أخفى هويته العراقية آنذاك بسبب النظام السابق
مالك حسن فيوري أول لاعب عراقي يحترف في أوروبا

عبد الجبار العتابي من بغداد : يعتبر اللاعب (مالك حسن فيوري ) أول لاعب عراقي يحترف في أوروبا وأفريقيا، من خلال الأندية الفرنسية والبرتغالية

مالك فيوري مع المدرب اكرم سلمان
والتوغولية (دولة توغو)، والبولندية حاليًا، ويعلن وجوده داخل الأندية هناك بالتميز من خلال مهاراته وتسجيله للأهداف، وقد أمضى نحو عشر سنوات، وما زال هناك، وقد جاء هذا التوثيق من خلال نشرة للاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي تشير إلى وجود لاعب عراقي واحد هو اللاعب مالك فيوري، ولكن الاسباب التي وراء خروجه من العراق ولجوئه الى فرنسا عام 1998 كانت هي السبب في التعتيم الاعلامي الذي كان يريده لنفسه من اجل ألا يتضرر ولا يصيب عائلته المتواجدة في بغداد مكروه في زمن النظام السابق كون اللاعب طلب اللجوء السياسي، كان يرفض اجراء أي حوار مع جريدة عربية، وذلك لأنه كان لاجئًا سياسيًا وعائلته في بغداد، وغالبية الصحف كانت تريد منه ان يتحدث في السياسة والمجلة الوحيدة التي قبل ان يجري حوارًا معها بعد الاتفاق على عدم الحديث في السياسة، هي مجلة (المجلة)التي تصدر في لندن، اما الصحف الفرنسية والبرتغالية وسواها من صحف الدول التي يزورها مع الفريق،وله احاديث صحافية وتلفزيونية كثيرة فيها .

ومن الطبيعي ألا يتصل به احد للعب للمنتخب الوطني العراقي لانه يحمل جواز سفر (لاجئ سياسي) في فرنسا، وهذا ما يرفضه النظام السابق ويعاقب عليه، ومن غير الممكن ان يجيء الى العراق ويلعب للعراق ولكنه كون اسمه في فرنسا والبرتغال ، وبعد سقوط النظام وكان حينها يلعب في فرنسا اتصل به والده على امل ان يمثل المنتخب الوطني العراقي الذي كان يعسكر في المانيا وقد ذهب إليه هناك وعرف نفسه للمدرب (ستانج) وبعد ان شارك في تدريبات الفريق دعاه ستانج ، ولكن الاتحاد العراقي لكرة القدم رفض استدعاء ستانج له وقال على لسان رئيسه حسين سعيد :( ان مالك لا يحمل الجنسية

نشأت رسمياً في مان سيتي

نشأت أول عراقي محترف بأوروبا

العراقي نشأت أكرم يعود للامارات تحضيرا لاحترافه بإنكلترا

العراقية ولا يجوز له اللعب مع المنتخب) ، علمًا انه يلعب في اوروبا كعراقي ويحمل العلم العراقي وهناك هو معروف كلاعب عراقي .

وقد تم الاعتراض عن طريق عبدالخالق مسعود رئيس الوفد في المانيا الذي اتصل بحسين سعيد واخبره بذلك، فجاء رد حسين بالرفض وابلغ ستانج بذلك الذي لم يجد أبدًا من تنفيذ اوامر الاتحاد، وان كان يحق له ان يلعب مع المنتخب لانه عراقي واسمه عراقي واهله معروفون في العراق ويلعب في اوروبا كعراقي، فقد كان مضطرًا في الحصول على الجنسية الفرنسية ، وبعد سقوط النظام استطاع استعادة الجنسية العراقية من السفارة الموجودة في باريس (حاله حال اي مواطن عراقي) يحمل جنسيتين.

ولكن ظل ولاؤه الاهم للوطن الذي ولد فيه وعاش فيه احلى سنوات عمره، وكما قال (وهذه مجرد اوراق فانا عراقي اللقب والروح والانتماء فأبي عراقي وامي عراقية) فضلاً عن ذلك ان الاتحاد الدولي معترف به كلاعب عراقي وهو المرجعية الكروية النافذة في العالم ، وفي عام 2006 عاد الى العراق ، واتصلت انا شخصيًا بالكابتن اكرم سلمان مدرب المنتخب آنذاك ، وشرحت له حال اللاعب فطلب مني ان أأتي به اليه في المكان الذي يعسكر فيه المنتخب الوطني في تحضيراته لبطولة غربي اسيا في (فندق بابل) ببغداد ، وبالفعل ذهبنا الى هناك واثناء الوحدة التدريبية التقينا باكرم سلمان وقدم اللاعب مالك نفسه له، وشرح له تفاصيل رحلته كمحترف لمدة عشر سنوات في العديد من الاندية الفرنسية والبرتغالية قبل ان يحط به الرحال في دوري دولة (توغو) الافريقية ولعبه ضمن بطولة اندية افريقيا وكان هداف الفرق التي لعب بها وانه قد استفاد كثيرًا من معطيات اللعب في هذه الدوريات القوية من ناحية التكتيك والتكنيك وانه ما زال محافظًا على لياقته البدنية خلال

اثناء تمثيله لاحدى الفرق البولندية
زيارته الى اهله في بغداد من خلال ممارسته للتدريبات اليومية، ورحب الكابتن اكرم باللاعب مالك فيوري، مؤكدًا على ان باب المنتخب مفتوح لجميع اللاعبين الجيدين وبعد ان طرح الكابتن اكرم على اللاعب مالك مجموعة من الاسئلة والاستفسارات عن عمره ومركزه واشياء عديدة، تخص لياقته وتدريباته، دعاه الى الانضمام الى تدريبات المنتخب خلال المعسكر التدريبي الذي سيقام في سورية خلال الايام القليلة المقبلة (بعد هذا اللقاء) وطلب منه الالتحاق بزملائه من اجل التعرف بشكل واضح وعملي على مهاراته ومدى استفادة المنتخب من جهوده من جهته اعلن اللاعب مالك عن سعادته بهذه الدعوة التي كان ينتظرها لسنوات طويلة .

وقال: يشرفني ان امثل بلدي العراق وابذل خبرتي وجهودي في سبيل تحقيق نتائج جيدة وانا على استعداد تام لهذه المهمة وجاهز للمشاركة متى ما اقتنع المدرب بامكاناتي والتي انا على يقين انهــا سوف ترضيه لان الخبرة والمهارة اللتين اكتسبتهما من مشاركاتي لمدة عشر سنوات في الدوريات الاوربية واحتكاكي بلاعبين كبار سوف يكونان على مستوى يرضي المدرب.

لكن الغريب ان اللاعب في مساء ذات اليوم اتصل باكرم وابلغه رغبته بالسفر مع الفريق وليس بعده الى سورية من اجل التعرف على اللاعبين خلال رحلة السفر بالاضافة الى تواصله مع التدريبات التي يجريها في سورية ، ولكن اكرم تحجج بتذاكر السفر والحجوزات والطائرة التي سيسافر على متنها الوفد حيث لايوجد فيها مقعد خالي ، مع ذلك طلب منه مالك عنوان الفندق الذي سيسكن المنتخب فيه للذهاب اليه وايضًا لم يحصل على اجابة مفيدة وايقن مالك ان اكرم ابلغ الاتحاد بخطوته هذه وان الاتحاد قد رفض بناء على معلومات خاطئة ورغبة من رئيس الاتحاد لتأكيد رفضه الاول، وذهبت الفكرة ادراج الرياح وسافر مالك الى فرنسا ومن هناك التحق بأحد اندية الدرجة الاولى البولندية .

مالك حسن فيوري من مواليد بغداد عام 1975، والده اللاعب السابق حسن فيوري الذي هو غني عن التعريف ويعرفه العراقيون ، بدايته كانت مع نادي الامانة عام 1987 مع فريق البراعم ثم انتقل الى فريق القوة الجوية ليلعب مع شبابه لمدة سنة قبل ان يصعد للعب مع الفريق الاول وكان عمره آنذاك 17 عامًا.

وسافر مع الفريق الى هنغاريا في معسكر تدريبي اقيم هناك ، كما مثل منتخب بغداد لثلاث سنوات مع المدرب عامر جميل وبعد ذلك انتقل للعب مع نادي

يعرض قميصه مع احدى فرق توغو
لسلام قبل ان يسافر الى لبنان حيث بقي سنة ونصف لعب خلالها مع فريق نادي (شكه) ولعب كذلك مع فريق المزرعة ومن ثم غادر الى فرنسا عام 1998 لتحقيق حلمه الذي طالما كان المحرك بالنسبة إليه، وكان عليه ان ينتظر لمدة ثمانية اشهر من اجل الحصول على الاقامة في فرنسا وقد توقف في بلغاريا ولعب مع احد اندية الدرجة الثانية لكنه لم يكن سعيدا بهذه التجربة الاحترافية، على الرغم من ان المسؤولين في النادي كانوا مستعدين للدفع اكثر من اجل بقائه مع الفريق خاصة انه سجل في الموسم الذي لعب فيه اكثر من (15) هدفًا وبطريق المصادفة شاهده سمسار رياضي فعرض عليه الانضمام الى نادي (فرساي) الفرنسي الذي لعب له موسمًا واحدًا وسجل عشرة اهداف، وعلى الرغم من ذلك فقد كان غير مرتاح لمستواه وربما يعود ذلك إلى أنه يلعب لاول مرة في دوري محترفين حقيقي لذلك كان عليه الاستمرار في تحسين مستواه وكسب المزيد من الخبرة، ونادي فرساي عريق وله تاريخ كروي كبير خاصة انه انجب العديد من النجوم الفرنسيين مثل انيلكا وتيري هنري ولم تواته الفرصة للعب معهما فقد سبقاه بمدة قصيرة وانتقلا منه.

بعد ذلك رآه سمسار برتغالي وأخذه الى فريق درجة اولى هو (شافس) في شمالي البرتغال وتم اختباره وقبوله ووقع معه عقدًا، ثم لعب مع فريق (مونتولكر) لمدة موسم واحد وسجل له عشرين هدفًا، ثم جاءه عرض من فريق (اوستريل برايا) البرتغالي ولعب له لموسم واحد وكان معه فيه اللاعب (باولو فريرا) الذي هو الان لاعب منتخب البرتغال ونادي تشيلسي ثم عاد الى فرنسا ولعب مع فريق (شينه) لمدة سنتين ثم انتقل الى نادي (اكازالميه) في العاصمة التوغولية (توغو) ومثله لموسم واحد في بطولة الاندية الافريقية ولعب ضد فرق من غانا وساحل العاج وكينيا وهو اخر فريق لعب له ، قبل ان يعود الى بغداد ومن ثم الالتحاق بالنادي البولندي .

تلك هي الحقيقة نكتبها للتاريخ ومن اجل انصاف اللاعب مالك فيوري ، ولهذا فأن اللاعب نشأت اكرم يعد اللاعب العراقي الثاني في التاريخ الحديث الذي يحترف في اوروبا .