بعد فشل المفاوضات مع شبكة راديو وتلفزيون العرب
المصريون يلجأون إلى بدائل لمتابعة مباريات المونديال

إقرأ المزيد

ضحايا art في مصر: كيف سنشاهد كأس العالم ؟

كأس العالم ينتشل المصريين من الأهلي والزمالك

محمد عبد الرحمن من القاهرة: ساعات قليلة ويبدأ الحدث الكروي العالمي، كأس العالم، ولا يمر يوم دون أن تشير الصحافة المصرية إلى المحاولات المكثفة التي يبذلها مسئولو التليفزيون المصري للوصول إلى حل وسط مع شركة ART بشكل يتيح بث المباريات على القناة الثانية الأرضية في مقابل الحصول على جزء من عائدات الإعلانات المتوقعة، لكن حتى الآن أجمعت كل المؤشرات على فشل تلك المفاوضات، التي بدأت متأخرة ونالت سخرية رجل الشارع البسيط من تليفزيون بلده الذي نسى البطولة وتفاوض مع ART في اللحظات الأخيرةرغم أنه كان بإمكانه شراء حق البث لو أراد .

وما أثار حنق المصريين أيضاً تصريحات طارق كامل وزير الاتصالات المصري بخصوص ما أسماه quot;بث مباريات كأس العالم على الانترنتquot; أي تمكن المشاهد من متابعة المباريات على الهواء مباشرة من خلال جهاز الكمبيوتر، وهو كلام جميل لمن لا يعرف تفاصيله، فوزارة الاتصالات اتبعت نفس مبدأ وزارة الاعلام في التخلي عن الفقراء والغلابة وتركهم تحت رحمة الشركات، حيث تدعم وزارة الاتصالات شركة للانترنت السريع اتفقت مع ART على تقديم خدمة نقل مباريات البطولة عن طريق اشتراك المشاهد لدى شركة الانترنت مقابل 700 جنيه -125 دولار-خلال 3 شهور، وهو سعر أكثر ارتفاعا من أسعار ART التي انخفضت بعض الشئ مؤخراً ووصلت إلى 1120 جنيه-210 دولار- في عام كامل يشمل قنوات أخرى، ولعل شركة الانترنت تدرك أن الاستجابة ستكون ضعيفة جداً للعرض الغير مسبوق خصوصا أن المصريين لم يعتادوا مشاهدة مباريات عبر الكمبيوتر، لكنها ربما تكون بادرة لمبادارات أخرى في المستقبل القريب ، لكنه عرض على أية حال ترك الجمهور المصري بين سندان ART ومطرقة شركة الانترنت .

مشجعة مصرية تتابع إحدى المباريات الكروية - أرشيف إيلاف
لكن ذلك لا يعني غلق الباب نهائياً فحتى الآن من الوارد جداً ان تتراجع ART في أي لحظة، سواء مع بداية البطولة أو الأدوار التالية، حسب حسابات المكسب والخسارة، وقدرة المصريين على استعمال البدائل التي يرددها الكثيرون حالياً بما في ذلك صحفاً حكومية نشرت أسماء قنوات بديلة، وحسب استطلاع رأي قامت به إيلاف على مدار الاسبوع الماضي ومع مختلف الطبقات والفئات فأن ART لم تحقق بعد كم الاشتراكات المرجو من احتكارها البطولة والاعلان عن احتكار بطولتي 2010 و2014 وهو الإعلان الذي ظهر بوضوح في جنبات ملعب مارتينيز فاليرو الذي أقيمت عليه مباراة مصر وأسبانيا قبل يومين ، بينما إضطرت الشركة المثيرة للجدل إلى نشر اعلانات تحذير موقعة من ممثلها القانوني تؤكد فيها على أهمية الالتزام بالقانون من قبل المشتركين وتعنى هنا أن لا يقوم مشترك منزلي ببث المباريات بشكل جماعي على اعتبار ان اشتراكات المقاهي والتجمعات والأندية مختلفة في الأسعار .

هذا التحذير جاء رداً على المهتمين بالكرة العالمية من بين الجمهور المصري المولع بكرة القدم، والذين لم ينتظروا نتائج المفاوضات وبدأوا البحث عن بدائل، خصوصاً بعد زيادة التحذيرات من استخدام quot;الوصلةquot; وما تردد عن شن حملات أمنية لquot;تقطيعquot; تلك الوصلات وهو أمر سهل للغاية ويمكن لأي حملة أمنية تمزيق الوصلات التى تظهر بوضوح على الواجهات الخارجية للمباني في المناطق الشعبية أو مداهمة وحدات إعادة البث التي يؤسسها المستفيدون من الأمر داخل شقق صغيرة يستقبلون فيها الإرسال ثم يعيدونه مرة أخرى للوصلات .

لكن البديل الذي طرح نفسه بقوة الآن وجذب الانتباه على نحو مفاجئ هو الاستعانة بالقمر الأوروبي quot;هوت بيرد quot; وقمر quot;أستراquot; والأول منتشر بشكل محدود في مصر، بينما الثاني غير معروف، فرغم أن الأقمار الأوربية بشكل عام محدودة التواجد بسبب ابتعاد الأسر المصرية عنها نتيجة وجود قنوات اباحية، لكن ما نشرته عدة صحف من تأكيدات على أن قنوات ألمانية هي ard وzdf ستبث المباريات مجاناً ودون تشفير دفعت الكثيرون لإضافة القمر الأوروبي وتحمل الاستماع للتعليق باللغة الألمانية بدلاً من الخضوع لأسعار ART ، ويتبادل الكثيرون حالياً ترددات تلك القنوات مع ابتكار حلول جديدة بخصوص التعليق منها الاستماع بعض الإذاعات العربية عبر الراديو والمشاهدة من خلال التليفزيون .

حل آخر لكنه قاصر على مناطق معينة، يتعلق باعلان قنوات بالتليفزيون الإسرائيلي الاستعداد لبث المباريات أرضياً وبعض هذه القنوات تشاهد بوضوح في سيناء ومحافظات القناة لكن الأمر لازال يخضع للتجربة كما أن التعليق لن يكون باللغة العربية أيضاً .

الجميع ينتظر بشغف متابعة مباريات المونديال
بينما أعلن عدد من رجال الأعمال أعضاء مجلس الشعب عن اتاحة الفرصة لمشاهدة المونديال عبر شاشات عريضة داخل دوائرهم الانتخابية، فيما أعلنت كل النوادي المصرية تقريباً تقديم نفس الخدمة لأعضائها.

ووصل الاهتمام بالقضية عبر منتديات الانترنت إلى حد الدعوة لمقاطعة المونديال والحديث عن أن quot;أعمارنا لن تقل يوماً واحداًَ لأننا لن نشاهد كأس العالمquot;على أمل أن تجبر تلك المقاطعة الشركة المحتكرة على التراجع عن سياستها وتقديم الخدمة بأسعار وعروض أفضل .

بينما يتردد أيضاً أن قناة الجزيرة الرياضية على وشك الوصول لاتفاق لبث المباريات لكن كل تلك التكهنات لن تتضح حقيقتها إلا قبل المونديال بساعات، خصوصا فيما يتعلق بمفاوضات التليفزيون المصري التي قد لا تعلن ART نجاحها ndash; اذا حدث- لضمان الحصول على قدر أكبر من المشاهدين الذين قد يستسلموا في اللحظات الأخيرة وإن كان الاقبال ضعيف جداً كما أشرنا منذ قليل .

وعلى أية حال فكما ستكون هذه البطولة محك أساسي لتجربة ART في مصر ، فستكون أيضا بمثابة حقل تجارب سينتج عنه اكتشاف وسائل جديدة وقنوات وأقمار أخرى لمشاهد المباريات المشفرة، فعلى سبيل المثال لو نجحت تجربة القنوات الألمانية مثلاً، وهناك من يتكلم عن قنوات سويسرية وقناة TV5 الفرنسية أيضاً، لو نجحت هذه القنوات فأن الحصول على الأقمار الأوروبية سيكون الحل الأسهل أمام المصريين بدلاً من انتظار مفاوضات ART مع التليفزيون المصري قبل كل بطولة .