أعلن ناطق باسم "القاعدة" أن زعيم التنظيم أسامة بن لادن قد وجه بإيفاد ممثل عنه إلى الدوحة لتقديم اعتذار للحكومة القطرية عن عملية التفجير التي طالت مدرسة بريطانية كونها لم تكن مدرجة على قائمة العمليات التي ينوي التنظيم تنفيذها، وان منفذها قام بها على مسؤوليته الخاصة، وعلى حسابه الخاص.
وأضاف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكونية (واك)، أن ممثل بن لادن الذي رفض الكشف عن اسمه أو عن جنسيته أكد للحكومة القطرية التزامه بالاتفاق المبرم معها والقاضي بعدم تنفيذ أية عمليات تفجير أو تفخيخ أو تلغيم أو نحر أو بتر لأي أمريكي كافر على أراضيها رغم أنها تضم أكبر قوة انتشار أمريكية في الوطن العربي، طالما التزمت قناة "الجزيرة" بعرض نشاطات القاعدة وعملياتها في العراق وأماكن أخرى من العالم وعملت على إبرازها واستقطاب مفكرين قوميين وفقهاء للإشادة بها.
وأوضح الناطق أن "القاعدة" فوجئت بتفجير الدوحة كما فوجئ العالم به، وأن بن لادن عبر عن انزعاجه الشخصي لتنفيذه دون تشاور مسبق، خصوصا وأنه يأتي بعد جهود حثيثة بذلتها قطر عبر قناتها الفضائية لإطلاق سراح تيسير علوني أحد أهم قادة التنظيم في أسبانيا.
وقال أن ممثل بن لادن أعرب عن ارتياحه للوصف الذي أطلقته "الجزيرة على العملية، حيث وصفتها بـ "الانتحارية" وليس الإرهابية كما درج على ذلك الإعلام الإمبريالي وتابعه الصهيوني وذيله الإعلام العربي.
وكشف أن بن لادن طلب فور سماعة نبأ التفجير في وقت متأخر من ليلة أمس حسب التوقيت المحلي لدولة جبال تورا بورا، عقد اجتماع عاجل لقادة التنظيم تقرر خلاله حرمان منفذ العملية عمر عبد الله من دخول الجنة، وبالتالي من الحور العين والولدان المخلدين وكل أنواع الخمور الجنائنية لما تسبب به من إحراج لـ "القاعدة" مع الحكومة القطرية وقناة "الجزيرة".

ومضى الناطق قائلا: "إن المجتمعين شددوا على ضرورة التزام أعضاء التنظيم بالتعليمات التي تصدرها القيادة، وعدم تنفيذ أية عملية قبل تبليغها بوقت كاف حتى يتسنى لها القبول أو الرفض"، مضيفا أن بن لادن أكد أن لا تراجع عن قرار حرمان منفذ عملية الدوحة من الجنة، وذلك تعليقا على تقارير صحفية ذكرت أن ملا عمر زعيم "طالبان" حاول التدخل لثني بن لادن عن قراره باعتبار أن الغالبية العظمى من السلفيين تعد كل من يقتل نفسا بريئة بغير ذنب شهيدا، وان هذا الحكم ينطبق على حالة مفجر الدوحة.
ورفض الناطق التعليق على أسباب الصمت الرسمي العربي على حيال حادث الدوحة وما إذا كانت تعود إلى التشفي أو الشماتة، إلا أنه اعتبر برقية التضامن التي بعث بها الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى أمير دولة قطر تدخل في باب المزايدات السياسية، ورغبة باريس في استمرار تعاونها مع الدوحة لضمان صادراتها من الأسلحة إلى هذه الدولة الخليجية.

الجدير بالإشارة، أن العواصم العربية امتنعت عن التنديد أو استنكار تفجير الدوحة، فيما اكتفت الصحف ووسائل الأعلام العربية بنشر خبر التفجير دون تعليق.

إلى ذلك، علمت وكالة الأنباء الكونية، أن الحكومة القطرية ما تزال تحت تأثير صدمة التفجير غير المتوقع من حليف ظل يؤكد على الدوام احترامه لما وقع عليه من التزام بعدم زعزعة النظام القطري ووضعه موضع شماتة من جيرانه وكل من اكتوى بنار الإرهاب من الدول العربية والأجنبية.
وأفاد مصدر مقرب من الحكومة القطرية أن وزير الخارجية القطري كان أكثر أفراد الأسرة الحاكمة في قطر غضبا من التفجير، ونقل عن لسانه قوله : "هذه خيانة من بن لادن لا تغتفر"، وكذلك تهديده بان "قطر تفكر بالرد على دولة جبال تورا بورا ونقل المعركة إلى سفوح جبالها".
وأكد المصدر أن الوزير القطري رفض استقبال ممثل بن لادن، معتبرا الأمر محاولة لذر الرماد في العيون، ذلك أن التعامل الطويل لقناة "الجزيرة" مع "القاعدة" يثبت أن "المجاهدين" لا يتحركون إلا بأوامر مباشرة من زعيمها، وان الخلايا النائمة قد تظل نائمة لسنوات لكنها تتحرك بمجرد أن تتلقى منه الإشارة.

صحفي عراقي
[email protected]