منظره يُلين القلوب ويفتح العقول، ويُضيق من خصومة الآراء

كثرت في الآونة الأخيرة التحقيقات الصحفية والتلفزيونية حول أسواق الوَرْد ببغداد، بداية من المشتل، وما يوحي به اسم هذا الحي من نعمة وخصوبة، إلى مركزها حيث تتجاور أسواقه وأسواق الكتب. مقابل ذلك يدور بأحياء بغداد شبح الإرهاب، سيارات مفخخة وخناجر تقطع الرؤوس من أجل عودة هيمنة الشر البعثي، الذي عقد حلفاً ليس مقدساً مع السلفيين من محليين وغرباء. ومختصر القول، إن ما بين الوَرْد والبارود هو مابين الخير والشر، وما بين الجمال والقبح، والصراع جارٍ بين التجارتين تجارة الحياة وتجارة الموت.
قستُ رخاء بغداد بنعمة رخص ثمن الوَرْد في سوقها العباسي بالموجعات التي تعرضت لها هذه المدنية على مر تاريخها: فيضانات، مجاعات، أوبئة، حروب وسلطة غشوم. فما قرأته عند ابن الفرات، المؤرخ لا الوزير، السنة (563هـ) من تاريخها أن الوَرْد رخص ببغداد حتى بيع كل مائة رطل بقيراط. والقيراط، كما تعلمون، عملة صغيرة تساوي نصف عشر الدينار، أو نصف الدانق، والدانق سدس الدرهم، ولبخس هذه الفئة من العملة العباسية عُرف أبو جعفر المنصور بالدوانيقي لبخله، فتأمل رخص الوَرْد آنذاك. لا أدري إن كان الوَرْد المقصود باقات طرية أو مجففاً أو سائلاً، فلو كان الأخير لقال صاحب الرواية ماء الوَرْد وأنهى حيرتنا! لكن مهما تكن حالته ووضعه فهو الوَرْد.
إن زراعة الوَرْد بهذه الغزارة التي تُهبط السعر، حسب مبدأ الطلب والعرض، تخبر عن زمن أكتفت فيه بالخبز، وأن هناك فضلة في جيوب البغداديين لشراء مثل الوَرْدَ أو مائه. حدث ذلك في عهد المستنجد بالله (555-566هـ)، الذي كان تسلسله في الخلافة الثاني والثلاثون من سبعة وثلاثين خليفة عباسي، ونقش خاتمه بعبارة "مَنْ أحب نفسه عملَ لها"، وتبنى سياسة حاسمة ضد السلاجقة، ونشط لإلغاء سلطنتهم، فانتهى خنقاً في الحمام من قبل أكابر دولته، وربما لقتله صلة بمرسوم إلغاء المقاطعات وعودتها إلى ديوان الخراج، الذي سنه وزير السلطنة السلجوقية نظام المُلك، بعد أن منعه عمر بن الخطاب عند دخول العراق.
أقول، لا بد لرخص الوَرْد من صلة بإزالة المكوس والمظالم عن كاهل الناس، وهي أهم ما وصف فيه عهد المستنجد. وربما القلة من العراقيين تعرف ما أشتهر على لسان مغنيهم الأثير ناظم الغزالي من شعر قيل إنه كان للمستنجد العباسي:
عيرتني بالشيب وهو وقار
ليتها عيرت بما هو عار
إن تكن شابة الذوائب مني
فالليالي تُزينها الأقمار

وبالنجف، وهي الصرح الديني والمعهد الفقهي، وضع بعض فقهائها وَرْداً على قبر حبيبته تحية وهدية، ومعنى ذلك أن الله لا يمنع تحية الوَرْد، وهو أجمل مخلوقاته. أنقل لكم من ذاكرة بكاء المنافي الأديب عبد الغني الخليلي ما شهد في مقبرة وادي السلام: أن الفقيه والشاعر السيد رضا الهندي أخذ يجمع أزهاراً برية، ويضعها على قبر جديد، صاحبت هذا الطقس الجميل أبيات شعر حزين، ولما سأله بعد مضي عشرين عاماً قال له الفقيه: "إنه قبر حبيبة لي ماتت وهي في العشرين من العمر، ومن فرط حبي لها نظمت ديواناً من الشعر، ولكني أحرقته بعد رحيلها". كان هذا الفعل المتحضر، والنادر بالنجف بين الفقهاء في الأقل، أحد فسح الدين والفقه لو أدرك المتدين قيمة الجمال ورقة الملامسة، وبطبيعة الحال مَنْ يستعمل الوَرْد تحية وهدية لا يفتي بالقتل والإيذاء. أقول لو أدرك الفقيه الجمال ورقة الملامسة فهناك مَنْ أفتى بتحريم استخدام الوَرْد في الأفراح والأتراح، ولا تخلق مثل هذه الفتوى غير الإرهاب وجلافة المعشر والمزاج. وما تبادل الوَرْد تحايا وهدايا في المناسبات والمجالس إلا علامة من علامات عودة التبغدد ويعني التحضر والتمدن، فمنظره يُلين القلوب ويفتح العقول، ويُضيق من خصومة الآراء.
وإلى الجنوب بعيداً عن بغداد والنجف، حيث قلب أهوار العراق عَمر مدير الناحية عبد المطلب سلسلة من الحدائق، وأحاطها بأشجار الكالبتوس وزين وسطها بالنخل الهندي، وجلب لها أوراد من كل نوع ولون (أشكال وأرناك) على حد عبارة الأهالي، وظلت عامرة بعد نقله إلى بلدة أخرى، نتذكره في مواسم الامتحانات حيث تطيب المطالعة تحت ظلها وبين ألوانها. وفي يوم من أيام صيف 1967 شاهدت رئيس البلدية طارق الخيُّون يوقف فلاحي وحراس الحدائق وبيده مجموعة وردات ذابلة وجدها مقطوفة ومرمية على الأرض، محققاً معهم لغفلتهم عن إيذاء الصبيان للوَرْد، وقطع وَرْدة الجوري قادت أحدهم إلى مركز الشرطة. وظلت الحدائق عامرة بأشجارها ووَرْدها، تعمر وتحمى بالأنفس من مواسم الفيضانات، ويعاد طلاء سورها الخشبي بألوان خضراء وبيضاء وحمراء زاهية في الأعياد والمناسبات. وظل الحال هكذا منذ بداية الخمسينيات حتى حلول الشر البعثي (تموز 1968)، فبعده غابت ليشيد على أرضها مقراً لحزب البعث، ويمتد طريق لسيارات الحزب.
ظل الوَرْد حتى عصرنا الحاضر بعيداً عن حياة عامة بغداد وفقرائها، لا في جيوهم ولا في بيوتهم فضلة له، لكن عدنان ابن مدينة الثورة، وطالب الثانوية في المساء والعامل في أحد المصانع، لم يترك عادته في أن يضع على صدره وردة جوري حمراء كل يوم جمعة، يشمها بين الحين والآخر، إلى جانب كتاب يكاد لا يفارق يده.كانت صلته بالورد والكتاب محل سخرية أصدقائه، من الذين يرون مظاهر الترف مهلكة لأمثال عدنان الذي لا تترك له خشونة الحياة شيئاً من النعومة مثل ملامسة الوَرْد، فهو من مدينة مهمتها تموين مساطر بغداد بالعمّالة منذ أنشأها الزعيم عبد الكريم قاسم، ولم يبادر إلى فرض اسمه عليها حتى جاء أبشع البشر ليسلب مناسبة تأسيسها بوضع اسمه واسم أبيه عليها، بعدها توارى عدنان ووردته وكتابه زمن الرعب آملاً أن لا يتوارى اسم مدينته "الثورة". لكن بعد اختفاء ذلك الزمن اختفى اسم المدينة ثانية فسميت بعيداً عن السلطة والقانون هذه المرة باسم "الصدر"، مع علم التاريخ أن جد الصدر الأعلى لم يفرض اسمه على يثرب، وعلي بن أبي طالب لم يفرض اسمه على الكوفة، وهو أول مَنْ كرمها بمنزلة العاصمة؟ وليس للصدرين المقتولين، محمد باقر ومحمد صادق، طمعاً في اسم مدينة، لكنها أهواء الأتباع! فهل سيعود عدنان وسط التشدد والتدحرج إلى الخلف أن يدخل مدينته الثورة معلقاً علامة العشق الوردة الحمراء على صدره وفي يده كتاب يختاره على هواه؟
لكل ما تقدم نأتي بشيء من أخبار هذه النعمة، وهي إن شرقت أو غربت لا تبتعد عن بغداد، حاضرة الدنيا آنذاك. للوَرْد أكثر من لفظ مجانس ومطابق، أغلبها لها علاقة بالماء، فبفتح الواو معناه: نور الشجر، وأنوار البساتين، وبكسرها: شرب الماء وطريقه ومنهله، والحيوان والطير الوارد، والجزء من القرآن، وللصوفيين نصوصهم الأوراد. وإن عبر الوَرْد، في المعنيين الآنفين، عن الربيع والرواء فمجانسه المطابق (الوِرد) يفيد معنى العطش والحمَّى والهلاك. قبل هذا عرف اليونان والرومان الوَرْد رمزاً للصبا والجمال، "وكانوا يخصونه بمعبوداتهم: أفروديتي وأروى وأورورا، ورأيناه منقوشاً على مبانيهم القديمة في بعلبك وغيرها، وقد اعتنى المصريون بزرعه أيام الفراعنة، وحضوه للمعبود هورس، وكان عندهم رمزاً إلى الرزانة والأمانة. وتنزه العراقيون القدماء بالوَرْد، فقال ابن الوحشية النبطي في زراعة السوسن عند البابليين: "هذا ما يتخذه أهل أكليم بابل، فيفلح فيها في البساتين والمتنزهات، وهو نبات يعمل في الأرض أصولا بعضها مدور وبعضها مستطيل... وهو أربعة أصناف: صنف منها ورده أبيض، وآخر أصفر، وآخر أسمانجوني، وآخر أسود، ورقها طوال كأنه الألسن".
حضر الوَرْد في التراث الإسلامي مع بقية النبات والزروع، في الكتب الطبية مثل: "القانون في الطب" لابن سينا (ت428هـ)، و"الجامع لمفردات الأدوية" لابن البيطار(ت645هـ)، و"الفلاحة النبطية". وحضر الكائن الجميل في كتب النثر الجامعة مثل: "نهاية الأرب في فنون الأدب" لشهاب الدين النويري (ت733هـ)، وكتب أخرى لم تصل إلينا، لعل أقدمها "فضائل الوَرْد على النرجس" لابن طيفور (ت280هـ)، وللشاعر البصري ابن لنك رسالة "في فضل الوَرْد على النرجس"، ذكر فيها مَنْ سمى ابنته وردة، مثل شرحبيل بن مسعود التنوخي، وعائد الطائي.
يروي التنوخي في "الفرج بعد الشدة" قصة عشق داود بن سعد التميمي لوردة بنت عائد الطائية كاد النعمان بن المنذر (ت640م) يقتله بسببها، لأنه زاره مستنجداً من شدة الوجد في يوم بؤس الملك، فذكره الملك بقوله في وردة:
وددتُ وكاتب الحسنات أنيّ
أقارع نجم وردة بالقداح
على قتلي بأبيض مشرفيَّ
وكوني ليلة حتى الصباح

لقوله هذا خيره الملك بين إخلاء سبيله أو متعة بوردة لسبعة أيام بعدها القتل، فاختار الخيار الثاني.
و وردة اسم أم صاحب المعلقة طرفة بن العبد (ت564م)، وهو القائل (لسان العرب):
ما ينظرون بحق وَردْة فيكم
صغر البنون ورهط وَردْة غيبُ

و وردة اسم ابنة سليمان بن صرد أمير التوابين المطالبين بثأر الإمام الحسين بن علي. هذا ولم تُكشف نسبة تسمية وردة هل تعود إلى الوَرْد الشجر، أم الوِرد عيون الماء؟ لكن وَرْد (بفتح الواو وسكون الراء) كان اسم متداولاً بين العرب، عُرف به والد الشاعر الصعلوك عروة بن الوَرْد (ت نحو 596م). والشاعر الجاهلي عنتر بن شداد قصد الوَرْد بألوانه وبهجته، بالقول:
والوَرْد بين مبهَّج ومفوّح
ومبهرج ومهرج وجلّل
يزهو بأحمر كالعقيق وأصفر
كالزعفران وأبيض كالسنجل

كما قصده الشاعر الجاهلي مقري الوحش، بقوله:
والوَرْد يحكي بالغصون مجامراً
نارٌ على ماء الحيا لم تجمد

جاء جناس الوَرْد في القرآن للتخويف بجهنم: "فأوردهم النارَ وبئس الوِرد المورود"، و"فإذا انشقت السماءُ فكانت وردةً كالدّهان"، أي شبه احمرار الوَرْدة.
وصنف ابن سينا ورد الدفلى صنفين: منه برّي ونهري، وورده أحمر له شوك، مرّ المذاق جداً، يقتل طبيخه البراغيث والأرضة. وترجم ابن وحشية لورد الغار: أنه مليح المنظر، وله منافع كثيرة، وذكر أن فلاحها رأى في المنام أنها عاتبته لعدم عنايته بها مثل بقية الشجر. دجنَّ النبط الأقحوان في البساتين، أبيض طيب الريح وسط الوردة أصفر، يساعد أهل الأرق على النوم، كما يعين على الجماع. ومن أحسن أنواع البنفسج ورد الياسمين، هو والنسرين كالأخوين. وعدد ابن الوحشية قدرات وردة الخزام في الطب النفسي، منها أنه يزيل الهم والكآبة، ويسكن الغضب.
وحصر النويري أشهر ألوان الورد بلونين، الأحمر والأبيض، جامعاً أشعاره وحكاياته في فصل "الوَرْد وما قيل فيه"، منه قول العماد الأصفهاني (ت597هـ):
قلتُ للوَرْد ما لشوكك يُدمي
كلَّ ما قد أسوته من جراح
قال لي هذه الرياحين جُند
أنا سلطانها وشوكي سلاحي

لعلَّ العماد أنتحل في البيت الثاني قول الخليفة جعفر المتوكل (ت247هـ): "أنا ملك السلاطين والوَرْد ملك الرياحين، فكل أولى بصاحبه"، وقال: "إنه يصلح للعامة" فحرمه على الجميع ولا يُرى الوَرْد إلا في مجلسه، فكان في موسمه يلبس الثياب الموَرْدة، ويفترش الفرش الموَردة. قيل: طلب المتوكل الوَرْد مرة في غير موسمه، فقال لندمائه: "أرأيتم إن لم يكن أيام الوَرْد لا نعلم نحن شاذكلاه (كلمة فارسية تعني يوم الفرح العظيم بالوَرْد-المحقق)، قالوا: يا أمير المؤمنين لا يكون الشاذكلاه إلا بالوَرْد، فقال: بلى، أدعوا لي عبيد الله بن يحيى، فحضر فقال: تقدم بأن تضرب لي دراهم في كل درهم حبتان، قال: كم المقدار يا أمير المؤمنين؟ قال: خمسة آلاف ألف درهم (خمسة ملايين أكثر من سكان العراق آنذاك)، فتقدم عبيد الله في ضربها فضربت وعرّفه الخبر، فقال: أصبغ بالحمرة والصفرة والسواد، وأترك بعضها على حاله... ثم عمد إلى يوم تحركت فيه الريح، فنصبت له قبة لها أبعون باباً، فأصبح فيها والندماء حوله، ولبس الخدم الكسوة التي أعدها، وأمر بنثر الدراهم كما يُنثر الوَرْد، فنُثرت أولاً أولاً، فكانت الريح تحمل الدراهم فتقف بين السماء والأرض كما يقف الوَرْد، فكان من أحسن أيام المتوكل وأظرفه". أليس يثير الغرابة أن يعشق جعفر المتوكل الوَرْد كل هذا العشق ويقتل اللغوي ابن السكيت ويمنع الجدل والمناظرة؟.
وصف وزير المهدي يعقوب بن داود مجلس خليفته: "مفروش بفرش موَرْد، متناه في السرور، على بستان فيه شجر، ورؤوس الشجر في صحن المجلس، وقد اكتسى ذلك الشجر بالأوراد والأزهار من الخوخ والتفاح، فكل ذلك مورد يشبه فرش المجلس الذي كان فيه". وشغف الوجهاء كثيراً بالوَرْد، حتى أصبح التعامل به شارة للجاه والنعمة والسرور. مما يذكر أن الوزير الشيرازي مدَّ، على هامش وليمته للسلطان البويهي، الحبال على عرض دجلة بين الرصافة والكرخ، نثر الوَرْد بكميات غطت الماء، فمنعته الحبال من الحركة. قال التنوخي: إنه رأى "وَرْداً أصفرَ عدد ورق ورده ألف ورقة، وآخر أسود حالك اللون، له رائحة ذكية، ورأى بالبصرة وردة نصفها أحمر قاني الحُمرة ونصفها الآخر ناصع البياض، والورقة التي قد وقع الخط فيها كأنها مقسومة بقلم".
لم يمنع ابن الرومي الشاعر اتفاق البشر على جمال الوَرْد وافتنانهم بروعته من هجاء هذا الكائن المبهج، قال:
يا مادح الوَرد لا تنفكَ عن غلطٍ
ألست تنظره في كف ملتقطه
كأنه سُرم بغلٍ حين يخرجه
عند البراز وباقي الروث في وسطه
فردَّ عليه عبد الله المعتز (ت296هـ):
يا هاجي الوَرْد لا حُييت من رجلٍ
غلطت والمرء قد يؤتى على غلطه
هل تُنبت الأرض شيئاً من أزاهرها
إذا تحلت يحاكي الوشى في نمطه

أما أبو دلَف فكان صادقاً في تشبيه تقلب الحبيب بموسمية الوَرْد:
أرى ودّكم كالوَرْدِ ليس بدائم
ولا خير فيمن لا يدوم له عهدُ
وحُبي لكم كالآس حسناً ونضرةً
له زهرة تبقى إذا فنى الوَرْد

وإن أشار القاضي عبود الشالجي في سياق كناياته إلى الأغنية:
أحبك، أحبك وأحب كل مَنْ يحبك
وأحب الورد جوري لأنه بلون خدك

عزف عن الإشارة إلى أغنية أشاعت روح الوَرْد بين العراقيين، هي أغنية "عمي يبياع الوَرْد" لحضيري أبو عزيز، لكن عذر الشالجي أن ثقافته بغدادية، وقد لا تطرب أذنه لغير البغداديين. وللوَرْد ومائه حضوراً في الألقاب العراقية، فقديماً كان أبو الحسن الماوردي، صاحب "الأحكام السلطانية"، وحديثاً كان علي الوردي صاحب "وعاظ السلاطين". ستحيا ببغداد ثقافة الوَرْد، وستعود تتبغدد به، بعد أن أرهقها البعثيون بشرهم، وما جلبوه لها من جيوش وغارات، وما زرعوا حولها من سلفية مقيتة، مسلحة بالحقد على نهرها وبساتينها ووَرْدها، لا تجيد غير لعبة الدم، وملامسة أدوات القتل.

[email protected]