إبراهيم عمر ndash; إيلاف: أثمر الضغط الألماني المتواصل على اللاعب المغربي الصاعد عادل الشيحي أخيرا، ووافق اللاعب على ارتداء قميص المنتخب الألماني للشباب بعد جدل طويل ومثير طوال الأسابيع الماضية، ليضطر اللاعب الذي دافع عن ألوان المنتخب المغربي في بطولة كأس العالم للشباب التي أقيمت في هولندا العام الماضي إلى التراجع عن تصريحات سابقة أكد فيها بأنه لن يلعب سوى لمنتخب بلاده المغرب أيا كانت الضغوط.

لكن يبدو أن الضغوط الشديدة التي تعرض لها الشيحي من الاتحاد الألماني لكرة القدم ومن مدربه في فريق اف سي كولن مايكل ماير غيرت مسار تفكيره ليوافق أخيرا على اللعب مع منتخب ألمانيا للشباب وينخرط بالفعل في المعسكر الإعدادي للفريق الذي بدأ أمس في مدينة لايبزغ استعدادا للتصفيات الأوروبية التي ستستضيفها اسكتلندا بين 2 و 11 أكتوبر القادم.

عادل الشيحي
وكان الشيحي قد صرح في وقت سابق لوسائل الإعلام المغربية بان مدربه في فريق اف سي كولن مايكل ماير هدد باستبعاده من التشكيل الأساسي للفريق في حال رفض الدفاع عن المنتخب الألماني وأصر على اللعب مع منتخب بلاده، فيما قال ماير للصحف الألمانية بأن أفضل خيار للاعب هو الانضمام للمانشافت وإلا فإن مستقبله الكروي سوف يكون قاتما.

وطرحت طريقة التعامل مع اللاعب من قبل الألمان الكثير من التساؤلات حول مصير اللاعبين الشبان المنحدرين من أصول أفريقية ويتألقون مع الأندية الألمانية، إذ لم يكن الشيحي هو اللاعب الأول الذي يتعرض لضغوطات وإغراءات، فقد سبقه العديد من اللاعبين كان آخرهم مواطنه ميمون أزواغ الذي وافق على اللعب مع المنتخب الألماني للشباب بعد ضغوط مشابهة.

وطوال الفترة الماضية كان إصرار الشيحي واضحا على موقفه الرافض تماما للعب مع المنتخب الألماني والتخلي عن قميص منتخب بلاده، وقال في مقابلة أجرتها معه صحيفة المنتخب المغربية quot; أؤكد بأنني سأبقى متشبثا بوطنيتي، ولا يمكن لأحد أن ينزعها مني كيفما يكون وضعه، أنا مغربي وسأظل كذلك وسأدافع عن القميص الوطني إلى أن يُنادى عليّ للمنتخب الوطني الأول الذي أتوق إلى حمل قميصه، وهو الحلم الذي يراودني منذ مدة، وأتمنى تحقيقه في القريب العاجلquot;.

وبدأ الضغط على اللاعب يأخذ منحا تصاعديا عقب انتهاء بطولة كأس العالم والتي شهدت ميلاد نجم جديد في المنتخب الألماني هو لوكاس بودولسكي الذي انتقل مباشرة من منتخب الشباب إلى المنتخب الأول، ووجد الإتحاد الألماني أن خير بديل له في منتخب الشباب هو عادل الشيحي الذي يلعب في نفس مركزه ويتشابه معه في الكثير من السمات.

وتألق الشيحي مع منتخب المغرب للشباب في بطولة كاس العالم للشباب في هولندا العام الماضي، وسجل هدفا رائعا في الدور الأول للبطولة، وقاد بلاده لاحتلال المركز الرابع، فيما كان هذا الموسم من أبرز مواهب دوري الدرجة الأولى الألماني مع فريقه كولن.

وتلقى الشيحي وهو من موالد عام 1988 العديد من عروض الاحتراف عقب انتهاء البطولة كان أبرزها من نادي ارسنال الانكليزي الذي عرض مبلغ 10 ملايين يورو من أجل الحصول على خدماته، كما حاول نادي توتنهام ضمه أيضا، لكن نادي كولن كان مصرا على عدم التفريط به.

وبحسب قوانين الفيفا فإن الشيحي في حال خوضه أي لقاء رسمي مع منتخب ألمانيا لن يكون بإمكانه العودة للمنتخب المغربي مجددا، لكن الاتحاد الألماني بحاجة إلى تصديق من طرف الفيفا لمشاركة الشيحي في صفوفه كونه سبق له الدفاع عن منتخب المغرب للشباب، والسؤال الذي يطرح نفسه هل يتقدم الاتحاد المغربي لكرة القدم باحتجاج أو اعتراض لدى الفيفا ويطالبه بعدم السماح له باللعب مرتديا ألوان العلم الألماني؟؟، لكن الأهم من ذلك هل سيجدي هذا الاعتراض نفعا أمام رغبة الألمان من جهة، وموافقة اللاعب (بعد الضغوط) على اللعب مع ألمانيا من جهة أخرى؟!