الجزائريون يعتبرونه quot;رمز الأملquot; وعنوان النجاح
زيدان يجوب الجزائر وسط حالات عنف وقتل

إيلاف من الجزائر: حظيت زيارة اللاعب الجزائري المولد الفرنسي الجنسية زين الدين زيدان، إلى الجزائر باهتمام ومتابعة غير مسبوقة، خصوصا وأن

زين الدين زيدان مع آلاف الأطفال والشباب من الجزائريين
اللاعب الدولي الذي أعلن اعتزاله الكرة نهائيا بعد خسارة فرنسا نهائي كأس العالم أمام إيطاليا صيف هذا العام، كان أحد أهم اللاعبين المؤثرين في خارطة الكرة العالمية بشكل كبير وواضح.

ولم تمر زيارته إلى الجزائر مرور الكرام، فقد صاحبتها متابعة إعلامية وشعبية واسعة النطاق، خصوصا وأنها الزيارة الأولى له منذ عشرين عاما، وازدانت جدران بعض المنازل والقرى والمدارس بصورة كبيرة للنجم زيدان بجانب صورة أخرى للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه والذي يستضيف زيدان بصفة رسمية من خلال هذه الزيارة.

و كإجراء طبيعي للأوضاع الأمنية السيئة التي تمر بها البلد، فإنه بات من الصعوبة كثيراً أن يتمكن محبو وعشاق اللاعب من الاقتراب منه أو حتى مصافحته، ورغم ذلك فإن الجميع سعيد بهذه الزيارة التي انتظروها طويلا.

ويرى البعض في وجوده في الجزائر عاملاً مساعداً لإنعاش منتخب كرة القدم

جزائريون يحملون لافتات تظهر صورة زيدان
الجزائري.ويأمل آخرون في أن يكون نموذجا يمنح الأمل لملايين الأشخاص في بلد تقدر فيه نسبة البطالة بين من هم دون 30 عاما إلى حوالى 70 في المئة. ويعتقد آخرون أن مجرد وجوده سيبدد سحابة من الكآبة تخيم على البلاد منذ اندلاع صراع مسلح عام 1992 بين الحكومة والإسلاميين وحتى اليوم.

وتجول زيدان يوم الاثنين في قرية كان الزلزال ضربها في شرق الجزائر موطن والديه التي تعاني حوادث عنف متفرقة. وحظي (زيزو) وهو الاسم الذي يعرف به زيدان في فرنسا باستقبال الأبطال في قرية quot;سيدي داودquot; التي يبلغ عدد سكانها 15 ألف نسمة حيث تولى مشروع بتمويل زيدان إقامة مدرسة جديدة ومركز للتدريب في أعقاب الزلزال الذي ضربها عام 2003. وهذه المعدات تم شراؤها من إيرادات مباراة خيرية لكرة القدم أقيمت في فرنسا.

وقال زيدان للصحافيين quot;بعد الزلزال الذي دمر المنطقة شعرت ان علي ان افعل شيئا للمساعدةquot;. وكان الزلزال الذي ضرب منطقة بومرداس في شمال الجزائر عام 2003 أسفر عن مقتل 2300 شخص منهم 100 في قرية سيدي داود وتشريد 100 ألف آخرين على الأقل.

زيدان يوقع للمعجبين
وشكلت كارثة الزلزال إلى البؤس الذي تعانيه أمة تحاول أن تنتشل نفسها من سنوات شهدت عنفا مقترنا بالاسلاميين أسفر عن مقتل ما يصل إلى 200 ألف شخص وتسبب في خسائر اقتصادية بلغت 30 مليار دولار أميركي. وما يزال الصراع السياسي مصدر خطر بالنسبة إلى القرية التي تقع في ضاحية بومرداس في منطقة القبائل التي تعتبر معقلا للإسلاميين الذين يسعون إلى الإطاحة بالحكومة.

ويشتبك الجيش والمسلحون بصورة متفرقة في التلال والوديان والغابات المحيطة بالقرية وان كان على نطاق أضيق كثيرا مما كان عليه الأمر في ذروة الأحداث الدامية في التسعينات.وقال نصيل إن الموقف تحسن كثيرا منذ التسعينات عندما كان الإسلاميون يمارسون نفوذا واسعا في الشؤون المحلية.

وصافح زيدان المدرسين والإداريين والتلاميذ وتفقد أحد الفصول الذي ازدان بصورة كبيرة له وللرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي يستضيف زيدان بصورة رسمية خلال زيارته إلى الجزائر.

وقال نور الدين شقيق زيدان الذي يرافقه في رحلته لوسائل الإعلام: quot;المجيء إلى هنا مشحون بالانفعالات. أتعشم أن تضفي الزيارة السعادة على آلاف من الشبان الجزائريين ممن استقبلوا أخي كبطل.quot; وفيما بعد انتقل زيدان والجموع المرافقة له الى قرية بني عمران حيث استقبله مئات يحيونه مرددين quot;نحن نحب زيدان.quot;

وشددت إجراءات الأمن خلال الزيارة التي من المتوقع أن تختتم يوم الجمعة خاصة عقب هجوم بقنبلة استهدف حافلة تقل عمال نفط أجانب في أحد أحياء الجزائر العاصمة يوم الأحد مما أسفر عن مقتل جزائري وإصابة تسعة أجانب. والهجوم المسلح هو الأول من نوعه الذي يستهدف أجانب منذ سنوات عديدة. ووصفت صحيفة (الوطن) الجزائرية زيارة زيدان بأنها حدث يثير افتتان الجزائريين به.

زين الدين زيدان :

واعتزل زيدان الذي يعتبر على نطاق واسع أفضل لاعبي كرة القدم في جيله. وطرد خلال المباراة النهائية في بطولة كأس العالم في تموز / يوليو لقيامه بضرب اللاعب الايطالي ماركو ماتيراتسي برأسه. وفازت ايطاليا بالبطولة بركلات الترجيح.

وقلما زار زيدان الجزائر التي يبلغ عدد سكانها 33 مليون نسمة حيث يعتبره كثيرون رمز الأمل في بلد وصلت فيه معدلات البطالة بين السكان دون سن الثلاثين الى نحو 70 في المئة.

نطحة زيدان الشهيرة
ووصفه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم اعتزاله الكرة نهائيا بأنه أفضل لاعب في العالم. وانتقل والد زيدان ووالدته للعيش في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا عام 1962 والتي تربى فيها زيدان. وكانت آخر زيارة له للجزائر في عام 1986 قبل ست سنوات من سقوط البلاد في أكثر من عشر سنوات من العنف المرتبط بالاسلاميين والذي أسفر عن مقتل ما يصل إلى 200 ألف شخص.

وسيتفقد زيدان المشروعات الخيرية التي ساهم في تمويلها بعد الزلزال الذي ضرب منطقة بومرداس شمال الجزائر في عام 2003 والذي أودى بحياة 2300 شخص وإصابة أكثر من عشرة آلاف آخرين فضلا عن تشريد مئة ألف على الأقل. ومن المتوقع ان يغادر زيدان الجزائر يوم الجمعة.