عذرٌ أقبحُ من ذنب!

فهد سعود*

[email protected]


المنتخب العراقي يشارك في بطولة القارات 2009

فرحة سعودية لإنتصار العراق!

تباين ردود الأفعال بين الجماهير السعودية

اللقب يعيد العراق للزمن الجميل

quot;عذر أقبح من ذنب quot; ..هذا أبلغ وصف يمكن أن يطلق على بعض النقاد السعوديين، الذين قالوا بعد هزيمة المنتخب السعودي من العراق، أمس الأول، في نهائي كأس آسيا، بأن السعوديين أهدوا الكأس للعراق، من أجل ان ترتسم البسمة على شفاه العراقيين، الذين يعيشون أوضاعاً أمنية ومعيشيه متقلبه، وكانوابحاجة ماسةلهذه الفرحة، حتى تنسيهم بعض مصائبهم ولو لحين.

مثل هذه المبررات، التي يسوقها البعض، إنما هي محاوله يائسه لتبرير الهزيمة، وقلب الحقائق أيضاً، فالحقيقة، ومعها المنطق، يقولان أن العراق كان أفضل من منتخبنا السعودي، وكان يستحق الفوز، ولو تحقق الفوز للسعودية، بذاك المستوى الذي لعب به المباراة، لن يكون فوزه مستحقا أبدا، وهذه حقيقة يجب أن نؤمن بها جميعا شئنا أم أبينا.

أعترف للجميع، أنني ومنذ زمن بعيد، لم أكن متفائل بمنتخب سعودي كما هو الحال الآن، فقد تعودنا في السعودية منذ عام 2002، على أن الخساره أمر طبيعي، وأن الفوز إنجاز كبير، ولكن في البطولة الآسيوية الحالية تغير الحال كثيرا، وأصبح للمنتخب السعودي شخصية مميزة، صنعت الفرحة للجميع بالإنتصارات المتتالية، وبالأهداف الرائعة التي سُجلت في المباريات، والتي أعادت لنا وهج الأخضر في أعوام 1984 و1988 في كأس آسيا، وفي مونديال أميركا عام 1994، ومن ثم عودة إلى كأس آسيا 1996 في الإمارات.

جانب من تتويج العراق بكأس آسيا
المنتخب السعودي الحالي، وإن خسر كأس آسيا، فهو لم يخسرها أمام فريق بسيط، بل خسر امام فريق منظم، لعب بحماس كروي منقطع النظير، وقاتل كثيراً في المباراة، حتى تحصل على النتيجة، ولذلك لا أرى أي داعي لتبرير الهزيمة على أنها مجرد quot; هديةquot; للعراق؛ فالمنتخب السعودي قاتل كثيراً، وحاول أن يسجل حتى الثواني الاخيره من المباراة، ولكن المفاجأة التي كانت بإنتظار اللاعبين، وانا معهم، وربما غيري كثيرون،ذلك الخصم العنيد،الذي دخل المباراة وعينه على الفوز فقط، فاستطاع أن يشل حركتهم بتحركاته السريعة، وبنيته الجسمانيه، وبالضغط المتواصل على حامل الكرة، وكل هذه العوامل رجحت كفة الفريق العراقي، فكان الفوز.

أما المضحك في الأمر، هو ما ذهب إليه (بعض)النقاد السعوديين، بعد نهاية المباراة، بقولهم أن المدرب ( انغوس) ماهو إلا مدرب quot; إعدادquot; فقط، ولا يفقه في الامور التكتيكيه، وأننا بحاجة لمدرب أفضل منه، يستطيع أن يقود الاخضر في المستقبل القادم برية فنية أفضل؛ وأقول لهؤلاء، أن شر البلية ما يضحك فعلا، فحديثهم عن انغوس بعد الدور الأول من البطولة، وفي مباراته مع أوزباكستان في الربع نهائي، ثم فوزه على اليابان في نصف النهائي، كان مغاير تماماً لحديثهم الحالي، فقد اعتبروه وقتها مدرب تكتيك من الطراز الأول، ولا يشق له غبار، وأنهعرف بحنكتهِ ودهاءهِ،كيف يتعامل مع المباريات، ولديه قدرة كبيرة على قراءة المباراة من دقائقها الأول.

شخصيا أعتبر أن الأخضر السعودي منتخب جيدا جدا، وعناصره متميزة، والمدرب استطاع أن يصنع توليفه رائعة من النجوم، ورسم شخصية واضحة وواثقه للأخضر، لذلك لا تقتلوه بالنقد والتشريح الإعلامي، ودعوه يسير بخطى ثابته نحو الأمام،لأنه فعلا برأيي منتخب يستحق منا أن نصفق له بحرارة، رغم الخسارة التي مني بها في النهائي.

هناك جزئية أريد أن أشير إليها هنا، وهي خاصة بالصحافه السعودية، التي خرجت، وفي أول يوم تلى النهائي، بتغطية مهنية جدا، ولم تبحث عن مبررات أو حجج واهية، من أجل تبرير الهزيمة، وأكدت على أن المنتخب الحالي هو منتخب المستقبل، متى ما تم الحفاظ عليه، وأتمنى أن يستمر هذا النهج اليوم وغدا، وبعد غد، والخوف، كل الخوف مما يطرحه كتاب الأعمده، ممن تسبق ميولهم أقلامهم عاده.

أخيراً، أحيي الجماهير السعودية، التي شاركت العراق فرحتها، رغم الخسارة، وشاهدنا ذلك على الملأ بعد المباراة مباشرة، في قناة العربية التي بثت لقطات حية من مدينة جدة، كما خرجت بعض المسيرات التي تبارك للعراق الفوز في مناطق مختلفه من السعودية، بالإضافة إلى إستطلاع الرأي، الذيقام الزميل خالد الجناحي بإجراءه،وهذاتصرف رائع يحسب للجماهير السعودية، التي جسدت المعنى الحقيقي للرياضة، التي ترتكز على الروح الرياضية والتضامن والاخوه قبل كل شيء.

*رئيس القسم الرياضي