مباريات مصر تنعش مقاهي دبي

بهاء حمزة من دبي: عاشت دبي مساء امس ليلة مصرية خالصة حيث خرج المئات من المصريين المقيمين في دبي للاحتفال بالفوز الصعب عقب انتهاء مباراة السنغال وتوقفت حركة السير تماما في بعض المناطق خصوصا تلك التي تمتليء بالمقاهي التي تبث مباريات البطولة على الهواء مباشرة وغنى المصريون اهازيجهم المعتادة في مثل تلك المناسبات ليحولوا دبي الى قطعة مهاجرة من شوارع مصر.

وارتفعت في الهواء هتافات quot;حسن شحاتة يا معلم خللي الشبكة تتكلمquot; وquot;المصريين اهمةquot; وquot;شحاتة دلّع سار(وهو اسم مدرب السنغال) والدور على كوت ديفوارquot;.

والحقيقة ان مباريات الفريق المصري في البطولة انعشت الى حد كبير مقاهي دبي التي عاشت ليالي مميزة من الاقبال الجماهيري الذي لم تعتده الا في مثل تلك المناسبات حتى ان الكثير من المقاهي اضطرت لفرش مقاعد واجهزة تلفاز على الارصفة المواجهة لها رغم مخالفة هذا لقوانين الامارة وذلك بسبب الضغط الجماهيري الكبير خلال مباريات الفريق المصري، كما لجات مقاهي اخرى لاستغلال حالة الحماس الوطني البالغ لدى محبي الكرة المصريين لتحقيق ارباح مادية عالية فلجأت الى رفن اسعار المشروبات والاراجيل الى ضعفين وربما ثلاثة وفرضت مقاهي اخرى رسوما على الراغبين في مشاهدة المباراة تبدأ من عشرة دراهم مقابل أي مشروب رغم ان كوب الشاي على سبيل المثال لا يزيد ثمنه في الاحوال العادية عن درهمين.

وكان كل من يتجول في دبي ووسط مقاهيها خلال بث مباريات الفريق المصري يشعر كأنه انتقل عبر الة الزمن الى احد المناطق التاريخية في مصر او كأن مصر بروحها ونكهتها المميزة انتقلت الى دبي.. فمئات المصريين الذين لا يعرفون بعضهم يأتون الى المقاهي وكأنهم على موعد مسبق ليتسمروا امام شاشات التلفاز العملاقة المنصوبة في اغلب مقاهي الامارة الاقتصادية الرائجة ليشاهدوا مباريات فريقهم الوطني الذي يحلو للجميع ان يلقبوه باللقب الذي راج في وقت سابق (القومي) في بطولة كأس الامم الافريقية التي تقام حاليا في اربع مدن مصرية.

حشود من الجماهير احتشدت في دبي لمتابعة لقاء مصر والسنغال البارحة
الة من التوحد الكامل يعيشها المتابعون لمباريات الفريق المصري في البطولة حتى لتشعر انهم اصدقاء منذ زمن بعيد قبل ان تعرف عندما تتحدث اليهم انهم تعرفوا بعضهم للتو او (وهذا هو الاظرف) لم يتعرفوا ببعضهم من الاصل وانما جمعت بينهم مشاعرهم الوطنية في تلك اللحظات البسيطة ثم لن يلبثوا ان يتفرقوا من حيث اتوا دون ان يعرف احدهم اسم الاخر حتى، وداخل اغلب المقاهي في دبي يشعر الشخص وكأنه في ملعب القاهرة الدولي الذي يلعب منتخب مصر مبارياته عليه بل ان في كثير من الاوقات تعيش معاناة مخففة من تلك التي يعانيها المصريون في القاهرة للحصول على تذكرة او مقعد في الاستاد حيث واجه الكثيرون في دبي مشقة في ايجاد مقعد خال في العديد من المقاهي لمشاهدة المباراة وبعضهم اضطر لمشاهدة بعض المباريات خصوصا التي لعبها الفريق امام الكونجو الديمقراطية او السنغال من الوضع واقفا كما لفت الانتباه وجود العشرات من المصريين الذين لا يفهمون في الكرة ولا تستهويهم في الظروف العادية الا انهم ردوا علي عندما سالتهم عما يجعلهم يتحملون المشقة والجلوس وسط ادخنة الاراجيل ليشاهدوا لعبة لا تجذبهم بانهم اتوا لتشجيع مصر.

كذلك وجد الكثيرون في تلك المباريات فرصة لتجديد حالة العشق لبلدهم الذي تغربوا عنه من اجل لقمة العيش وهؤلاء تراهم ينفعلون ويتوترون مع احداث المباراة كانهم خبراء في الكرةرغم ان اغلبهم لا يعرف الفارق بين التسلل والضربة الركنية. باختصار انها حمى الوطنية التي باتت مباريات الكرة واحدة من المناسبات القليلة جدا للتعبير عنها خصوصا لمن يعيشون بعيدا عن وطنهم.