تعادل مستحيل للعين يصعد به لنصف النهائي

بهاء حمزة من دبي : في إنجاز مستحيل يستحق ان يدرس في أكاديميات الكرة الدولية حول ضرورة عدم اليأس والتمسك بالأمل حتى الرمق الأخير تمكن فريق العين الإماراتي من تجاوز عقبة مضيفه القوي باس الايراني في عقر داره بعدما تعادل معه بثلاثة اهداف لكل فريق ليصل العين الى الدور نصف النهائي اذ كان الفريقان قد تعادلا بهدف لمثله في لقاء الذهاب ما يعني تاهل العين لتسجيله اهدافا اكثر في ارض المنافس.

في مباراة اليوم كاد كل المشاهدين ان يسلموا بخروج العين المبكر من البطولة خصوصا بعدما تقدم باس بثلاثة اهداف لهدف حتى ما قبل نهاية المباراة بسبع دقائق فضلا عن سيطرته الواضحة على اللقاء واضاعته للعديد من الفرص السهلة الا ان العين وعبر لاعبه هلال سعيد الذي لم يشارك في لقاء الذهاب لايقافه تمكن من خلط اوراق الفريق المضيف بهدف ثان في الدقيقة الثالثة والثمانين وقبل ان يفيق الايرانيين من صدمتهم المؤقتة عاجلهم نفس اللاعب برصاصة الرحمة عندما سجل هدف التعادل للعين بعد ذلك بدقيقة واحدة ليصيب كل من في الملعب بالصمت الرهيب.

وعقب المباراة لم يتمالك ماتشالا مدرب العين نفسه من الفرح وقال في تصريح هاتفي لـ "ايلاف" ان ما حدث في الملعب اعجاز لم ير مثله في حياته وشكر لاعبه هلال سعيد بشكل خاص على جهده وتركيزه اللذين ساعدا العين على تجاوز احد اصعب العقبات في طريقه الى النهائي.

ويلتقي العين في دور الاربعة مع شينزين الصيني الذي تأهل بدوره على حساب الاهلي السعودي بفوزه عليه 3-1 ايابا اليوم بعد ان كان خسر امامه 1-2 ذهابا في جدة الاسبوع الماضي.

منذ ان بدأت المباراة اخذ باس زمام المبادرة ولم يمنح العين أي فرصة لتنظيم هجمات ضده واحسن الايرانيون امتلاك منطقة المناورات وعابه فقط تركيز هجماته من الوسط وعدم تنويع اللعب على الجانبين ما افقد فرصه الفعالية المطلوبة ولولا ارتباك مدافعي العين غير المبرر من بداية المباراة لما تمكن باس من تسجيل هدفيه الاوليين اللذين حاءا عن طريق اراش برهاني في الدقيقتين 35 و48 في حين اختفى تماما هجوم العني وتاه مهاجماه المحترفان انوكاشي والبنمي تيخادا وسط مدافعي باس وكان لتراجع لاعبي الوسط العيناويون دورا في ندرة هجمات فريقهم.

ورغم ذلك كانمت اولى فرص اللقاء من نصيب العين وذلك في الدقيقة التاسعة حين سدد البنمي بلانكو كرة مباغتة من مسافة بعيدة التقطها الحارس ميما ناكيسا الذي حل مكان الحارس الاساسي مصطفى رودبريان الذي طرد في اللقاء الاول على دفعتين (9).

ويبدو ان الكرة كانت نذير شؤم على العين اذ امتلك لاعبو باس الملعب تماما وصالوا وجالوا دون مقاومة تذكر، وكانت اولى هجمات باس الخطرة في الدقيقة 13 حين سدد حسين باشاي كرة قوية سيطر عليها الحارس معتز عبدالله، ثم اخترق بيجمان جامشيدي من الجهة اليمنى وسدد كرة علت المرمى بقليل.

واثمر الضغط المتواصل عن الهدف الاول حين مرر باشاي كرة الى الجهة اليسرى الى برهاني المنطلق الذي حضرها لنفسه وتخطى المدافع حميد فاخر قبل ان يرسلها قوية في الزاوية اليسرى لمرمى معتز عبدالله في الدقيقة 35.

وقبل نهاية الشوط الاول انقذ معتز عبدالله مرماه من هدف محقق كان سيعقد الامور على العين حين صد على دفعتين كرة لبرهاني من الجهة اليسرى في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.

ولم يمهل برهاني لاعبي العين وقتا طويلا قبل ان يخمد ثورتهم الكروية مع مطلع الشوط الثاني بهدف احرزه في الدقيقة الثالثة من الشوط الثاني بعد ان قام بمجهود فردي داخل المنطقة حيث اخترق وراوغ قبل ان يرسل الكرة على يسار الحارس معتز عبدالله ليرفع رصيده الى اربعة اهداف في البطولة ثلاثة ارباعها في مرمى العين.

وانهارت معنويات لاعبي العين وسيطر الايرانيون على الملعب بشكل كلي ولاحت العديد من الفرص تصدى لها معتز عبد الله الذي فضله ماتشالا على الحارس الاساسي وليد سالم.

وفي الربع ساعة الاخيرة من المباراة اندفع الفريق الاماراتي بكل خطوطه الى الهجوم وحاصر منافسه في نصف ملعبه واثمر الضغط عن ضربة جزاء عندما اعاد محمد نصرتي مدافع باس ذركى الهدف الذي سجله بالخطأ في مرماه وعرقل مهاجم العين انوكاشي انبرى لها البنمي لويس تيخادا ووضعها على يسار الحارس مسجلا هدف العودة الى المباراة في الدقيقة 60.

بعد الهدف واصل العين ضغطه وتراجع باس للدفاع مع الاعتماد على الهجمات المرتدة ومن احداها نجح المالي عيسى تراوري في احراز الهدف الثالث حين ارتقى لكرة من ركلة ركنية وسددها برأسه على يمين معتز عبدالله في الدقيقة 71.

ورمى ماتشالا بكل اوراقه الهجومية حيث دفع بعلي الوهيبي بدلا من غريب حارب كما تقدم فهد علي وحميد فاخر الى مخط الوسط للضغط المبكر على لاعبي باس، وتألق الحارس الايراني البديل في الزود عن مرماه وتصدى بنجاح لمحاولات محترفي العين التسجيل حتى كاد اليأس ان يتسرب الى نفوس لاعبي العين لولا التألق غير العادي والتوفيق لهلال سعيد الذي اطلق كرة قوية في الدقيقة الثالثة والثمانين ارتطمت بالقائم الايسر وتحولت الى داخل الشباك.

وقبل ان يفيق لاعبو باس من غفوتهم خطف سعيد هدف التعادل بعد اقل من دقيقة حين تلقى كرة من علي الوهيبي من الجهة اليمنى تابعها من زاوية ضيقة داخل المرمى.

ولم تسعف الدقائق المتبقية لاعبي باس لتدارك الموقف ليعلو صفير الجماهير في المدرجات مطالبة برأس لاعبيها ومدربهم الكرواتي.