العالم العربي الغبيّ والمستبدّ صوّت لكيري ضد بوش لجهله الأسطوري بأنّ السياسة الخارجية لكلّ منهما واحدة. لأنها من صنع المؤسّسات الديمقراطية التي تشتغل كطائرة بدون طيّار، وليست من صنع أمزجة وتخييلات الرؤساء. أما أنا فسأقترع لبوش. لماذا؟ لأن كلّ رئيس أميركي لا يحقّق مشروعه السياسي الخارجي كاملاً إلا في ولايته الثانية، عندما يكون قد تحرّر من ضغوط جماعات الضغط.. وخاصةً الموالية للحكومة الإسرائيلية.
وهكذا، فالمأمول أن يبادر بوش إلى حلّ النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، خاصّة إذا نجحت الفيروسات في ما لم تنجح فيه النخبة الفلسطينية: إزاحة عقبة عرفات من طريق السلام الطويل والشاقّ. ولماذا أيضاً؟ لأنّي أرى رؤوساً للإستبداد الشرقي قد أينعت وحان قطافها وأنّ بوش لَصاحُبها.