-1- حرب الإرهابيين على الديمقراطية!

بالأمس كشف الاحتلال الإرهابي الأصولي الديني والقومي للعراق عن وجه الحقيقي عندما أُذيع شريط نُسب للإرهابي الزرقاوي يعلن بصراحة أن الديمقراطية كفرٌ، وأن الناخبين الذي يقترعون للديمقرطية هم كفرة، وسوف يتم تدمير كل مراكز الاقتراع الحر في العراق لأنها مراكز كفر وزندقة. وقال الصوت المخبول في الشريط: "لقد أعلناها حرباً مريرة على مبادئ الديمقراطية وكل من يسعى لتطبيقها".
وقال الشريط أيضاً: "المرشحون في الانتخابات يسعون لأن يصبحوا أنصاف آلهة والذين يصوتون لهم كفرة. ويشهد الله على قولي فقد بلغت ".
وهاجم الشريط الشيعة هجوماً وحشياً وقال: "إن الشيعة يعمدون لنشر معتقداتهم الخبيثة في بغداد والمناطق التي يهيمن عليها السُنَّة من العراق". ووصف الشريط المرجع الأعلى للشيعة في العراق، آية الله علي السيستاني بـ"الشيطان". ومن المعلوم أن الشيعة هم أكثر المتحمسين للانتخابات تحمساً كبيراً والمتعطشين للديمقراطية تعطشاً شديداً ،نتيجة للطغيان الكبير والماضي العسير الذي ذاقوا مرارته من فرعون الرافدين، ونتيجة للتهميش الذي لحق بهم طيلة أكثر من ثلاثين عاماً. في حين أن تراث السُنّة منذ 1400 سنة يعادي الديمقراطية أصلاً في العراق وخارج العراق، ويعتبر الانتخابات محرّمة كما أفتى بذلك الشيخ السعودي فوزان الفوزان، وكما قال مفتي فلسطين الشيخ عكرمة صبري في خطبة الجمعة في المسجد الأقصى في 7/1/2005 وقبل إجراء الانتخابات الفلسطينية الرئاسية الأخيرة بيومين. وسيكون السُنّة العرب أغبى الأغبياء وأتيس التيوس إذا ما قاطع قسم منهم الانتخابات، لأنهم بذلك يقدمون المجلس الوطني العراقي القادم على طبق من ذهب للفئات الأخرى. فالانتخابات ستجري بهم وبدونهم. وهي كالقَدَر الذي لا راد له، حتى ولو جفف الغزاة من الارهابيين االأصوليين دجلة والفرات، واقتلعوا كل نخيل العراق، وأحرقوا كل نفطه.


-2- أين الشرف المزعوم؟

إذن، فالغزاة من المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين أعلنوها حرباً مدمرة على الديمقراطية العراقية، بصراحة وبكل وضوح، فليكن، وعلى الإعلام العربي الذي يتشدق بالديمقراطية والدعوة إلى محاربة الفساد والشفافية أن يتنبه لهذا، ويعتبر كل من يدافع عن الغزاة من المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين هم من الإرهابيين الحقيقيين وليسوا من المقاومة المزعومة. لقد أحرج الزرقاوي بهذا الشريط حلفاءه من المعلقين السياسيين الدينيين والقوميين الذين جعلوا من الغزاة المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين المثال الأعلى في المقاومة الشريفة. فأين الشرف في هذه المقاومة التي جاءت لتقاوم الحرية والديمقراطية وبلسان واحد من أكبر شياطينها وارهابييها؟ وأين الشرف في هذه المقاومة التي تقتل في كل يوم العشرات من حماة هذه الديمقراطية وهذه الحرية والقائمين على تعبيد الطريق أمام مسيرة الحرية والديمقراطية العراقية الطويلة؟
لقد أحرج الزرقاوي الفضائيات الخرقاء والصحف السوداء التي تصفق له ليلاً نهاراً ، وتنشر أنهاراً من الأعمدة، وتذيع أكواماً من البرامج الممجدة للمقاومة "البطلة" في العراق. فأين هي البطولة في هذه المقاومة التي جاءت لتحطيم صناديق الاقتراع، وتثبيت طرق الاتّباع، ورفع أصوات الرعاع؟ أين البطولة في هذه المقاومة، وأنتم تزمّرون وتطبلون لها منذ أكثر من عام، وتعتبرون كل من يهاجمها ويكشف عورتها وعارها المشين من الخونة والعملاء وأتباع المارينـز؟

-3- لماذا كل هذه المقاومة؟
ولكن لماذا كل هذه لصناديق الاقتراع الحر من قبل الغزاة من المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين؟ الجواب، لأن في صناديق الاقتراع الحر الطريق إلى الحداثة والطريق إلى العَلمانية والطريق إلى الليبرالية وهي ما لا يريدوه الغزاة من المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين. لأن في صناديق الاقتراع الحر تكون السيادة للشعب، والزعامة للشعب، والقول الفصل لصناديق الاقتراع الحر، وليست لصيحات الرعاع، وهتافات الرعاع، وشعارت الرعاع.
لأن في صناديق الاقتراع الحر لا زعيم إلى الأبد غير صندوق الاقتراع الحر، ولا صوت غير صوت الناخب، ولا حاكم إلا من يأتي به صندوق الاقتراع الحر.
لأن في صناديق الاقتراع الحر كشف وفضح لخطاب الغزاة من المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين المتهافت والذي يقول بكل بساطة: "إننا حرب مدمرة ضد الديقراطية" كما أعلن الزرقاوي خيّب الله أمله.

-4- ماذا على العراقيين أن يفعلوا؟

على العراقيين أن يثبتوا للغزاة المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين أنهم مصممون على الحرية والديمقراطية وأن صناديق الاقتراع الحر ستكون مقبرة للرعاع الذين كانوا يصوّتون للطاغية بدمائهم وأرواحهم وبنسبة مائة بالمائة في آخر اقتراع مزيف قبل التاسع من نيسان المجيد 2003. وبذا، صدق فينا قول شيخ الأزهر سيّد طنطاوي من أننا حقاً أمة من الرعاع. على العراقيين أن يُصوّتوا بكل اصرار ويتحدّون الموت كما يتحدّونه كل يوم، لكي يقولوا للغزاة المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين أن فجر العراق الجديد سوف ينبثق من صناديق الاقتراع الحر.
على العراقيين أن يتوافدوا على صناديق الاقتراع الحر، وكأنهم يتوافدون لأداء صلاة العيد. فأي صلاةٍ أنفع عند الله من رفع صوت الحق، ومحاربة الطغيان من خلال صناديق الاقتراع الحر؟
وأي عيدٍ عند العراقيين أجمل من هذا العيد الذي يتنافس فيه المتنافسون الشرفاء لنيل شرف الخدمة الوطنية التي كانت مقصورة على حزب واحد، وطائفة واحدة، ومذهب واحد، وعشيرة واحدة.
على العراقيين أن يتوافدوا على صناديق العراق وكأنهم يتدافعون إلى ساحة الوغى دفاعاً عن شرف العراق، ومن أجل مستقبل أبناء العراق.
فأي وغى أشرف من هذه الوغى يوم الثلاثين من يناير الجاري، وقد وقف أعداء العراق من الغزاة المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين ضد شعب العراق كله، وضد ارادته وتصميمه.
لقد حارب الرعاع في الماضي مع الديكتاتور حروباً مجانية سنين طويلة شُطبت نتائجها بجرة مسمار من مسامير حذاء الديكتاتور، واليوم يحارب الشعب العراقي عير صناديق الاقتراع الحر لكي لا تتكرر حروب الدكتاتورية من جديد. والضامن الوحيد لهذا هو صندوق الاقتراع الحر الذي سيخرج منه الدستور، وتخرج منه كل مؤسسات الدولة السياسية وغير السياسية. وهو ما لا يريده الغزاة من المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين، واتباعهم من الإعلاميين ومن تبعهم إلى يوم الدين.
صندوق الاقتراع الحر هو مقبرة الرعاع.
صندوق الاقتراع الحر هو الكُوّة التي ستشرق منها غداً شمس العراق الدستوري والمؤسساتي الحر.
صندوق الاقتراع الحر هو حلم العراق منذ 1400 سنة وأكثر، وسوف يتحقق.
فاحرصوا، وصوّتوا أيها العراقيون، ففي أصواتكم الحرة صلاة المؤمنين بالحرية التي نادت بها كل الأديان والشرائع.

[email protected]