مكاشفات عراقية جديدة في نقد محمد حسنين هيكل: الجولة الثانية

سّيار الجميل صاحب كتاب "تفكيك هيكل"

"سيشهد العام الجديد تداعيات سنة الغيبوبة وسيستيقظ العرب مفزوعين على حقائق جديدة" (هيكل)

الهيصة الامريكية
نواصل مكاشفاتنا النقدية لاراء محمد حسنين هيكل التي اذاعها في لقاء خاص لمناسبة رأس السنة الميلادية 2005، وقد ادارات اللقاء المذيعة خديجة بن قنة من خلال حوارها واسئلتها عن العراق خصوصا.. وقد واصل الاستاذ اجاباته لسؤال خديجة عن المقاومة العراقية والحاحها على هيكل ان يبارك ما يجري في العراق، فقال: " لما الهيصة اللي حاصلة في أميركا النهاردة ولما بنقول أن تشيني تحت النار، تشيني تحت النار لأنه لم يحسن أول حاجة تقدير عدد القوات اللازمة، لم يتخذ خطة لما بعد العراق كمل بعده بريمر فحل الجيش العراقي، طيب إذا أنا الأميركان عملوا خطأ فادح ساعات بيقول لي آيه بيقولوا لي المقاومة دي بتضرب المدنيين.. بتضرب مدنيين عراقيين وهم بهذا بيقصدوا الشباب المتطوع اللي رايح سواء في قوات الأمن العراقي المشتغل مش متطوع الواقع رايح يحترف.. يشتغل في قوات الأمن العراقية أو في قوات الجيش العراقي مشروع الجيش العراقي الجديد، طيب هؤلاء شباب رايحين مدنيين رايحين يتطوعوا لإنشاء قوة بوليس أو قوة جيش تواجه قوى متمردة أو قوى ثائرة إلى آخره لكي تخلق فيتنام جديدة في الحرب لكي تخلق جيش عراقي جديد بيعملوه الأميركان ويدربوه الأميركان في مواجهة مقاومة أمام مقاومة شعبية عراقية مهما التبست الظنون بي وأنا عارف أن فيها مشاكل كثيرة قوي ".
هنا وجهة نظر وليست مسألة معلومات، ولكن " الهيصة " التي يعتقد بها هيكل ومعه الملايين طبعا وسواء كانوا صادقين بها ام لا، فهو امر لا يهمني ابدا، فالرأي العام في الولايات المتحدة الامريكية سواء بوجود " هيصة " او بعدم وجودها ، فهو له مواقفه التي يعبر بها سواء من قبل الجمهوريين - والمحافظين الجدد في مقدمتهم - ام من قبل الديمقراطيين وتقاليدهم وارتباطاتهم.. ان مواقفه تكاد تكون مشتركة من ظاهرة تشغل كل العالم اليوم، بل وتخيفه وترعبه رعبا شديدا، انها ظاهرة الارهاب التي لا اعتقد ان الاستاذ هيكل لم يدركها حتى اليوم كظاهرة لهذا العصر الذي يشهد فعلا انقساما في العالم بسببها.. او ان الرجل يعلن امام الرأي العام العربي عكس ما يبطن في دواخله لاسباب تتعلق بموازنات فكرية وايديولوجية وسياسية كالتي تعلنها الشعارات القومية والدينية. وعليه، فالرأي العام الامريكي متفق على ان ثمة ظاهرة للارهاب تسود العصر وانها عّبرت عن نفسها بوضوح في يوم 11 سبتمبر 2001. وان ثمة قناعات غدت راسخة ليس لدى الرأي العام الامريكي حسب، بل لدى الرأي العام العالمي كله بأن من قام باحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 هم عرب مسلمون، فمن ينكر ذلك؟.. فالهيصة كما اظن غير موجودة اصلا، بل انها من اختراعات هيكل ومن نسج خياله! ونسأل: هل من المنطق ان نصّدق بأن الامريكان لم تكن لهم خطط اصيلة وخطط بديلة ومقترحات لمشروعات مستقبل ليس العراق حسب، بل المنطقة كلها؟ انهم يمتلكون انفاسا طويلة وخططا ذكية في كسب الجولة وهل يعتقد هيكل بأن السفير بول بريمر قد اختير اعتباطا لاداء مهمة عادية ام نوعية في العراق بعد ان وجدوا ان جي غارنر لا يتلاءم مع خطة ديك جيني! ان بول بريمر له خبراته وتخصصه في موضوع يندر فيه المتخصصون، هو ادارة الازمات ولما جاء وتسّلم مقاليد الامور في العراق بدأ بتنفيذ خطة صحيح تكلفتها عالية الثمن ضد كل من العراقيين والامريكيين وحلفائهم، لكنها ستضمن استمرار الخطة وبقاء اجندة الوجود المخطط له لسقف زمني ليس بالقصير.. وانني مدرك بأن " النص " اعلاه لهيكل لا يدري هو نفسه ما الذي يريد ان يقوله فيه.. ان اعادة قراءته ثانية تكشف عن ان الرجل لم يعد له شيىء يمكن ان يعطيه وخصوصا في الاسطر الاخيرة!

هل هي مقاومة ام ارهاب؟
وتبقى خديجة راغبة في احراج الاستاذ هيكل لتعيد وتكرر السؤال، فخديجة تعلم بأن جواب هيكل لم يقنع المشاهد العربي، فقالت: تسميها مقاومة أنت؟
دعونا نتأمل قوله واجابته. أجاب قائلا: " أنا بلاش اسميها لأنه أنا وإحنا كلنا، إحنا بعاد عن الساحة لكن أنا بقول لما أهم.. واحد من أهم المراكز الاستراتيجية في أميركا يسميها لي (Insurgence) ويتكلم عنها بهذه الطريقة أنا على أقل تقدير لا أستطيع أن أكون بعيدا ببساطة هنا في القاهرة ليلة رأس السنة وأقول والله هذا إرهاب أو أقلل من أهمية ده لأنه فيه مسألة مهمة قوي أنا عارف أن فيه إشكالية أنه أنا صعبان عَلي كل مدني وكل شاب وكل عسكري بينضرب لكن أنا أمام قضية أعقد من كده كثير قوي واجهتها أمم كثير قوي غيرنا في أوروبا وهي هذه المعادلة بين ما هو إنساني وما بين ما هو سياسي، في الإنساني نستطيع أن نحكم الأخلاق، في السياسي لا نستطيع أن نحكم إلا القوة على اختلاف مظاهرها سواء بدأت بالعنف انتهت إلى القوة القادرة هذا موضوع ثاني لكني أنا هنا.. واحد أمام إشكالية هل أترك هل يتركوا الأميركان أو هل يُترك الأميركان لكي يعوضوا أخطاء رامسفيلد الذي لم يستعد للحرب بقوات كافية.. الغزو في واقع الأمر أو خطأ بريمر لما راح حل الجيش العراقي لكي ينشأ لي جيش عراقي جديد من مدنيين يحتاجوا إلى عمل يوظفوا لكي يقتلوا أبناء أخواتهم وأبنائهم أو أن تجري عمليات مبكرة لكي تخيف أمثال هؤلاء وتبعدهم عن الانضمام لبوليس أو لأمن أو لجيش، أنا هنا أمام إشكالية شديدة جدا أنا.. ".
في كلام هيكل صحة ولكنه هروب مبّطن من الاجابة القاطعة.. انه يخاف ان يقطع بأن ما يحدث مقاومة او ما يحدث ارهابا! انه يميل الى جعلها " مقاومة " بدليل استشهاده بالتقرير الامريكي الذي جهزه امام المشاهد العربي كونه يتحدث عن العصيان، فلا هو مقاومة ولا هو ارهاب كما اراد هيكل ان يشيع ذلك باسم تقرير امريكي، والتقرير الامريكي لا يعلن ابدا عن مقاومة، بل ولا يمكنني ان اجد كلمة واحدة تشير الى ان ما يفعله العراقيون او غير العراقيين على الساحة العراقية لا يصّب في مصب الارهاب. ولا ادري لماذا لا يؤمن البعض بأنه جاهل فعلا فما دامت هناك مصالح امريكية او عراقية تتعّرض للخطر، فان كل العمليات مثل هذه هي ارهابية في الذهنية الامريكية، اذ حتى وان اعترف الامريكان بـ " المقاومة "، فهم يعتبرونها بالضرورة ارهابا.. فما الذي يريده العرب من الامريكيين؟ وعندما طلبت خديجة من هيكل ان يعترف بـ " المقاومة " كي تنتصر انتصارا كبيرا باسم القناة التي تعمل فيها، لم يجبها هيكل لما ارادت، بل قال: انه عصيان (Insurgence) كاهون الشرين، وحتى هذا استعاره من التقرير الامريكي سالف الذكر في جولتنا الاولى..

خديجة تشيع الانقسام بين العراقيين
نعم، حتى المذيعة خديجة بن قنة بدأت تشيع الانقسام بين العراقيين عندما تسأل محمد حسنين هيكل وبكل صراحة: هل ترى أستاذ هيكل أنها مقاومة سُنية بالأساس؟
قبل ان ندع هيكل يجيب، اسأل المذيعة خديجة سائلا متعجبا: حتى انت يا بروتس! يا خديجة انك تثيرين الانقسام في هيئة المجتمع العراقي وسواء علمت ام لم تعلمي بأن العراقيين جميعا لهم من الحساسية المفرطة من استخدام التصنيف المذهبي والطائفي، فكيف يمكنك ان تكوني مثل التقرير الامريكي الذي اجاز لنفسه اطلاق التقسيمات للعراق على اساس طائفي! وقبل ان ادعكم تستمعوا جواب هيكل، لاحظوا كم اصبح هذا الرجل يخشى من اطلاق الاحكام فيحيل الرأي لغيره دوما: ( بيتكلموا.. )، ( يمكن ان يقال )، ( زي ما حضرتك ما بتقولي )، ( اللي بيقولوا عليه.. ).. الخ
يجيب محمد حسنين هيكل: " الحاجة المهمة قوي أن هذا التقرير كمان حضرتك هقولك حاجة كمان لأني مش عايز أتكلم كثير قوي في التقرير ده، الواقع المقاومة بتتكلم هنا بيتكلموا المقاومة موجودة بدرجات متفاوتة لكن ليست هناك منطقة في العراق يمكن أن يقال أنها هادئة بالتأكيد زي ما حضرتك ما بتقولي أن المثلث السُني اللي بيقولوا عليه هو أكثر المناطق اشتعالا لأسباب تاريخية، الجنوب الشيعي الأميركان عملوا فيه أخطاء ماكانش ممكن حد قوات أميركية تتقدم بهذا الشكل المستفز نحو مراقد أئمة الشيعة أو الأئمة وبعدين نطلب من كل الشيعة في العالم كله سواء في إيران أو في سوريا أو في أي حتة في الدنيا أو في العراق طبعا.. في البصرة في الجنوب أنهم قاعدين يروا هذا المنظر ويتصوروا أن ده طبيعة أشياء ففي الجنوب فيه بالتأكيد.. " ( انتهى نص كلام هيكل ).
احب ان أسأل هيكل وبدوري ايضا، اذا كنت قد عوّلت على التقرير الامريكي، فلماذا انت ( مش عايز ) تتكلم كثيرا في التقرير؟؟ ولكن اود ان تعلم بأن هناك مناطق عراقية هادئة ولم نسمع بأي مشكلات خطيرة فيها. ثم أسألك: اذا كان العراق كله غير هادىء او مستقر، فما هي الاسباب التاريخية التي جعلت ( المثلث السني ) في العراق مشتعلا؟

توقعات هيكل للعراق لعام 2005م
ارادت خديجة ان يعطيها هيكل شيئا جديدا يلاءم طبيعة الاسئلة التي سألتها اياه عن العراق وان تقف معه وقفة استشرافية لعام 2005 عن العراق الذي لا ادري كيف يريدونه بعد كل ما جرى فيه. لقد اعطى الرجل صورة سوداوية قاتمة للعراق " فما هو جاري الآن في العراق سوف يستمر وسوف يتفاقم لأنه ليس هناك جديد، ورقة بتتشال من نتيجة بتعمل حساب لكن مابتعملش قيمة بتعمل عدد لكن مابتعملش نقطة فاصلة، هذه نقط فاصلة إحنا اخترعناها بالمواقيت والتوقيتات لكنها في التاريخ مش فاعلة فالموجود في العراق هو مزيد مما هو جاري الآن أو ما هو جاري الآن ومزيد منه مع أنه مع الأسف الشديد ووطن بيقع ".
نعم، ربما اتفق مع هذه التوقعات المتشائمة للعراق واكظمها وغيظي في اعماق نفسي، ولكنني كواحد من ابناء العراق لابد ان ابحث عن فسحة صغيرة وهامشا بعيدا اتفاءل به خيرا، بل ويستوجب ان اقول كلمة تصدر من الاعماق بحق العراق والعراقيين خصوصا ونحن نعرف ما العراق وما دور العراقيين لا بالنسبة لجيرانه الايرانيين والاتراك، بل لاهله واشقائه العرب وما قدّمه لهم في السراء والضراء! ان الذي يحز في نفوس العراقيين قاطبة ويدمي قلوبهم كلهم انهم لم يسمعوا من اشقائهم العرب وهم في محنتهم التاريخية القاسية ما يمكن ان يعبّر عنه كل صاحب ضمير حي وكل من يحمل فعلا اخلاق العرب القدماء الاصلاء للمشهد الصعب الذي يعيشه العراقيون.. ان العراقيين لا يريدون المساعدة من كائن من كان من العرب، بل هم بحاجة الى كلمة طيبة ومشاعر اصيلة ونداءات صارخة وادانات واضحة.. وكم وددت من الاستاذ هيكل ما دام قد وثق بالتقرير الامريكي ان يبقى مكملا لقراءته ليرى كم في هذا " التقرير " الذي كتبه كورسمان معلومات مهمة عما يصدره جيران للعراق كي يكتشف هيكل حجم التهديدات ودور كل من سوريا وايران في اثارة المشكلات في العراق حسب الذي تضمنه التقرير الذي اشاد به هيكل واعتمده، اذ لا ادري من اين بنى الرجل قناعاته بالسياسة الايرانية الحالية ازاء العراق كي يدافع عن تلك السياسة ,وهو لايدري ما الذي اصاب العراقيين!

هيكل يدافع عن سياسات ايران
كان باستطاعة هيكل ان يدافع عن تجارب ايران في تاريخها المشترك مع العرب من وجهة نظره، ولكنه لم يشهد فصول المشهد الدامي على امتداد تاريخ طويل بين العراق وايران اولا ولم يدرك ما الذي تريده ايران.. كما انه لم يدرك ما الاجندة الخفية التي تعتمدها ايران ازاء العراق، واقصد السياسية الايرانية وليس المجتمع الايراني.. صحيح، ان مصيرنا الاقليمي مشترك في مستقبل واعد بين دول المنطقة التي يسمونها بالشرق الاوسط والعراق في قلب هذا الشرق الاوسط ويمتلك قوة جيوستراتيجية مجاله الحيوي، ولكن وجود امريكا بكل ثقلها في العراق اجج السياسات الساخنة التي يتبعها العديد من جيرانه والتي اود من الاستاذ هيكل ان يتفحصّها عن قرب ليكتشف ان تصوراته القديمة لم يعد لها وجود هذه الايام.. فالمتغيرات الصعبة التي جرفت النظام السابق في العراق وعلى رأسها الطاغية الجلاد بدأت تؤتي ثمارها في التحولات ليس في العراق حسب، بل تكاد تكون مثيرة الان لدى كل شعوب المنطقة، اي بالاحرى انها بدأت التأثير في المنطقة، وان مجرد الخوف من التحولات، فهو جرس بدأ يدق ايذانا بالتغيير الذي تتطلع اليه الولايات المتحدة الامريكية التي اعتقد – وربما كنت مخطئا – ان لها خططها واجندتها الخفية التي لم يدركها احد.. وما تقارير كورسمان او غيره الا " مسودات عمل " ( Working Drafts ) تتضمن معلومات ودروس لما يمكن ان يكون من خطوات للمستقبل.

واخيرا: سيبقى العراق قلب الشرق الاوسط
اننا لا نقبل ان يغدو العراق، وهو قلب الشرق الاوسط، ميدانا حقيقيا للارهاب، فان ذلك سيؤدي حقا دوره في التغيير التاريخي للمنطقة ابان مطلع القرن الواحد والعشرين. ان الثمن الذي دفعه ولم يزل يدفعه العراقيون لابد ان يتحسس به اخوتهم العرب ومن يحيط بهم من جوار.. فاذا تضاربت مصالح دول عربية او غير عربية ضد امريكا، واذا ما تفاقمت كراهية العرب والمسلمين لامريكا والامريكيين فليس من حق احد ان يجعل العراقيين قرابين لهم! ولا اعتقد ان اي عربي صاحب ضمير حي لا يناشد العالم كله كي يستقر العراق ويعود اليه امنه ويتخلص من كل ارهاب، من اجل ان ينتصر تاريخيا ويحقق امانيه الوطنية بالاستقلال وان ينتصر سياسيا على درب الديمقراطية الطويل، وان يغدو قبلة اقتصادية في كل الشرق الاوسط ، وان يسود التعايش بين سكانه على احسن ما يكون، وان تبرز فيه قيادات سياسية وادارية وثقافية واجتماعية متنوعة وجديدة لفتح جديد في مطلع القرن الواحد والعشرين.. ولكن؟
هل سيدعه الاخرون يبنى تجربته التاريخية بمغادرة الاحتلال ترابه، ويحرر ارادته، ويطفىء ديونه، ويطالب باستحقاقاته، ويعيد اعماره؟ متمنيا على السيد محمد حسنين هيكل ان يصغي لصوت الحق ولنداء الضمير ليقول كلمة واحدة بحق العراقيين وينادي بوضوح عن موقفه من العراق والعراقيين وان يدين الارهاب والارهابيين، فالعراقيون ان فسح لهم المجال ورحلت القوات متعددة الجنسيات عنهم وتحقق الامن وبدأت العملية السياسية شرعوا طريقهم نحو المستقبل شريطة توضيح الخطط والاجندة الخاصة بأي مشروع في المنطقة.. انني لا يسعني في نهاية هذا الشوط الا ان اشكر اصدقائي الذين كانوا وراء كتابة هذه المكاشفة النقدية التي اعتقد اننا قد استفدنا منها جميعا.. متمنيا للعراق ولكل العراقيين فتحا جديدا في التاريخ بعد كل ما صادفهم من الويلات والحروب والقهر ودفع فواتير الاخرين واثمان التغيير.. فهل سيبدأ العراق حياته الجديدة بعد خروجه من النفق المظلم؟ نتمنى ذلك من صميم الاعماق.
[email protected]

ملاحظة توثيقية: اود ان يتفضل القارئ الكريم بأنني قد استحصلت شخصيا على موافقة البروفيسور انتوني بروكسمان الخطية قبل ايام لنشر معلومات وارقام التقرير الذي أصدره يوم 22 ديسمبر 2004 من خلال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة الامريكية.