ترجَمـة حكمت الْحاج

خَلق شكسبير العالم في سبعة أيام.
في اليوم الأول
خلق السماء والجبال والهُوَّات الروحية.
في اليوم الثاني
خلق الأنهار والبحار والمحيطات وغيرها من العواطف
ومنحها لكل من هاملت ويوليوس قيصر وأنطونيو وكليوباترا
وعطيل وأوفيليا وغيرهم حتى يرثها من يأتي بعدهم الى أبد الآبدين.
في اليوم الثالث جمع كل الناس وعلمهم الأذواق والطعوم،
طعم السعادة،
طعم الحب،
طعم اليأس،
طعم الغيرة،
طعم المجد،
وهكذا،
حتى أتى على جميع الأذواق.
وحينذاك
جاء مجموعة من الناس متأخرين
مَسَّدَ الخالق على رؤوسهم بشفقة في اليوم الرابع
وقال لهم أن يصيروا نقادا، ويُنكروا أعماله.
وفي اليوم الخامس
ضحك الخالق
فأطلق سراح المهرجين لكي يُضحكوا الملوك والأمراء وغيرهم من التعساء.
في اليوم السادس
حَلَّ بعض المسائل الإدارية
أخرج quot;العاصفةquot;
وعلَّم quot;الملك ليرquot; كيف يلبس تاجا من القش.
ولما كان في متناول يد ه بعض الفضلات المتبقية من تكوين العالم
فقد خلق ريتشارد الثالث منها.
في اليوم السابع،
نظر حواليه بغتة
وأدرك أن مدراء المسارح قد ملؤوا الأرض باليافطات..
وفكر شكسبير بعد كل هذا التعب
أن يرى واحدا من عروض مسرحياته الكثيرة
ولأنه كان جد متعب
فقد ذهب لكي يموت قليلا.

مارين سوريسكو : من مواليد عام 1936 في جنوب رومانيا. واحد من أعاظم الشعراء السورياليين. من أهم أعماله الشعرية: لي وحدي بين الشعراء. موت الساعة. أين نفر من البيت. شباب دونكيشوت. أطر. روح صالحة لأي شئ. من أهم مسرحياته : يونس. المجرى. جبل الملح. من مجاميعه القصصية : الأرق. من رواياته : الأسنان الأمامية الثلاث.