محمد حامد ndash; إيلاف : كل من يحاول أن يرصد السلبيات في النادي الأهلي المصري سواء بقلمه أو من خلال برنامج تلفزيوني أو حتى خلال المناقشات اليومية، كل من يحاول ذلك يجد نفسه مدفوعاً إلى إعطاء مقدمة تمجد تاريخ الأهلي ومبادئ الأهلي وشعبية الأهلي ..الخ من كل المفردات والتعبيرات التي تعبر عن المكانة الكبيرة التي يتمتع بها هذا النادي الكبير، ولكنني هنا أجدني غير مقتنع بالسير على الدرب نفسه(رغم قناعتي التامة بمكانة الأهلي الكبيرة)، لأن لدي حقيقة مباشرة أريدها أن تصل إلى الجميع، وخاصة القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي تؤيد النادي الأهلي، وهي قاعدة جماهيرية لا تتوافر لأي ناد في الوطن العربي وأفريقيا وربما في كثير من دول العالم .

هذه الحقيقة تقول وببساطة إن عصر الثوب الأبيض الذي لا تطاله بقع سوداء قد انتهى إلى غير رجعة، نريدكم يا عشاق النادي الكبير أن تقتنعوا أن النادي الأهلي ربما يكون هو الأقل في سلبياته ومشاكله ولكن هذه الحقيقة لا تنفي وجود السلبيات بشكل مطلق، نريدكم أن تكونوا على قناعة أن ما يحاول الإعلام المصري الذي يشكل الإعلام الأحمر ما نسبته 90% منه (توافقاً مع جماهيرية الأهلي) نريدكم أن تكونوا على قناعة بأن محاولات هذا الإعلام لإظهار الأهلي بصورة النادي المثالي هو أمر غير منطقي ولا يتفق مع واقع الأحداث اليومية، حيث إن هذا الإعلام يتجاهل إبراز سلبيات النادي الأهلي وأجهزته الفنية ومجلس إدارته عملاً بقاعدة ذهبية تقول (ولماذا نسبح ضد التيار؟؟) فالجميع في مصر وخاصة جماهير النادي الأهلي وهم غالبية الشعب المصري، يجسد الأهلي بالنسبة إليهم طوق النجاة من كل صنوف القهر السياسي والإجتماعي والإقتصادي، بل أصبح الأهلي هو القيمة الوحيدة التي تجعلهم يتذوقون حلاوة الإنتصار على كل مفردات الهزيمة التي يعيشونها في كل تفاصيل الحياة اليومية .

ورغم كل ذلك تظل الصحافة والإعلام لهما دور أهم وهو دور مناقشة السلبيات وليس الإكتفاء بدور التعاطف مع توجهات القاعدة الجماهيرية دون الخوض في غمار السلبيات ومناقشتها بالمنطق ودون الوقوع في قبضة القاعدة التي تقول (خالف تعرف) أو (مهاجمة الكبار تمنحك الشهرة) أو غير ذلك من الدوافع التي تدفع بعض الأقلام للسير على عكس رغبات وتطلعات القاعدة الجماهيرية، وهذا ما حرصت عليه كل الحرص لأن ما أريد مناقشته هي أمور و وقائع منطقية للغاية لا تقبل التشكيك من قريب أو بعيد إلا في حالة واحدة وهي أن نتعاطى معها من منظور التعصب بعيداً عن موضوعية الطرح .

و أقرأ ...

جوزيه يصف الاهلي بالعالمي

جوزيه يخلع ملابسه في استاد القاهرة

الأهلي يستمع إلى جوزيه

الأهلي يحذر لاعبيه من الصحافة

إيقاف مدرب الاهلي المصري

الأمر يتلخص في إصرار الإعلام المصري ومنذ فترات طويلة على طرح شعار لا مجال للتشكيك فيه، وهو الشعار الذي آمنت به غالبية الشعب المصري إيمانًا مطلقًا إنه شعار (مبادئ الأهلي) ونحن مرة أخرى نؤكد أن الأهلي أفضل حالاً بكثير من غيره من الأندية في هذا الأمر، ولكننا نعود لنؤكد أنه ليس نادياً للأخلاق والمبادئ بشكل مطلق، والدليل العملي الدامغ قد تجسد في كثير من الاحداث كان آخرها خروج بيان على لسان quot;حسام البدريquot; مدير الكرة والمدرب العام للنادي الأهلي في أعقاب إشارات الذراع الشهيرة التي قام بها quot;مانويل جوزيهquot; خلال مباراة قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي وquot;آسيكquot; الإيفواري، يقول مضمون البيان quot;الأهلي لن يعاقب جوزيه لأن ما قام به هو حركة معتادة في أوروبا وهي تعبير عن النصرquot; ... ورغم عدم قناعتنا بهذا الأمر الذي يعد تضليلاً وخداعاً وتعاملاً مع القاعدة الجماهيرية للفريق بمنظور التعامل مع quot;قاعدة جماهيرية كاسحةquot; سوف تصدق كل كلمة تصدر عن النادي حتى لو لم تكن منطقية، ولكن وبعد عدة أسابيع حدثت واقعة مماثلة من quot;فابيو كابيللوquot; مدرب ريال مدريد الإسباني والذي أشار بإصبعه وليس بذراعه ..!! فقامت إدارة النادي الملكي (الكبير بحق) بمعاقبته كما أن كابيللو (المدرب العالمي بحق) أعلن اعتذاره عن تلك الواقعة طالباً من الجميع العفو والصفح عنه وأنه كمدرب كبير ما كان يجب عليه أن يأتي بتلك الفعلة، وقد نشرنا تفاصيل هذا الأمر في (إيلاف) ولكننا وكما هو متوقع نالنا من الهجوم قدر لا بأس به دفاعاً عن ماذا لا ندري ؟؟..!!

فان بوميل

فقد أصدر الإتحاد الأوروبي لكرة القدم قراراً عقابياً بعد مناقشات جادة لواقعة مماثلة لإشارات ذراع quot;جوزيهquot; حدثت في الملاعب الأوروبية، حيث قرر (الإتحاد الأوروبي لكرة القدم) معاقبة اللاعب الهولندي quot;فان بوميلquot; لاعب فريق quot;بايرن ميونخquot; الذي كان قد أشار بذراعه في إطار تعبيره عن فرحته بتسجيل هدف أمام فريق quot;ريال مدريدquot; في مباراة الذهاب لدروي أبطال أوروبا، والعقوبة تقول إن على quot;بوميلquot; أن يشارك بالدعاية والترويج للعب النظيف في بطولات الاتحاد الأوروبي، مع تغريمه 6 آلاف يورو .

والآن هل وصلت الرسالة التي تقول دون مواربة إن الحركة التي أتى بها quot;جوزيهquot; ليست حركة معتادة في أوروبا ؟؟ هل وصلت الرسالة التي تقول إن نادي المبادئ quot;الأهليquot; قد حاول خداعنا ؟ هل وصلت الرسالة التي تقول إن إدارة النادي الكبير قد كذبت علينا؟ هل وصلت الرسالة التي تقول إن النادي quot;الأهليquot; قد خشي معاقبة مدربه في إطار حملته الناجحة لمطاردة الألقاب والبطولات التي هي أهم بكثير من مجرد شعار لا يسمن ولا يغني من جوع يقول إن الأهلي هو نادي المبادئ؟؟

ويظل السؤال المطروح أيضاً .. لماذا تجاهلت إدارة الأهلي معاقبة quot;جوزيهquot; على (عرض خلع الملابس الذي قام به على الهواء في استاد القاهرة الدولي..؟؟) بل أن الأمر الأغرب هو تعاطف تلك الإدارة مع مدربها (المحترم) ضد القرارات العقابية لاتحاد الكرة المصري، والأغرب من هذا وذاك كان هتاف قلة من جماهير الأهلي لاعلاقة لهم بالرياضة لمانويل جوزيه على فعلته المشينة، وبعد المباراةعلل جوزيه فعلته بطريقة مضحكة وفيها الكثير من الإبتزاز لمشاعر جماهير النادي الكبير، حينما قال quot;لقد كنت أريد أن أقول للحكم سوف أخلع ملابسي لكي تأخذ من لحمي ودمي ولكن لا تظلم فريقي ..!!quot; يا له من تصريح ابتزازي رخيص ولكنه للأسف يلقى صدى عند البعض الذي قرر إلغاء عقله في التعامل مع كل ما له علاقة بالنادي الأهلي .

وقبل عدة أيام .. جاءت الحلقة الأحدث في مسلسل quot;تجاوزات جوزيهquot; وهو المسلسل الذي يتحمل تكاليف انتاجه مجلس إدارة النادي الأهلي وبكل صدر رحب، جاءت الحلقة الأحدث في مسلسل تجاوزات المدرب البرتغالي حينما قام بطرد واحد من رموز النادي الأهلي وهو quot;أحمد شوبيرquot; قائد و كابتن الأهلي السابق، وحارس مرمى مصر في كأس العالم 1990، شاء من شاء وأبى من أبى quot;شوبيرquot; هو جزء من تاريخ هذا النادي العريق،سواء اتفقنا مع نهجه الحالي أو اختلفنا معه، قام quot;جوزيهquot; بطرد quot;شوبيرquot; من بيته، نعم هذا ما حدث والمسوغ أنه موجود في غرفة خلع الملابس ..!! وهذا التبرير غير مقبول لأن quot;جوزيهquot; دخل إلى الغرفة ووجد quot;شوبيرquot; في وجهه فتركه وخرج، ثم عاد مرة أخرى بناء على حديث دار بينه وبين مترجمه quot;أحمد عبدهquot; الذي قال لجوزيه إن شوبير قد اعتاد مهاجمة الأهلي في برنامجه على قناة quot;دريمquot; الفضائية، فعاد quot;جوزيهquot; مندفعاً ليقوم بطرد واحد من أبناء النادي الأهلي من بيته، كما أن quot;شوبيرquot; كان متواجداً بالأساس في غرفة الفريق لتلقي العلاج بناء على توصية طبيب الأهلي على أثر إصابته أثناء مشاركته في مباراة كرة قدم مصغرة في النادي الأهلي ....

وانتظر quot;شوبيرquot; وانتظر معه الإعلام المصري ومن قبلهما ومن بعدهما جماهير الكرة المصرية رد فعل مجلس إدارة النادي الأهلي ... ولكن لا حياة لمن تنادي، لم يصدر أي قرار بإدانة quot;جوزيهquot; والمسوغ هذه المرة أن quot;شوبيرquot; لم يتقدم بشكوى رسمية للمجلس الموقر ..!!

وفي الختام تبقى كلمة ... لقد اختلفنا جميعاً مع التحكيم المصري ورأيناه مستفزاً في بعض قراراته، ولكننا لا نجد منطقاً يقول إن خلع الملابس هو وسيلة مشروعة للإعتراض على

مانويل جوزية

قرارات الحكام، ثم ما هو المستفز في قرارات الحكام إلى هذا الحد؟؟، فالجميع يعلمون أن قرارات الحكام فيها مجاملات مستفزة للأهلي والزمالك وليس ضدهما.

اختلفنا كثيراً حول المبالغة في تعبيرات الفرحة بالنصر، ولكننا لا نجد منطقاً في أن نقول إن الإشارات الخارجة بالذراع هي جزء (محترم) من طقوس الإحتفال بالنصر في أوروبا وفي البرتغال تحديداً...!! كما تقول رواية (النادي الأهلي المصري)

كما أن الكثير من الناس ونحن من هؤلاء الناس... لا نتوقف عن مهاجمة quot;أحمد شوبيرquot;لأنه أصبح شخصية عامة تطل علينا بوجوه متعددة (إعلامياً وسياسياً وإدارياً) ولكننا أيضاً لا نجد منطقًا يسوغ أن يقوم شخص مثل quot;جوزيهquot;يعمل موظفاً في النادي الأهلي ولفترة موقتة، لا نقبل أن يقوم بطرد quot;شوبيرquot;من بيته وهو الذي ساهم ولو بقدر بسيط في بناء تاريخ هذا النادي، وهو أحد من حملوا شارة قيادته في يوم من الأيام، ولكنها لغة المصالح التي يتعامل بها المجلس الموقر الذي يقود النادي الأهلي، تلك اللغة التي لا نقول إن quot;شوبيرquot; بعيد عنها ..!! هي السبب في ردود الأفعال الغريبة التي تأتي غير متفقة مع الشعار المقدس الذي يقول إن النادي الأهلي هو نادي المبادئ (ومن لا يصدق أن إدارة الأهلي تتعامل وفق لغة المصالح فعليه أن يفكر في ملف القناة الفضائية الخاصة بالنادي وموقف quot;شوبيرquot; منها، وأن يفكر كذلك في سيناريو الرعب القادم وهو تفكير شوبير في دخول مجلس إدارة الأهلي بشكل رسمي، وربما على منصب الرئيس)

ملاحظة أخيرة ... اختلفنا أو اتفقنا .. الأهلي حقق ما لم يحققه في تاريخه في عهد quot;مانويل جوزيهquot; وهذه حقيقة ولكن الحقيقة الأهم هي أن الأهلي لم يجمع هذه المجموعة من المواهب في جيل واحد من قبل، كما أن الإعلام وجزءا لا يستهان به من التوفيق (الذي يقف بجانب المجتهد) وقفا بجانب الأهلي خلال تلك الفترة، باختصار quot;جوزيهquot; لم يكن له الدور الأبرز في كل تلك الإنجازات، ويا ليتكم تدركون تلك الحقيقة ... ويبقى سؤال .. دعونا نفترض جدلاً أن جوزيه هو السبب الرئيس لكل إنجازات الأهلي الأخيرة ... هل هذا يسوغ لإدارة المبادئ أن تطلق يده لكي يتجاوز بهذا الشكل المستفز؟؟ أم أن البطولات ومكاسبها المباشرة وغير المباشرة ..!! أصبحت أهم من الشعارات ؟؟؟


مفاجأة أخيرة (من قلب الأحداث ومن داخل نادي أهلي دبي الإماراتي نؤكد لجماهير النادي الأهلي أن النادي الإماراتي لم يفكر مجرد التفكير في الحصول على خدمات جوزيه، وأن قصة العرض المغري الذي رفضه جوزيه من أجل عيون الأهلي المصري وجماهيره هي قصة كاذبة من الألف إلى الياء، وعلى جماهير الأهلي أن تبحث ولو لمرة واحدة عن الحقيقة وعن ذلك الذي يتاجر بحبهم لناديهم سواء كان صحافياً أم مدرباً مثل جوزيه أو أعضاء مجلس الإدارة الذين يعتمدون على شعبية وجماهيرية ناديهم قبل مؤهلاتهم الإدارية .. وتلك الحقيقة )