الرياض : يبدو أن المرأة العربية بدأت تشاطر، وتنافس الرجل الرياضي بين فينة وأخرى، وفي مجالات عدة، فما أن يدخل الثاني مجالا صعبا، لا يتوقع أن تنافسه الأولى فيه، إلا ويجدها في وجهه تمنحه تكشيرة صفراء، فلم تكتفي بقيادة الطائرة والتحكم في سيرها من بلد إلى أخر، مثل السعودية هنادي، حتى دخلت مجال الفروسية، وزاحمت الرجل على الألقاب أمثال علياء الحويطي ولطيفه الشيخ، ومن سباقات العدو الماراثوني، والعاب القوى،حتى دخلت مجال سباقات الراليات والفورمولا واحد، أمثال عبير الأردنية، ومروى السعودية.

ولم تكن تدرك خريجة قسم العلاقات العامة في جامعة زايد في أبو ظبي، فاطمة السناني أن تنفيذ مشروع تخرجها سيقودها من تخصصها إلى تخصص أخر، هو عمل شاق ومتعب

المرأة العربية غزت مجال الإعلام

المرأة العربية لا تخش خوض التجربة

ومنافس حقيقي للرجل، إذ سجلت السناني موقفا جادا مهنيا يسجل لصالح المرأة العربية والإماراتية بصفة خاصة، وهي تعمل بصبر وجلادة، وتحمل كاميرا التلفاز الثقيلة، على كتفها وتصور المؤتمرات الرياضية وسباقات الفروسية، وبرامج الأسرة، وغيرها، دون كلل أو ملل.

كانت السناني لافتة للأنظار، وهي تحمل الكاميرا على كتفها وتصور المؤتمرات الصحافية في كأس خليجي 18، الاستحقاق الخليجي الأبرز الذي توج بلقبها منتخب بلدها، والمباريات وحوارات نجوم الرياضة. وتؤكد السناني أن التصوير الميداني في المباريات متعب أكثر من غيره من البرامج التي غالبا ما تكون داخل أستوديو أو صالات مغلقة، بينما تصوير المباريات قد يمتد لساعات طويلة، خصوصا عندما تكون مباراتين تقام على ملعب واحد، فقد يكون الطقس إما برد قارص أو حر شديد ، أو رطوبة متعبة، لكنه يظل عمل ممتع لمن يحبه ويعشقه.

وتروي فاطمة السناني قصتها مع الكاميرا quot;في مشروع تخرجنا أنا ومعي مجموعة من الطالبات كنا فريق واحد من قسم العلاقات العامة، وكان مشروعنا يعتمد على طرح الموضوع وتنفيذه وتصويره وتوثيقه ثم عرضه، ولم تكن أي واحدة منا تجيد عمل التصوير فوقع الاختيار علي وأحببت أن أخوض تجربة جديدة، لم أكن أتوقع أنها ستختصر علي مسافات البحث عن وظيفة، وتفتح لي أفاق واسعة من الشهرة والمال على وجه السرعةquot;

وأضافتquot; في حفلة تخرجي أعلن أنني أول فتاة إماراتية تحمل كاميرا تصوير تلفزيونية، ووجدت الإشادات الكبيرة من مدير الجامعة ومن كبار المسئولين في إمارة أبوظبي، وكذلك من المسئولين في تلفزيون أبو ظبي، فكانت سعادتي لا توصف ومن بعدها قررت أن أكون مصورة تلفزيونية ولست موظفة علاقات عامةquot;

واستطردت quot;واجهت الرفض من أمي في البداية وعلامات الاستغراب من أخواني، بينما وقف أبي على جانبي ودعمني بقوة، فبدأت أطور نفسي جيدا في فن التصوير، وسبحان الله هذه المهنة فتحت لي أفاق واسعة، وعملت لحسابي تصوير ومونتاج عدد من النشاطات التي جلبت لي دخلا جيداquot;

وأكدت السناني أنها في كأس خليجي 18 تلقت نبأ تعيينها مصورة معتمدة في تلفزيون أبو ظبي، براتب شهري مجزي، ومن بعدها عكفت على تطوير أدواتها المهنية، مؤكدة أنها كانت محرجة في البداية من أبناء بلدها المصورين والمقدمين لكنهم تفهموا وضعها وأدركت ذلك فتألقت كثيرا.
وشددت المصورة الإماراتية أنها تصور أعمالها والتكليفات التي تأتيها وهي مرتدية الحجاب الكامل، ولن تتنازل عن ذلك ولو خيرت بين حجابها وعملها فستفضل الأول دون الآخر كونه لا يشكل عائقا لها.

نقلا عن جريدة الحياة اللندنية