضمن كبار المدربين الذين يقودون المباريات باحترافية ويمثلون الفرق. الفريق يعتمد في الأساس الأول على المدرب، الذي يصل أحياناً بتعلقه، أو لنقل بعلاقتهِ بين لاعبيه إلى درجة أن يكون أباً لهم وموجهاً وناصحاً. وهذا ما يمثله المدرب خالد القروني للكثير من الفرق السعودية التي تنقّل بمسيرته بينها واصلاَ إلى فريق الشباب في نادي النصر، ليضع بصمةً مختلفةً وجديدة من الفرق المحترفة، إلى درجة الشباب الذي لابد أن يكون نواة المستقبل يوما ما. وهذا ما يؤمن به المدرب الوطني خالد قروني وما يسعى إليه بانضمامه لتدريب شباب النصر.

خالد القروني
تسلّم المدرب الوطني خالد القروني مهمة الإشراف على درجة الشباب في نادي النصر السعودي قبل بدء الموسم الحالي بفترة قصيرة جداً لم تتجاوز عشرة أيام، عمل خلالها على تنظيم الفريق قبل انطلاق منافسات الدوري، ولأن التعامل كان مع الفئات السنية، فإن المهمة لم تكن سهلة أبداً.

ومع ذلك، شعر الجميع بالتغيّر الذي طرأ على هذه الدرجة ،التي تعتبر شريانا مهما من شرايين النمو والارتقاء لأي فريق كروي في العالم.

خالد القروني، وفي حوار شيّق مع "إيلاف" ألقى الضوء على تجربته مع النصر، وعن العروض الأخرى التي تلقاها والكثير من الأمور كما في الحوار التالي:

استقالة الأمير سعد بن فيصل:

*كيف ترى استقالة الأمير سعد بن فيصل في هذا الوقت بالذات، وما رأيك بفترة رئاسته ؟

*الاستقالة هي خسارة بلا شك،نظراً لما قدمه الأمير سعد خلال الفترة البسيطة التي ترأس فيها النادي، ورأيي أنه لم يأخذ فرصته كفاية لنحكم على عمله ، فهو لم يتمكن من تنفيذ كل أفكاره وخططه لتطوير النادي، والعمل على إعادته للمنافسة من جديد.

والتوقيت هل كان مناسباً ؟

التوقيت لم يكن مناسبا، خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة، والمنعطف المهم لفريق النصر.

كما أننا قد دخلنا فعلاً في معمعة المنافسات الكروية المهمة، والفريق الأول لديه مشاركة خارجية في دوري أبطال العرب ما قد يؤثر على نتائجه سلباً.

لجنة اكتشاف المواهب:

حدثنا عن لجنة اكتشاف المواهب، التي أنشئت إبان مجيئك للإشراف على درجة الشباب في النادي، ما أخبارها ؟

اللجنة أساسها (إداري) أكثرُ منه فني، وكان ينقصها فني من الفريق الأول وهذا ما لم يحدث.وعموماً لا أخفيك أن تركيزنا واهتمامنا انصب حينها على إعداد فريق الشباب للدوري كون الفترة التي تسلمنا بها الفريق كانت قبل بدء الدوري بعشرة أيام.ما جعل العمل في معظمه يتركز على تدريبات الفريق وإعداده جيداً.

وجود الإداري فيصل الدعيرم:

*عارض الجمهور النصراوي على وجود الإداري فيصل الدعيرم، المشرف على قطاع الشباب في النصر، بسبب هلاليته المزعومة، فكيف ترد على هذا الأمر ؟

أولاً دعني أوضح لك أمراً مهماً،ربما يغيب عن الكثير، وهو أن الإداري فيصل الدعيرم لم يأت للنصر عن طريقي، بل إنه جاء عن طريق العميد فهد المشيقح، وهو الذي جلبه للنادي وليس أنا.

وبحسب علمي، أن فيصل الدعيرم كان يعمل في الشباب لمدة 6 سنوات قبل حضوره للنصر، ولا أدري إن كان عمل في الهلال أم لا .. ونحن حينما نريد أن نحكم على الشخص، يجب علينا أن نحاسبه من خلال عمله وما يقدمه للنادي.. وفيصل فرض احترامه على الجميع من خلال تعامله الرائع وأسلوبه الاحترافي والمهني الكبير. وهو مجتهد في عمله ويملك الخبرة التي تساعده على تنظيم العمل وهذا برأيي هو الأهم.

الاستقالة ومن ثم التراجع وعروض أبها:

ماذا عن تقديمك الاستقالة، وكيف تفسر تزامنها مع استقالة الرئيس سعد بن فيصل آنذاك؟

بخصوص موضوع التزامن، فهي صدفة لا شك( يبتسم).

أما عن قراري آنذاك فلأن شعوراً ما راودني حينها بأني غير قادر على تقديم ما يطمحاليه النصراويون. نظراً للوضع الذي كان عليه النادي حينها.فقلت أفسح المجال لغيري فربما يأتي من هو أفضل مني .

صورة جماعية لنادي النصر السعودي و يظهر في الإطار المدرب خالد القروني
وماذا عن عروض فريق أبها لك ؟

لدي عروض كثيرة وليس من أبها فقط، ولكنني لا أحبذ الحديث في هذا الموضوع نظراً لأن الأمر سيكون له مردود سلبي على مدربي تلك الأندية، عندما يصل إلى مسامعهم أن مسؤولي الفرق التي يشرفون عليها يفاوضون مدربين آخرين. وعموماً أنا لدي عقد مع النصر وباقٍ معه بإذن الله.

الكثير وجّه لك انتقادات لكونك قبلت الإشراف على درجة الشباب في النصر، في حين أنك مؤهل للإشراف على الفريق الأول، سواء في النصر أو في أي نادٍ آخر.. كيف ترد على تلك الانتقادات ؟

خلال رحلتي التدريبية في الملاعب، دربت كل المراحل السنية سواء ناشئين أو شباب أو أولمبي، وصولاً للفريق الأول في العديد من الأندية، وهذا الأمر ينطبق على المنتخبات السعودية أيضاً، ولا أعتقد أن مثل هذا الأمر يعيب، بل على العكس تماماً ،فعندما تُشرف على القطاع السني وتنجح معه، فإنك تجد متعة حين تشاهد نتائج عملك بظهور مواهب كروية تدعم المنتخبات الوطنية والفرق السعودية مستقبلاً.

المستقبل جميل وأتمنى ألا يحتاجني الفريق الأول:

كيف رأيت درجة الشباب في النصر خلال الفترة التي مضت على إشرافك على الفريق الأول؟

يجب أن يعلم الجميع أن فترة إشرافنا على فريق الشباب في نادي النصر، قبل بدء منافسات الدوري كانت مدة قصيرة جداً، وبالكاد تتجاوز الأيام العشرة، والفريق لا يزال يحتاج إلى الكثير من العمل والإعداد والتجهيز ليظهر بشكل جيد. أيضاً نحتاج وقتا للوقوف على المستوى الفني لبعض اللاعبين. وحتى نفهم اللاعبين ويفهموننا أكثر.

وما تحقق خلال الفترة الماضية أعتبره جيدا مقارنة بالفترة التي مضت، ولكننا نأمل بالمزيد من التغيّر في المستقبل القريب بإذن الله.

ولا ننسى طبعاً أن نذكر أن الفريق حالياً تم دعمه بعشرة لاعبين بعضهم يلعب أساسيا الآن، والبعض الآخر في دكة الاحتياط وخططنا لا تزال مستمرة لكي يظهر الفريق بصورة أفضل خلال المباريات المقبلة.

*كيف ترى الوضع الراهن للنصر في ظل الفراغ الإداري المتمثل بغياب الرئيس ؟

النصر لديه قاعدة جماهيرية كبيرة، ويملك أعضاء شرف لهم ثقلهم وحضورهم، وما يجب عمله الآن هو أن تتوحد كلمة الجمهور مع أعضاء الشرف لانتشال النصر من هذه الأزمة بأسرع وقت قبل فوات الأوان. هذا الوقت هو المحك الحقيقي لرجال النصر. يجب أن تكون مصلحة الفريق فوق كل الاعتبارات والخلافات.

هل ستدرب الفريق الأول في حال عُرض الأمر عليك ؟

*جئتُ لتدريب قطاع الشباب في النادي، وكلي أمل أن يوفق الفريق الأول مع المدرب الحالي حتى لا يحتاجني.

البطولة العربية ومحترفو النصر:

*بعد أيام يخوض النصر مباراة مهمة في دور ال 16 ضمن دوري أبطال العرب، ضد فريق أسفي المغربي. كيف ترى حظوظه في هذه المباراة والبطولة بشكل عام ؟

*طبعاً مع مرور كل مرحلة تبدأ البطولة بأخذ مسار مخالف لما سبقه، مسار أقوى بالطبع. و بلا شك أن الظروف الإدارية التي يمر بها النصر حاليا ستلقي بظلالها على الفريق . ولكن الأمر سيتغيّر في حال كانت هناك وقفة شعبية مع الفريق من رجالات النصر حتى يتجاوز هذه الفترة المهمة لمواصلة مشواره في البطولة العربية.

ما رأيك بالمستوى الفني لمحترفي النصر الحاليين ؟

برأيي أن ( أدريانو) لاعب جيد، ولكنه لم يأخذ فرصته كفاية، علاوة على وضعه النفسي الذي يعيشه ربما، كما أنه -وهذا مهم جدا-ً لم يوظف بشكل جيد من قبل المدرب النصراوي، وفي حال تم توظيفه بالشكل المطلوب، وحصل على استقراره النفسي بقدوم عائلته، سوف يعطي المزيد.

وأما بخصوص لاعب الوسط ( جيري) فلا بأس به، رغم أن النصر بحاجة لأفضل منه بكل تأكيد.كوسط نادي الإتحاد ( شيكو) مثلاً.

ولدي هنا رؤية خاصة في ما يختص بجلب اللاعبين الأجانب من الخارج، فعادةً يقوم بهذه المهمة أحد إداريي النادي، والذي ربما لا يعرف ماذا يحتاج الفريق مقارنة بالمدرب، فلذلك تفشل غالبية الصفقات الرياضية لدينا.. ولكن في حال كان المدرب هو من يختار اللاعب قبل قدومه من الخارج فهذا يُساهم بشكل كبيرفي نجاح المحترف بنسبة تفوق الوضع لو كان الإداري من اختاره.لذلك أرى أن يُترك الخيار للمدرب لاختيار المحترفين الذين يريدهم، وهو يتحمل فيما بعد نتائجهم ومستواهم الفني.

[email protected]