رغم حساسية التوقيت الذي صاحب لقاء المنتخب السعودي ونظيره الكويتي في التصفيات الآسيوية للتأهل نحو كأس العالم، والذي تزامن مع موعد إنطلاق موسم الحصاد الدراسي، في جميع مناطق السعودية، إلا أن كل ذلك لم يتمكن من منع قوافل الجماهير السعودية ، من غزو مقاعد استاد الملك فهد الدولي بالرياض، في خطوة تثبت أصالة هذه الجماهير، التي ضحت بساعات قد تحدد مصير سنة كامله من عمرها، من أجل دعم وتشجيع منتخب بلادها لكي يتجاوز هذه المرحلة الحساسة في التصفيات الآسيوية.

الكل أشاد بهذه الوقفة الجماهيرية ، بدءُ بالأمير سلطان بن فهد، الرئيس العام للإتحاد السعودي، ونائبه الأمير نواف بن فيصل، مروراً بنجوم الأخضر، وليس إنتهاءً بالمحللين والكتاب في القنوات الرياضية المختلفة التي نقلت الحدث.

وربما تكون تحية الأمير سلطان بن فهد للجماهير السعودية، بعد نهاية المباراة، وشكره ، هي أكبر دليل على التقدير لهذه الجماهير التي كانت هي اللاعب الأول والأخير في لقاء اليوم.

ولا ننسى تلك العبارات ، التي أرتجلها سامي الجابر، قائد المنتخب السعودي، حين قال بنشوة الإنتصار، موجهاً حديثه للجماهير: " مادامو كل هؤلاء الثمانين ألف ضحوا بإمتحاناتهم من أجلنا فمن حقهم علينا أن نحقق لهم الفوز" في خطوة تدل على الإمتنان والشكر للجماهير على هذه الوقفة الغير مستغربه. شاركه في رأيه زميله الحارس مبروك زايد، الذي أبدع في حماية عرين الأخضر، حين أشار إلا أن ثقة اللاعبين السعوديين، كانو يستمدونها من الجماهير الغفيرة التي حضرت اللقاء.

فالحضور الجماهيري اليوم، أعاد للأذهان زخم وحماس التسعينات من القرن الماضي، حيث أحتشد في مواجهة السعودية والكويت،التي إنتهت بفوز السعودية بنتيجه كبيرة. قرابة الـ 70 الف، من المتعطشين والحماسيين والعاشقين لكرة القدم والمنتخب السعودي، في وهجٍ عاد بنا إلى ذكرى أسد آسيا، ومحافل التشجيع، التي صاحبته طويلاً أيام المجد والطفرة الرياضية السعودية في أوائل إنطلاقها.

عودة الجماهير لتزيين مدرجات الملاعب السعودية، بمثل هذه الأعداد المهوله، هي عودة الرياضة للحياة، أو عودة الحياة للرياضة، والكرة السعودية على وجه الخصوص.

صفقت الجماهير السعودية طويلاً للثلاثي السعودي الذي كان له نصيب الإبداع من هذه المباراة، وهم الربّان سامي الجابر، الذي تمكن بخبرته من الوصول بزملائه إلى شاطئ الفوز، وزميله صاحب الهدفين، وحامل لواء النصر، محمد الشلهوب، أو مارادونا العرب كما يحب مشجعيه أن يطلقوا عليه.

والمهاجم سعد الحارثي، الذي أعاد بعد تسجيله الهدف السعودي الثالث، ذكرى الفتى الأسمر ماجد عبدالله،في أيام مجده وعزه، لتهتف له الجماهير ، بمختلف ميولها وتوجهاتها الكروية، تعبيراً عن الإعجاب، والعشق.

المنتخب السعودي، بعد فوزه الكبير، أعاد للجميع ذكرى صولاته وجولاته في الملاعب الآسيوية حين كان يهندس كرة القدم ويداويها لتنعش قلوب الجماهير، والعطشى للإنتصارات.

يُذكر أن الأمير سلطان بن فهد قدم مكافأة مالية للاعبي المنتخب السعودي بعد تغلبهم على المنتخب الكويتي بثلاثة أهداف مقابل لاشيء ، وذلك تقديراً منه للجهد الذي بذله اللاعبين في المباراة، ودافعاً لتقديم المزيد من الإنجازات المشرفة.