فتنة القس لمعي وأبو تريكه

محمد حامد ndash;

أبوتريكة لحظة تضامنه مع غزة
إذا أردت أن تحصل على نصيبك من الشهرة والأضواء والفرقعة الإعلامية فقط عليك أن تهاجم نجم الكرة المصرية محمد أبوتريكه ... يا له من طريق سهل، وقد فعل ذلك كثر من داخل الوسط الكروي ومن خارجه، ولكن المفاجأة (المحزنة والمقلقة) أن يقع رجل دين كبير في مكانة القس د.أكرم لمعي quot;نائب رئيس الطائفة الإنجيليةquot; بمصر في مثل هذا الخطأ الفادح، حيث أكد في تصريحات للعربية أن ما يقوم به أبو تريكه من طقوس دينية، وإصراره على الحديث بشكل دائم عن دور الإسلام والصلاه والقرآن في تحقيق الإنتصارات الكروية يتسبب في ضيق المسيحيين الذين يعشقون أبو تريكه كلاعب كرة قدم، وليس داعية اسلامي !

كما أن تصريحات القس quot;لمعيquot; والتي جاءت في إطار محاولته اقناع ابو تريكه بخطأ منهجه والتي قال فيها أن ايطاليا المسيحية هي بطلة العالم في كرة القدم، في حين أن منتخب مصر الذي رفع لواء الإسلام والإلتزام الديني على الطريقة التريكية في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة لم يتأهل لكأس العالم سوى مرتين فقط، تلك التصريحات تعد خلطًا غريبًا للأوراق، حيث وقع قداسته في خطأ كبير حينما تحدث بهذا المنطق العجيب، ونحن في هذا المقام لا نريد الدخول في جدل يؤجج مشاعر الطائفية المقيته، ولكن مجرد دخول القس لمعي في هذه الدائرة يحمل اساءة كبيرة لرجال الدين الذين نجلهم ونرى أن لهم دور أرقى من مجرد التدخل في شؤون من هذا الوزن، كما أن سوء فهم هذه التصريحات (خاصة وأنها جاءت ضد لاعب يحظى بشعبية طاغية) من الممكن أن يفتح أبواب لا حصر لها للكراهية وإثارة القلاقل بين أبناء الشعب الواحد الذين لا يجتمعون على كثير من الأشياء مثل اجتماعهم على الإنتصارات الكروية الوطنية، وحب نجوم الكرة وخاصة quot;أبو تريكهquot; .

ومن مبدأ بسيط للغاية وهو مبدأ الحرية الشخصية، نقول للقس أن الإلتزام الديني لأبو تريكه يجب ألا يكون مصدر ضيق لأحد، فلدينا في الملاعب العربية عشرات اللاعبين المحترفين الذين يعتنقون المسيحية، ويقومون بممارسة طقوسهم الاحتفالية (المسيحية) عقب تسجيل الأهداف أو عند النزول إلى أرض الملعب أو الخروج منه، يحدث ذلك في السعودية (بلد الشريعة الإسلامية) كما يحدث في قطر ومصر وغيرها من الدوريات العربية، ولم يحدث أن كان ذلك مصدر ضيق لأحد، كما أن أفضل لاعب في العالم وهو النجم البرازيلي quot;كاكاquot; يحظى باحترام العالم أجمع، ويوجد ما يشبه الإجماع من عشاق كرة القدم حول العالم على عشق هذا النجم ليس لموهبته الكروية فحسب، بل لأنه ملتزم دينيًا وأخلاقيًا، كما أنه لا يتردد في التأكيد على أن قوة ايمانه بالمسيحية هي الأساس فيما يحققه من انجازات، بل أنه يريد أن يكون قسًا بعد أن يعتزل كرة القدم، وأيضًا لم يتضايق أنصار الديانات الأخرى أو حتى هؤلاء الذين لا يشكل الدين قيمة كبيرة في حياتهم لم يشعروا بالضيق من النهج الديني للنجم البرازيلي .

مرحبًا بعشق كاكا للمسيحية، وهنيئًا لأبو تريكه ذوبانه في الإسلام، وليظل الالتزام الديني علاقة روحانية شديدة الخصوصية بين العبد وخالقه لا يجوز لأحد المساس بها أو الاقتراب منها لأنها تقع في منطقة المحرمات المعروفة باسم quot;الحرية الدينية والشخصيةquot; خاصة إذا كانت حرية لا تحمل كراهية للآخر، ولا تثير نزعات الفتنة والحقد المدمر .