إيلاف من الرياض: تأهل المنتخب السعودي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها ألمانيا العام المقبل، للمرة الرابعة في تاريخه، بعد فوزه مساء اليوم على ضيفه منتخب أوزباكستان بثلاثة أهداف نظيفة ، في المباراة التي جمعتهما على استاد الملك فهد الدولي ضمن مباريات الجولة الخامسة قبل الأخيرة في المجموعة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم.

و سجل أهداف المنتخب السعودي قائده سامي الجابر في الدقيقتين ( 8 و 56 ) الذي أبلى بلاء حسنا في هذه المباراة، قبل أن يترك مكانه للمهاجم سعد الحارثي في الشوط الثاني من المباراة ، و الذي تكفل بتسجيل الهدف الثالث قبل ثلاث دقائق من نهاية المباراة التي شهدت حضورا جماهيريا غفيرا زحف إلى مدرجات استاد الملك فهد الدولي بالرياض.

و تصدر المنتخب السعودي فرق المجموعة الأولى برصيد 11 نقطة جمعها من 3 انتصارات على كوريا الجنوبية، و الكويت، و أوزباكستان ، و تعادلين أمام أوزباكستان، و الكويت، بينما جاء المنتخب الكوري الجنوبي في المركز الثاني برصيد 10 نقاط و تأهلا معا إلى نهائيات ألمانيا، و بقيت الكويت ثالثة برصيد 4 نقاط ، و أوزباكستان رابعة بنقطتين ،ليبقى الصراع بينهما على المركز الثالث في مواجهة البحرين ثالثة المجموعة الأولى .

و قدم المنتخب السعودي واحدة من أجمل مبارياته، و نجح في تحقيق الفوز في هذه المباراة التي شكلت له نقطة العبور الأخيرة نحو مونديال ألمانيا 2006 م، ونجح في ذلك باقتدار.

و بدأ الأخضر المباراة مهاجما منذ البداية حيث ظهر لاعبوه بصورة مميزة وسط انتشار في كافة أرجاء الملعب، و تفاهم كبير ساد بين جميع الخطوط السعودية التي تشارك بفعالية في مجريات المباراة، وكاد لاعبي الأخضر من مضاعفة الغلة في الشوط الأول لولا يقظة حارس المرمى الأوزبكي ، بينما ظهر لاعبوا المنتخب الأوزبكي بمستوى متواضع طوال مجريات هذا الشوط باستثناء كرة واحدة مطلع الشوط الأول.

وكاد ياسر القحطاني أن يلقي بكلمة الافتتاح في المباراة غير أن كرته التي سددها من منطقة الجزاء امسكها الحارس الأوزبكي نيستروف مع حلول الدقيقة الثانية، بعد أن تلقى كرة بينية جميلة من المتألق محمد الشلهوب.

و ارتدت الكرة لمصلحة الأوزبك حيث نجح الحارس السعودي مبروك زايد الذي لم يختبر طوال الشوط الأول إلا في هذه الكرة ، من إنقاذ الموقف بعد انفراد مهاجم أوزباكستان بالمرمى السعودي ليخرج زايد و ينقذ الموقف.

عاود المنتخب ترتيب صفوفه وشن هجمات لا تعد و لاتحصى على المرمى الأوزبكي ، و تنوعت الهجمات بين الجانبين و منتصف الميدان، حيث مون الشلهوب الذي تخصص في التوقيع على كل كرة لمهاجمين الجابر و القحطاني، بمساندة نواف و البحري.

و جاء الدقيقة الثامنة من المباراة لتشهد الهدف الأول عبر كابتن الأخضر سامي الجابر الذي تلقى كرة رائعة بمعني الكلمة من المتخصص الشلهوب الذي رفع الكرة من خلف المدافعين ليضعها الجابر مباشرة في المرمى الأوزبكي ، و تشتعل المدرجات السعودية وسط صيحات أكثر من 75 ألف متفرج.

بسط الأخضر سيطرته على المباراة من جديد ن و تفنن ياسر القحطاني في إضاعة الفرص التي تنوعت بين كراته الرأسية و تسديداته على المرمى، تبعه زميله سعود كريري بكرة قوية مرت بجوار المرمى الأوزبكي.

و توغل مناف أبو شقير وسط الدفاع الأوزبكي، و أرسل الكرة إلى سامي الجابر الذي فقد الكرة أمام الأوزبك، واد القحطاني و مرر كرة بينية للجابر قطعها الدفاع الأوزبكي قبل أن تصله.

و قدم ياسر القحطاني فاصلا من اللمحات الفنية أمام الدفاع الأوزبكي الذي فشل غير مرة في إيقافه غير مرة، ومرر كرة إلى زميله الشلهوب الذي انفرد بالحارس الأوزبكي قبل أن يخرج لصدها.

و تعددت الفرص السعودية السانحة للتسجيل فرفع أحمد البحري كرة عالية قابلها ياسر القحطاني برأسه بجوار المرمى، وعاد القحطاني ليضيع كرة مؤكدة كادت أن تكون الهدف الثاني في هذا الشوط، الذي انتهى بتقدم الأخضر لعبا و نتيجة بهدف نظيف.

لم يتغير الحال كثيرا في الشوط الثاني عنه في الشوط الأول، وواصل المنتخب الأخضر سيطرته على مجريات اللقاء، و وضح التفاهم الكبير بين اللاعبين و خصوصا خط الهجوم و المنتصف، فواصل القحطاني اهداره للفرص ، و تفنن الشلهوب في تموين المهاجمين بالكرات البينية، و بقي مبروك زايد موقف المتفرج ، و لم يختبر كثيرا في هذا الشوط أيضاً.

و حاول منتخب أوزباكستان على استيحاء تشكيل هجمات على المرمى السعودي و لكن دون جدوى، سوى أنها أثمرت عن ركلتين ركنيتين مطلع الشوط الثاني تكفل الدفاع السعودي بقيادة المنتشري و الخثران و زملائهم في إبعادها بأمان.

و مرر القحطاني كرة بينية مركزة لزميله الشلهوب الذي دخل المنطقة و راوغ كل من حوله ليمررها بينية ابعدها دفاع الأوزبك، و لم تمض دقيقة واحدة ليعود القحطاني مجددا و يمرر للشلهوب في لقطة رائعة أبعدها أيضا الدفاع الأوزبكي.

و توغل سعود كريري في المنطقة الأوزبكية و مرر الكرة إلا أنها مرت بعيدا عن الجابر و القحطاني.

و في غمرة الكرات الضائعة و السيطرة السعودية الواضحة، ألقى القائد سامي الجابر بكلمته الثانية في المباراة بتسجيله الهدف الثاني للأخضر السعودي ، و له شخصيا في هذه المباراة، عندما تلقى كرة من الخلف تقدم بها بثقة كبيرة و سددها باقتدار في المرمى الأوزبكي، لتعلو آهات آلاف السعوديين في الملعب، و الملايين عبر الشاشات احتفاءا بالهدف الثاني للسعودية و الذي ضمن لها التأهل المباشر للنهائيات، مع وصول أخبار نهاية مباراة كوريا الجنوبية و الكويت فوز الأولى برباعية نظيفة.


و قبل نهاية المباراة أسدل المهاجم البديل سعد الحارثي الستار على أحداث اللقاء بتسجيله الهدف الثالث بطريقة رائعة بعد تلقيه كرة عرضية قابلها في الشباك الأوزبكية، و لتنطلق بعدها الأفراح السعودية بالتأهل المستحق إلى مونديال ألمانيا 2006 م.