الجمهور العراقي .. اسبانيّ النزاع ، قطري ّ الاهتمام

بغداد / عبد الجبار العتابي: على الرغم من انطلاق الدوري العراقي الممتاز بكرة القدم الا ان عيون الجماهير الرياضية العراقية ظلت بعيدة عنه نسبيا ولاتتابع مبارياته التي تجري في اوقات محددة من الثانية عشرة ظهرا والثانية بعد الظهر ، وهي اوقات غير مناسبة ولاتسمح للمواطن العراقي ان يتفرج على مباراة ، لانه سيكون مشغولا بالعمل ومن ثم ان متعة مشاهدة المباريات تكون في الليل وتلك حالة معروفة للجميع ، ولكن الملفت للنظر ان الجمهور بات يتابع دوريين كرويين اثنين بشكل كبيرولاينافسهما اي دوري اخر في العالم بالصورة التي هما عليها ، وهما الدوري الاسباني والدوري القطري ، والاحاديث الرياضية اليومية تصب في هذين الدوريين وتتفقد احوالهما كما ان الصحف العراقية لها ذات الاهتمام وتنشر الاخبار الخاصة بهما بشكل مستمر، كون الاول يمثل الاقوى بين الدوريات العالمية ويضم نخبة من افضل لاعبي العالم ، وكون الثاني يضم العديد من لاعبي المنتخب الوطني العراقي ، وهذا ما يشعل الانشغال به حد التشجيع لفرق بعينها دون اخرى ، واذا ما عرفنا ان المشجعين العراقيين ينقسمون بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة ، فأن الغرافة الذي يلعب له نجم المنتخب يونس محمود يحتل الاولوية في التشجيع ، ثم تأتي الفرق الاخرى التي يلعب فيها اللاعبون الاخرون ، والطريف ان الجمهور العراقي لاينقسم في تشجيعه بل يشجع لاعبيه فقط ولا يهمه ان فاز احد الفريقين اللذين يلعب لهما لاعبان عراقيان او اكثر ، بل يهمه ان يكون اللاعبون بمستوى طيب يظهر مكانتهم وقدراتهم ، وتتواصل المتعة في هذه المتابعة الى برنامج (المجلس) الذي يتابع المباريات بالتفصيل ويستضيف المعنيين بالكرة ليسمع ما يقال عن لاعبيه ، وليس المشجعون من المواطنين العاديين يتابعون هذين الدوريين بل ان الرياضيين العراقيين لهم ذات الحماسة في المتابعة وكما قال اللاعب الدولي السابق ومدرب فريق الطلبة الحالي كريم صدام :( ان الدوري القطري اصبح بمثابة الدوري العراقي لوجود العديد من اللاعبين العراقيين فيه من النجوم الذي غابوا عن مشهد الدوري العراقي ، وهذه المتابعة تجعلنا ننحاز للفريق الذي يلعب فيه لاعب عراقي ، وهذه المتابعة لم تكن سطحية بل جادة وتمثل حالة شبه عامة بين العراقيين ، وهذا الكلام لا اقوله انا فقط بل اسمعه من الكثيرين ) .

واذا ما سألت محبا لكرة القدم في العراق عن ناديه المفضل عربيا وعالميا فأنه ان تجاوز الاندية القطرية الى الاهلي او الزمالك المصريين او يتعادهما الى النادي الاسماعيلي لان اللاعب العراقي مصطفى كريم يلعب له او الشارقة الاماراتي لوجود اللاعب قصي منير او العين لوجود نشأت اكرم فيه ، لكن النسبة الاكبر لن تتجاوز الدوري القطري وحتى هؤلاء لهما اهتماماتهم فيه ، فأنه القليل منهم سيتجاوزون الريال وبرشلونة الى ميلان او روما الايطاليين او ليفربول او تشيلسي الانكليزيبن او بعض الاندية العالمية المتفرقة لاسباب تتعلق بلاعب معين ، لكن التأكيد الاكبر في العراق ينصب على تلك الاندية لاسباب معروفة ، واذا سألت اي مشجع عن سبب تشجيعه للريال او برشلونة سيقول لك على الفور (لانهما متخمان بالنجوم ) هذا اولا ومن ثم يذكر لك (ان المستوى الذي يقدمانه اكثر من رائع) ويشدان الجمهور له .

يقول احمد عبد الجبار : انا اشجع الريال فقط ، لايعجبني من الاندية العالمية غيره ، ربما بدأ هذا عندي لان اكثر فريق نشاهد مبارياته هو الريال ، ولا اعتقد انني استمتع بلعب فريق مثلما استمتع بلعب الريال ، خاصة ان غريمة التقليدي هو برشلونة الذي له جمهور كبير في العراق يعادل ما للريال ربما ، واستطيع ان اؤكد لك ان بعد نهائيات كأس العالم 2002 بدأ هذا الهوس ، اما الاندية العربية فانا لاتفوتني مباراة للغرافة يلعب فيها يونس محمود ، واتمنى ان تكون كل الكرات تذهب اليه ، وبدأت الان احرص على مشاهدة مباريات الخور الذي يلعب له هوار ملا محمد )، اما المشجع علي حسن فقال : (انا برشلوني الروح والقلب ، وحين يلعب برشلونة (اقلب) الدنيا بالصراخ ، وانام حزينا اذا خسر ، اما اذا فاز فعندي (عيد) اظل طوال الاسبوع اضحك واناكد مشجعي الريال ، اما الدوري العراقي فأنا اتابع اخبار فريقي المفضل الطلبة وان كنت لااشاهد مبارياته من التلفزيون لانها حين تنقل في النهار اكون في مكان العمل ، ويهمني جدا متابعة فريق الغرافة القطري لانني احب يونس محمود واستمتع بأهدافه ) .

ويقول لبيد : (انا اتابع الدوري الاسباني بشكل عام ، لكنني اشجع الريال ، قد تفوتني مباراة لغيره ولكن تفوتني مباراة له ما عدا قبل ايام لم اكمل المباراة لان سلطان النوم (كبس) علي في فترة الاستراحة وندمت على ذلك ، اما الدوري القطري فلي اخ يتصل بي ليبلغني ان فريق يونس يلعب او فريق هوار او باسم عباس او كرار جاسم ، هكذا يقول لي ، وانا استمتع بهذه المباريات لان اشجع لاعبينا فيها) ، ويقول بشير حسن : (انا احب اللاعب مصطفى كريم لذلك اتابع النادي الاسماعيلي ، وكذلك الغرافة لوجود يونس محمود معه ، اما الدوري الاسباني فانا (كتلوني) ولا اشاهد الا مباريات برشلونة ) .

وفي العراق .. من الممكن ان تشاهد اسماء الريال وبرشلونة على الجدران وزجاج السيارات ، او تقرأ كلمات (الريال وبس) او (انا برشلوني) اما صور اللاعبين فهي في اغلب المحال التجارية والمقاهي .