... فماذا ننتظر لكى نمنعه؟!

تنبيه: نعيد نشر مقال الدكتور خالد منتصر لأنه أول من أشار إلىأن النقاب أصبح خطرا:

[لو كان الإرهابى صاحب حادثة تفجير الموسكى مرتدياً للنقاب ونجح فى إلقاء القنبلة والهرب بعيداً هل كان سيكتشف أعتقد أن الإجابة لا؟، فقد أصبحت الخيمة السوداء جواز هروب من الجرائم الأكثر سواداً، وتساءل الكثيرون إلى متى يظل النقاب فارضاً نفسه على مجتمعنا بهذه الصورة السرطانية وإذا رفع أحد صوته يقال له إخرس فالنقاب رمز الفضيلة، ولو سألت أى ضابط بوليس عما يتعبه ويحيره فى حياته فسيرد عليك مباشرة بأنه النقاب!، فهو يحول البنى آدم فى ثانية إلى شبح وأفظع شئ أن تطارد شبحاً أو عدة أشباح، وإذا تحول المجتمع إلى أشباح سينهار الأمن الداخلى وسنصبح كأمريكا التى تطارد قطة سوداء فى ظلام كهوف أفغانستان، وبمناسبة أفغانستان فهاهو الشادور أو النقاب الأفغانى يدمر هو الآخر الأمن القومى لهذا البلد المسكين الذى إبتلى بحكامه الطالبان من ناحية وبالتحالف الدولى من ناحية أخرى، وأعتقد أن الغرب فى معركته الحالية مع أفغانستان يشجع ولأول مرة على إرتداء النساء الأفغان للنقاب ويتمنى إستمراره على الأقل حتى تنتهى الحرب، والسبب بالطبع ليس إتقاء الفتنة ولكن لسهولة التجسس والتسلل إلى داخل أفغانستان، وهاهى أحلام التحالف الدولى تتحقق عن طريق الصحفى الفرنسى أو رجل المخابرات الفرنسى الذى وجد أن النقاب وسيلة أسهل وأرخص وأكثر أماناً من التنكر التقليدى، فأنت فى هذا النقاب الأفغانى ذى اللون الأزرق كائن بلاملامح وخيمة بلاتفاصيل، حتى العيون مختفية وراء شبكة من القماش السميك، و الضابط الفرنسى هذا هو أول الغيث أما ضباط الكوماندوز الأمريكان فى الخطوط الخلفية فى المراحل القادمة ماأسهل أن يستعملوا هذا السلاح التنكرى الرهيب للتخفى وسط الجموع الأفغانية والحصول على معلومات والمناورة بل والإقتحام من خلال هذا النقاب العجيب، وهكذا تجئ الضربة للطالبان من خلال أعز إنجازاتهم التى ينسبونها للإسلام وهو النقاب الذى إتضح أن النساء الأفغانيات غير مقتنعات به ومجبرات عليه بدليل أنهن أول مالجأن للحدود الأفغانية الباكستانية كان أول مافعلنه هو خلعه
وظهرت ملامحهن من تحت هذا القبر المتحرك، ولاأجد للتعبير عن تلك المأساة أصدق من السيدة الأفغانية التى أنشأت مدرسة سرية للنساء اللاتى حرمن من التعليم نتيجة للأوامر الطالبانية
وهى تصرح للصحفية أمل سرور التى قامت بجولة صحفية فى أفغانستان ونشرتها فى مجلة نصف الدنيا منذ فترة، قالت لها هذه السيدة "إننى أدين تلك الحركة الهمجية التى لم تجد سوى النساء بإعتبارهن القوى الضعيفة فى المجتمع فيصبون حقدهم علينا، إننى أرسل رسالة من سيدة أفغانية محبوسة فى خيمة ظلامية إسمها الشادورى يجعل المرأة كالعفريت أو الكابوس، عندما أرتديه أشعر وكأننى أقول للرجال إبتعدوا عنى لأننى فتنة، الشادورى يشعرنى بأننى خلقت من أجل أن أكون إناء للرجل!!".
[والجاسوس ليس هو الوحيد المستفيد من إنتشار النقاب ولكن الإرهابى والحرامى وحتى العاشق البصباص مستفيد، وليس الأمن القومى هو المخترق فقط بسبب النقاب ولكنه الأمن الجنائى الذى يصعب عليه أن يتعامل مع أشباح ينفذون جريمتهم بلاذيول أو ملامح يستدل بها عليهم، وسأسرد لكم إنعاشاً للذاكرة فقط أربع حوادث إجرامية، هذه الحوادث جرت فى مصر وليس فى أفغانستان، كان النقاب فيها هو البطل والفاعل الأصلى، وإستغل لممارسة أفعال منافية للأداب وخارجة على نظام الأمن العام وخداع مسئولين تحت راية الدين مستغلين هستيريا الورع الزائف والإدعاء الأخلاقى
الشكلى.

*
الحادثة الأولى كانت فى محافظة الغربية وفيها ظل الزوج الطبيب المخدوع قرابة العامين يستضيف فى بيته بل فى حجرة نومه عشيق زوجته، والذى كان يستغل النقاب فى تنفيذ جريمته البشعة، وبالطبع كان النقاب هو الستار الذى يختفى وراءه الشاب العشيق وكان أيضاً المبرر الذى كانت تنكر به الزوجة الخائنة على زوجها طلبه فى التعرف على صديقتها فالرد دائماً جاهز: صديقتى منقبة وماتنكشفش على رجاله، وكان الله فى عون النيابة والقضاء فإثبات التهمة على العشيق المنقبة شئ فى منتهى الصعوبة بل يقترب من المستحيل، أما الدكتور المخدوع فعليه العوض فى شرفه!.

*وماكاد المجتمع المصرى يفيق من تلك الكارثة حتى حدثت كارثة أخرى كادت تعصف بكيان المجتمع كله وذلك أثناء مشكلة رواية حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر" والتى تسلل فيها المتطرفون إلى المدن الجامعية لطالبات الأزهر وبدأوا فى توزيع المنشورات المهيجة وانطلقت شرارة المظاهرات التى مات وجرح فيها شباب فى عمر الزهور وبالطبع إختفى المنقبون فى الزحام وضاعت الحقيقة تحت الثوب الخيمى الأسود الداكن،، والحادثة الثالثة هى عن الفناة وفاء مكى؟، فقد إختفت الفنانة وفاء مكى مايقرب من عشرين يوماً عن أعين البوليس والسبب أنها كانت ترتدى النقاب للإختفاء عن أعين رجال الأمن، وكان من الممكن أن تختفى عشرين عاماً لولا أنها ذهبت للتفاوض مع والد الخادمة على التنازل عن المحضر ولكن تم ضبطها والقبض عليها فى بركة السبع، وهكذا إحتمت الفنانة هولاكو
بنت فرانكشتين بالنقاب حتى تختفى عن أعين البوليس وصار غطاء الجسد هو بوابة الجريمةأما الحادثة الرابعة فهى أكثرهم كوميدية فقد إسترعى إنتباه بعض المراقبين فى إحدى لجان الإمتحانات إزدياد عدد الممتحنات المنقبات، وقد فسر هؤلاء المراقبون ذلك السلوك بأنه زيادة إيمان وتقوى وورع، ولكن الحقيقة أنها كانت زيادة فهلوة وكذب وسرقة فقد إستغلت الطالبات النقاب حينها لإخفاء أحدث وسائل الغش السريع العابر للجدران واللجان وعيون المراقبين، وكانت تلك الوسيلة الموبايل الذى يعمل بالإهتزازات!!

[ومن التجربة العامة إلى التجربة الشخصية حيث شغلنى موضوع النقاب أول ماشغلنى أثناء فترة التكليف حين كنت مسئولاً عن وحدة صحية فى الطالبية بالهرم وكان فى نطاق مسئولياتى
صيدلية الوحدة والتى كانت تشرف عليها زميلة منقبة أخبرنى سكرتير الوحدة أن أختها المنقبة تحل مكانها أثناء تزويغ المنقبة الأولى، ولم أستطع وقتها بل لم أجرؤ على كشف ذلك السر لأن المشكلة لم تكن فقط فى إستحالة كشف الملامح بل فى إستحالة سماع الصوت، وذلك لأن أجنبياً مثلى لايصح له أن يستمع إلى عورة!، وبالطبع تلاشت السيطرة الإدارية وإختلطت الأجازات بالتزويغات بعدم الرغبة فى العمل تحت مسمى "أنا منقبة " وأنا فوق القانون، وكنت أتساءل ومازلت :إذا كانت الحكاية كذلك وإذا كانت المذكورة قد أصدرت فرماناً بسجن نفسها داخل خيمة فلماذا إذن الخروج إلى العمل ووجع القلب من أصله؟!!!!.

والنقاب قبل أن يكون زياً فهو رسالة لها شفرة مفادها "أنا أعلى منكن قدراً يامتبرجات وأنا المؤمنة الوحيدة "، والنقاب قبل أن يكون حماية مزيفة من نظرات الفضوليين فهو إزعاج أمنى واضح وصريح، فالبديهية الأولى هى أن أهم مايحافظ على الأمن العام وتمكنه من متابعة المشتبه فيهم
أن تكون لهم ملامح واضحة، فالمشتبه لغوياً مشتقة من الشبه وبالطبع الشبه فى حالة المنقبة لامحل له من الإعراب، والبحث عن إنسان بلا شبه وبلاملامح هو بحث بنظارات شمس غامقة عن قطة سوداء فى ظلام دامس، ففى السوبر ماركت من الممكن أن تتسلل الأشياء خلف النقاب، وفى حوادث المرور من العادى جداً أن تزوغ المنقبة من أعين الشرطة، وفى المصالح الحكومية من الممكن جداً أن يختلط الحابل بالنابل ويفقد الرئيس السيطرة على مرؤوساته المنقبات، كل ذلك لأن الوجه وهو أول مفردات التواصل الإنسانى والتعارف البشرى قد وضعنا عليه اللثام وعلقنا لافتة ممنوع الإقتراب والتصوير!

[كل ماسبق يجعل منع النقاب من قبل أهل الحكم فى أى دولة مسلمة ضرورة لسد الذرائع فهو يمنع إنتحال الشخصية والتنكر لأداء أعمال تخريبية، ويسمح بالتأكد من هوية الأفراد وشخصياتهم، خاصة أنه حتى الدين معنا ومعهم فى هذه النقطة، فالنقاب ليس زياً دينياً مفروضاً وهذا هو المدهش، و الكل يخاف الاقتراب من تلك النقطة الحساسة بدعوى أنهن سيدات متمسكات بصحيح الدين، والنقاب فى الواقع ليس من صحيح الدين فى شئ وسنثبت ذلك بالأدلة الشرعية، ولأن النقاب خرج من كتب الفقه ليستقر فى ملفات المباحث المصرية والمخابرات الطالبانية والأمريكية، فعلينا أن ندخل حقل الألغام ونناقش الأمر بشجاعة.

[تعتمد حركة طالبان ومعها منقبات العالم الإسلامى كله فى فرض النقاب على آية أساءوا تفسيرها وحديث مطعون فيه سنداً وعقلاً ومنطقاً، أما الآية فهى قوله تعالى "وليضربن بخمرهن على جيوبهن "، ويقول الشيخ الغزالى رداً عليهم "هذا التفسير يحتاج إلى تأمل، إذ لوكان المراد إسدال الخمار على الوجه لوجب القول "ليضربن بخمرهن على وجوههن " مادامت تغطية الوجه هى شعار المجتمع الإسلامى، ومادامت للنقاب هذه المنزلة الهائلة التى تنسب إليه، وعند التطبيق العملى لهذا الفهم إضطرت النساء لإصطناع البراقع أو حجب أخرى على النصف الأدنى للوجه كى يستطعن السير، فإن إسدال الخمار من فوق يعشى العيون ويعسر الرؤية، ومن ثم فنحن نرى الآية لانص فيها على تغطية الوجوه، ولاشك أن بعض النساء فى الجاهلية وعلى عهد الإسلام كن يغطين وجوههن مع بقاء العيون دون غطاء، وهذا العمل كان من العادات لاالعبادات، فلاعبادة إلا بنص.

أما الحديث فهو حديث عن إبن أم مكتوم الذى دخل على زوجتى النبى صلى الله عليه وسلم -أم سلمة وميمونة- والنبى حاضر فقال لهما النبى :إحتجبا عنه، قالتا يارسول الله إنه أعمى ولايبصرنا، فقال النبى :أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه "، وقال الشيخ القرضاوى عن هذا الحديث "إنه لم يسلم من الطعن فى سنده ودلالته "، وهناك حديث آخر يروج له دعاة النقاب عن عائشة تقول "كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات، فإذا جازوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه"، وقد ضعف علماء الحديث هذا الكلام الذى مازال البعض يرددونه.

وقد ذكر الشيخ الغزالى فى كتابه السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث عشرة أدلة على وجوب كشف الوجه منها:
1- إذا كانت الوجوه مغطاة فمم يغض المؤمنون أبصارهم؟، أيغضونها عن القفا والظهر، فالغض يكون عن الوجوه بداهة.
2- والحديث القائل" إذا رأى أحدكم إمرأة فأعجبته فليأت أهله 000"الى آخر الحديث فهنا فيه رؤية، وحكى القاضى عياض عن علماء عصره -كما روى الشوكانى -أن المرأة لايلزمها ستر وجهها وهى تسير فى الطريق.
3- وأيضاً الأمر بكشف الوجه عند الحج أو فى الصلاة، والتى يعتمد عليها مؤيدو النقاب فى أنه يجب ستر الوجه فيما عدا ذلك، ويرد الغزالى بسؤال مفحم وهو هل إذا أمر الله الحجاج بتعرية رؤوسهم فى الإحرام كان ذلك يفيد أن الرؤوس تغطى وجوباً فى غير الإحرام؟!!!!بالطبع لا.
4- فى أحد خطب الأعياد التى أمر فيها النبى النساء بالتصدق تم ذكر أن إمرأة سفعاء الخدين سألته -الخد الأسفع هو الجامع بين الحمرة والسمرة -فمن أين عرفت أنها سفعاء الخدين إذا كانت منقبة؟!.
5- وعن سهل بن سعد رضى الله عنه أن إمرأة جاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -فقالت :يارسول الله جئت لأهب لك نفسى، فنظر إليها رسول الله فصعد النظر إليها وصوبه 0000إلى آخر الحديث"، والسؤال فيم صعد النبى النظر وصوبه إن كانت المرأة منقبة.
6- جاءت إمرأة إلى النبى -صلعم-يقال لها أم خلاد وهى متنقبة تسأل عن إبنها الذى قتل فى إحدى الغزوات فقال لها بعض أصحاب النبى :جئت تسألين عن إبنك وأنت متنقبة؟، ويدل إستغرابهم على أنها كانت عادة وليست عبادة وليس العلماء المعاصرون فقط هم الذين أدانوا النقاب وأثبتوا أنه ليس من صحيح الدين ولكن معظم الفقهاء القدامى إتفقوا معهم فى ذلك الرأى مثل القرطبى وهو مالكى والخازن وهو شافعى وبن كثير وهو سلفى وحتى إبن قدامه وهو حنبلى، كل هؤلاء لم يقروا بفرض النقاب.

[وإذا تركنا كتب الفقه وإتجهنا لكتب التاريخ وعلم الإجتماع فسنجد أن النقاب عادة قديمة جداً لم ينفرد بها المسلمون بل هى أقدم من الديانات السماوية فقد عرفه الآشوريون والبابليون والفرس، والمدهش أنه لم يكن مقتصراً على النساء بل إرتداه الرجال أيضاً، فكان بعض فرسان العرب فى الجاهلية يلبسون النقاب إذا حضروا لسوق عكاظ للتخفى ممن يريدون الثأر منهم، وتجد هذه العادة موجودة حتى الآن فى بعض مناطق الشمال الأفريقى الذى يتبرقع فيه الرجال، ولم يكن الدافع فى تلك العصور
دينياً كما يقول الدكتور شوقى الفنجرى بل كان الهدف ينحصر فى الوقاية من الظروف المناخية والتخفى عن الأعداء، وأيضاً لم يكن النقاب حينذاك دليلاً على العفة فبالعكس وكما يقول كتاب المرأة العربية فى الجاهلية كان النقاب أكثر شيوعاً بين البغايا لإخفاء وجوههن فى الطريق، وفى لقاءات العشاق وفى ذلك يقول الشاعر الجاهلى الحارث بن كعب :"ولاطرحت عندى بغى قناعها!!"، وبعدها أصبح النقاب تقليداً إقطاعياً حين كان الإقطاعى يعتبر زوجاته وحريمه مثل خيله وأبقاره ملكاً
ومتاعاً له لابد أن يعزله عن العيون، وجاء الإسلام وحرر المرأة وكما ذكرنا فى السابق لم تعرف المرأة المسلمة النقاب على عهد الرسول - صلعم- بل ظهر النقاب فى بداية إنهيار الدولة الإسلامية فى عصر المماليك الذين كانوا يعتدون على النساء مما ألزمهن بيوتهن وعرفن وقتها اليشمك والبرقع 000الى آخر هذه الأسماء التركية البغيضة، وتوغل الفكر التركى المتخلف حينذاك، فكر الحرملك والمشربية والخصيان، وسيطر على فكرنا الإسلامى ومن ضمن الوثائق الطريفة التى تبين كيف شوه الأتراك إسلامنا الحنيف وثيقة فرمان السلطان سليمان بن سليم فى القرن ال16 والذى أصبح بموجبه المالك الحر لكل أرض مصر ، وبما أننا قد تعودنا على أن تزيد نغمة التدين الزائف والشرف المفتعل مع ظهور السرقة وتفشى الظلم الإجتماعى فقد كان لابد أن يحتوى الفرمان على هذه الجملة التى تداعب غرائز الجهلة فقد قال السلطان لافض فوه "كل إمرأة تسير كاشفة وجهها فى الطريق بغير نقاب تعاقب بقص شعرها بالشفرة -الموسى-وتمتطى حماراً بالمقلوب وتعرض فى الأسواق العامة "!!!

[كان النقاب هو المرادف للأنثى المتاع الشئ الجارية المحظية، وقد صدق قول شاعر النيل حافظ إبراهيم حين قال:

ليست نساؤكم حلى وجواهراً
خوف الضياع تصان فى الأحقاق

ليست نساؤكم أثاثاً يقتنى
فى الدور بين مخادع وطباق

تتشكل الأزمان فى أدوارها دولاً
وهن على الجمود بواقى
ربوا البنات على الفضيلة إنها فى الموقفين لهن خير وثاق
وعليكم أن تستبين بناتكم
نور الهدى وعلى الحياء الباقى

ومن الشعر إلى القانون الذى لايعترف فى البطاقة الشخصية أو فى الرخصة أو فى جواز السفر إلا بالسافرة الوجه، أى أن الوجه هو مرآة الإنسان وهويته فلماذا نخاف ويصيبنا الرعب إذا قرر عميد كلية أو مدير مؤسسة أو ناظر مدرسة منع النقاب، ونظل نهاجم من يفعلون ذلك وننافق من يجبرن على خلعه وكأنهن تعرضن لهتك عرض!!!، النقاب ليس فرضاً وإنما هو من بقايا عصر الإقطاع والعبودية، وهو فى هذا العصر المعقد المتشابك ليس من قبيل الحرية الشخصية بل هو من قبيل الخطر الأمنى والإجتماعى، وهو لا يلغى الوجه فقط بل يلغى العقل أيضاً وينفى دور المرأة الإجتماعى، ويشارك في هذا الوهم بعض الرجال الذين يعانون من الهوس الجنسى والغيرة الكاذبة المصطنعة وعدم الثقة بالنفس، هؤلاء هم مدمنو هجر صحيح الدين لجيتو التنطع الزائف والشكلية المقيتة التى تجعلنا نعيش شيزوفرينيا حادة هى نتيجة أن كل فرد يريد فعل أى شئ أو إرتكاب أى فوضى يهددنا بأنه يمارس صحيح الدين ويحتكره، والحقيقة أنه يهدد المجتمع و الفرد وقبل كل ذلك الدين نفسه.

[email protected]