الاراء تباينت حول الاسباب الحقيقية للازمة
عطل إنترنت يشل الإمارات وقلق في المطار والمؤسسات المالية

دبي: أهتزت دولة لإمارات العربية، وبالتحديد إمارة دبي، التي تروج نفسها عالميا بأنها quot; حكومة إلكترونية quot; وحاضنة لمدينة دبي للإنترنت والإعلام، الأربعاء، بسبب تطور quot; غامض quot; قاد إلى انقطاع خدمة الانترنت، وتضرر ما يتبعها من وسائل اتصال على مستوى الدولة ككل، مما تسبب بحالة من الإرباك العام على مستوى آلاف الشركات والجامعات والمراكز المحلية والأجنبية في البلاد. وفيما تباينت الآراء حول الأسباب الحقيقة للأزمة الحالية، أشار تعميم داخلي، تبادله مسؤولون في شركة quot; دو quot; التابعة لإمارة دبي للاتصالات إلى أن العطل ناجم عن خلل أصاب الكابل البحري بين مدينة الإسكندرية المصرية وباليرمو الإيطالية، دون أن تتضح الفترة اللازمة لإصلاحه.وفي وقت لاحق، عممت quot;دوquot; بياناً جاء فيه أن quot;انقطاعاquot; جرى quot;لكابلي اتصال بحريين في وسط البحر الأبيض المتوسط مما أثر على خدمات المكالمات الدولية الثابتة والمتحركة والاتصال بشبكة الانترنت للعملاء بصورة اختناقات في أوقات الذروة.quot;

وأوضحت الشركة أن هذا الخلل خارج عن إرادتها، quot;ويتعلق بالشركات المزودة للكوابل البحرية، والتي يعتمد عليها عدد من شركات الاتصالات في المنطقة،quot; مشيرة إلى أن العملاء quot;قد يواجهون بعض الاختناقات في المكالمات الدولية الثابتة والمتحركة وبطء في خدمة الانترنت في أوقات الذروة.quot; ومنذ ساعات الصباح الأولى quot;غرقتquot; الإمارات في ظلام quot;إلكترونيquot; تعذر معه دخول مواقع الانترنت، أو إجراء الاتصالات عبر الشبكة quot;العنكبوتية.quot;

ومع تقدم ساعات النهار، ظهر الاستغراب واضحاً على وجوه الكثير من العاملين في الشركات المحلية والأجنبية، الذين تابعوا، للمرة الأولى خلال السنوات الماضية، الانهيار السريع لمجموعة كبيرة من الخدمات في بلد عربي يروج لتقدمه التقني ولـquot;حكومته الإلكترونيةquot; التي ينظم عبرها تقديماته.

ووفق ما أكدت شرطة quot;طيران الإماراتquot; فإن رحلاتها لم تتأثر بهذا العطل، الذي ما يزال مستمراً حتى ساعة إعداد هذا التقرير. وتحول الاستغراب إلى قلق، خاصة لدى الذين كانوا على أهبة الاستعداد للسفر، إذ سادت شائعات حول احتمال أن تشهد الرحلات إعادة جدولة لأسباب تقنية، ولدى المتعاملين في أسواق المال وأصحاب التحويلات المالية الإلكترونية الذين يخشون أن تتبخر ثرواتهم بفعل تعطل quot;كبسة الزر.quot;

وبالعودة إلى الوضع في المطار، نفى حاتم عمر، من مكتب الاتصال الإعلامي في quot;طيران الإمارات،quot; إحدى أكبر شركات الطيران في المنطقة، والناقل النشط في مطار دبي الدولي، أن يكون هناك أي تأثير للوضع الحالي لشبكة الانترنت على مواعيد الرحلات المقررة. وقال علي: quot;لم تتأثر رحلاتنا بالوضع الحالي، والمواعيد ستظل قائمة كما هي، لكن ليس لدي أي فكرة حول مطار دبي ككل.quot;

من جهتها، أقرت quot;داناتاquot; لخدمات السفر في دبي، التي تقوم بتنفيذ معظم معاملات السفر في مطار الإمارة، بوجود مشكلة، وذلك وفق ما أكدته مصادر في قسمها التقني. أما بالنسبة لقطاع الأعمال، الذي يشهد يومياً تبادل المليارات عبر وسائط إلكترونية، فقد عانى بدوره جراء الوضع الحالي، ولفت وضاح طه، مدير الاستراتيجيات وتطوير الأعمال في quot;إعمارquot; للوساطة المالية إلى أن quot;الصدفةquot; ساعدت حصر آثار الأزمة بسبب تراجع التداولات خلال جلسة الأربعاء.

وقال طه:quot;عندما تكون السوق في حالة انخفاض تتراجع التداولات، وهذا ما حصل خلال جلسة الأربعاء، لذلك كان التأثير محدوداً.quot;وأضاف: quot;لكن هذا الأمر قد يحدث مشاكل بين شركات الوساطة والمستثمرين، خاصة لجهة فقدان السيطرة على الأوامر.quot; ونبه الخبير المالي إلى أن الأمور قد تصل أحياناً إلى حد النزاع ومراجعة القضاء، وهو أمر لن يتم سوى بين شركات الوساطة والزبائن، إذ هناك بعض العقود التي تتيح ذالك في حالات مماثلة، غير أنه شدد على أن إدارة سوق المال نفسها معفية من المسؤولية بحكم القانون.