الأخضران وكوميديا دانتي الإلهية

فهد سعود

يُعتبر اللون الأخضر، في علم النفس البشرية، مصدر أساسي للأمل، ولذلك استخدم الكثير من الأدباء والفلاسفة هذا اللون للتعبير عن قوى الأمل، كما حدث مع دانتي في الكوميديا الإلهيه، والذي ارتكز فيها على اللون الأخضر، تعبيرا عن شدة الأمل، وقوته.

وقوى الأمل هذه، تدفعنا نحن أيضاً، لتكون آمالنا كبيرة بالأخضرين، السعودي والعراقي في مباراتهما أمام اليابان وكوريا الجنوبية على التوالي، في نصف نهائي كأس آسيا الرابعة عشرة، فالأمل ولله الحمد موجود، وبشكل ربما لم يسبق له مثيل، لأن المستوى الفني الذي يقدمه الفريقان مطمئن نوعا ما، والوصول إلى هذا الدور كان أمراً مستحقاً وليس بمستغرب إطلاقا.

وشخصياً لست مع من ذهب إلى الحديث حول أن من يفوز من لقاء السعودية واليابان سيكون اللقب من نصيبه، فالكثير من محللي القنوات الفضائية، المواكبه لاحداث النهائيات، اعتبروا أن الفائز من لقاء اليابان والسعودية سيكون الأقرب لتحقيق الفوز، فقد اعتبر المحلل الرياضي السعودي صالح النعيمة، في قناة العربية أن اللقب سيذهب لمن يفوز من لقاء السعودية واليابان.

ففي هذا التصور، إنتقاص من قدرة الفرق الأخرى، وهي العراق وكوريا الجنوبية؛ والعراق كما نعلم يسير بخطى فنيه ثابته، مكنته من الوصول للدور نصف النهائي، بجدارة واستحقاق، ومن خلفه جيشٌ جرار من المشجعين والآملين بنصرٍ عراقي يعيد البسمة إلى الشفاة، ولو لحين، فيما المنتخب الكوري الجنوبي جدّ وطوّر كرته في السنوات الأخيره جعلته يصل إلى مرتبة رابع كأس العالم في 2002م.

وبالحديث عن السعودية واليابان، فإننا نتحدث عن قصة طويله، من صراعٍ كروي من طراز نادر، فخلال السنوات الخمس عشرة الماضية، كانت فيها الكفة تميل تارة للسعودية واخرى لليابان، فالسعودية حققت اللقب عام 1984 وعام 1988 وفي عام 1992 خسرت اللقب على يد اليابان نفسها، وعادت في عام 1996 لتحقق اللقب من جديد ولكنها خسرته مجددا في عام 2000 .. وعلى يد اليابان أيضاً!

لذلك يعتبر الكثيرون مباراة السعودية واليابان في اسيا 2007، هي بمثابة الثأر للمنتخب السعودي، من فريق اخرجه من بطولتين آسيويتين، لذلك فإن المعايير قد تختلف كثيراً في هذا اللقاء، وإن كانت الكفة تميل لليابان هذه المرة، فهو الأكثر خبره وصلابة من لاعبي المنتخب السعودي، الذين يشكلون حالياً لبنة جديدة لا تزال طرية، تقود الأخضر لأول مره في محفل قاري كهذا.

أخيراً، لم يبق شيء، والطريق الطويل أصبح على بُعد خطوات فقط من خط النهاية، وننتظر أن نشاهد اللون الأخضر حاضراً بقوة في مواجهات النصف نهائي الأربعاء، ليكون النهائي متشحا باللون الأخضر المميز،حتى تكون آسيا 2007 امتداد لآسيا 1996 حين التقى الأبيض الإماراتي بالأخضر السعودي في نهائي كان من أجمل النهائيات التي مرت على كؤوس آسيا بلا استثناء، فهل ترتب أصابع القدر قمة عربية خالصة في شرق القارة. هذا ما نأمله.حتى تتحول الكوميديا الإلهية إلى فرح وسعاده.

[email protected]