واحدة من أجمل لحظات حياتى حدثت عندما علمت مساء أحد ليالى خريف عام 1988 (وبالتحديد فى 13 أكتوبر) نبأ فوزإستاذى وصديقى العزيز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب، وهى جائزة مستحقة بحق وحقيق، وأذكر أننى أرسلت له برقية تهنئة فى هذا الوقت تقول :" لقد تشرفت قائمة طويلة من عظام أدباء العالم من حملة جائزة نوبل من توماس مان الى برنارد شو الى ألبير كامو الى هيمنجواى الى جون شتاينبك بإنضمام واحد من أفضل من أضاف الى التراث الإنسانى هو نجيب محفوظ، فهنيئا لك جائزة نوبل وهنيئا لجائزة نوبل بك". وكنت ساعتها أعمل خارج القاهرة فتركت عملى وسافرت الى القاهرة لكى أكون مع نجيب محفوظ فى وأصدقائه للإحتفال به، وكانت ليلة خريفية مشهودة فى كافيتريا قصر النيل، على ضفاف النيل الساحر، وما زلت أذكر لنجيب محفوظ تعليقه المتواضع ليلتها :"الظاهر إنهم إختاروا أحسن الوحشين!!".

ولد (ألفريد نوبل) فى عام 1833 ومات فى 1896 وهو عالم سويدى و مخترع الديناميت عام 1866، وقد إخترع الديناميت لإستخدامه فى تكسير الصخور الوعرة فى السويد لبناء الطرق وفى أعمال التنقيب عن المعادن ولبناء الأنفاق وأساسات المبانى، وقد خصص كل ثروته والتى حصل عليها من شركاته العديدة فى مجال التنقيب، لإعطاء جوائز فى العلوم والآداب لمن يضيف جديدا للإنسانية. ولهذا يحدث فى كل خريف ما أسميه مولد سيدى الشيخ (نوبل) حيث نتذكره كواحد من أعظم المخترعين فى القرن التاسع عشر ، ولقد أستطاع تخليد أسمه ليس فقط كمخترع الديناميت، ولكنه وضع كل ثروته كتشجيع للعلماء والأدباء الذين يضيفون كل سنة شيئا الى تاريخ الإنسانية، وفى وصيته قبل أن يموت لم يشترط سيدى الشيخ (نوبل) أن تكون الجائزة لشخص من بلاد الأسكاندنافيا (السويد الدنمارك النرويج وفنلندا)، ولكن أوصى أن تكون جائزة عالمية، وأصبحت الجائزة هى أرفع جائزة يتمناها كل عالم وكل أديب، وبالطبع يوجد هناك العديد من الفاشلين فى العالم العربى والإسلامى خاصة من يتهمون الجائزة بالتحيز، وأن(اليهود والصهاينة) يسيطرون علي الجائزة مثلما يسيطرون على كل شئ، ولكن العالم العاقل والمتنور والذى مازال يفكر بعقله وليس (بمؤخرته) لا يأبه لكل هذه الخرافات، وظلت وسوف تظل جائزة (نوبل) أرفع جائزة علمية وأدبية فى العالم.

و صديقى العزيز العالم (رجائى) (والذى أتمنى أن يحصل يوما على جائزة (نوبل) فى الفيزياء)، أرسل لى إحصائية مهمة جدا تبين عدد الذين حصلوا على جائزة (نوبل) من أتباع (خير أمة أخرجت للناس) (عرب ومسلمين ومن أصل عربى حتى الجيل الثالث)، وبين من حصلوا عليها من أتباع سيدنا (موسى) عليه السلام، والذى يطلق عليهم (للأسف) بعض مشايخنا (أنصاف الجهلة) (أحفاد القردة والخنازير).
وإليكم الإحصاء (ولدى كل أسماء العلماء الحاصلين على الجائزة منذ بدأت عام 1901) :

أولا: نوبل فى الآداب : من العالم العربى والإسلامى :(1) هو نجيب محفوظ
من اليهود (10)

ثانيا: نوبل للسلام: من العالم العربى والإسلامى (3)(السادات، عرفات، شيرين عبادى - إيرانية)
من اليهود (8)

ثالثا: نوبل فى الفيزياء : من العالم العربى والإسلامى (1) (عبدالسلام عالم باكستانى)
من اليهود (32)

رابعا : نوبل فى الكيمياء : من العالم العربى والإسلامى (2) إحمد زويل (مصرى- أمريكى)، إلياس خورى (أمريكى من أصل لبنانى)
من اليهود (22)

خامسا: نوبل فى الطب: من العالم العربى والإسلامى (2) بيتر مدور (إنجليزى من أصل لبنانى)، فريد مراد (أمريكى من أصل ألبانى)
من اليهود (44)

ولمن لا يعرف: يبلغ عدد اليهود فى العالم حوالى (15) مليون فقط مقارنة بالنسبة الى عدد المسلمين والعرب (1200) مليون.

فالمسلمون والعرب الذين يبلغ عددهم حوالى %20 من سكان العالم قدموا الى العالم (9) عالم وأديب فقط فازوا بجائزة نوبل، بينما اليهود والذين يبلغ عددهم أقل من (إثنين ونصف من الألف بالمائة) قدموا الى العالم (139) عالم وأديب الى الإنسانية. ألا تشعرون معى بالخجل !! وبدلا من أن نتهم اليهود بالتآمر وبمسئوليتهم عن كل البلاوى التى يعانيها العرب والمسلمين. لماذا لا نفعل مثلهم ونحسن تربية أطفالنا ونحسن تعليمهم، ربما يطلع منهم علماء وأدباء بدلا من إرهابيين ومتطرفين.

وسوف يطلع علينا من يقول أن مقالتى هذه جزء من مؤامرة صهيونية، ولكن صدقونى الأرقام السابقة هى حقائق، وأنا لست فى حاجة لعمل دعاية لليهود لأنهم أفضل منى كثيرا فى هذا المجال، ولكننى أريد أن أوقظ العقول والضمائر، وحثها للعمل الحقيقى بدلا من القتل العشوائى ، وليكن أبطالنا هم نجيب محفوظ وأحمد زويل والسادات وإلياس خورى وشيرين عبادى وعبد السلام، بدلا من صدام حسين وبن لا دن والظواهرى والزرقاوى الذين أصبحوا أبطال هذه الأمة التعيسة.

ياعالم أفيقوا وإتكسفوا على دمكم!!

[email protected]