-1-
مدخل أساسي
كان العراقيون ابان العهد الملكي 1921 – 1958 يسّمون الوزارات ويكنونها بالقاب رؤسائها، فيقولون بالسعيدية والعسكرية والسعدونية والهاشمية والسويدية والباجه جية والجمالية والمرجانية.. وكانت العادة ان يكّلف الملك أحد القادة المعروفين بتشكيل وزارته فيبدأ باختيار رجاله خلال ايام وربما خلال ساعات، ويعرض الاسماء على الملك بكل يسر وكانت الوزارة تبرز للوجود من دون اي محاصصات طائفية ولا اي توافقات حزبية ولا اي لعب باوراق ولا اي مفاوضات.. كان الوزراء من الشخصيات المعروفة كونهم قد اشتهروا لأسباب سياسية او عمرانية او بلدية او اقتصادية او اجتماعية.. وسواء قبلهم هذا الطرف او ذاك، فان هويتهم كانت عراقية صرفة من دون اي ميول ولا اي اتجاهات.. وحتى المعارضة برجالاتها كانت معروفة بعراقيتها مهما تنوعّت افكارها وتياراتها الليبرالية او الراديكالية والقومية.. فالعراق بيت جميل حضاري رائع بابنائه الوطنيين والمتمدنين العراقيين ولكنه سيغدو بيت كسيح بشراذمه الطفيليين والطائفيين والشوفينيين والمتحللين وغربائه الطامعين!

-2-
ولادة قيصرية
هنا، نقّدم التبريكات والاماني الطيبة للاخ الدكتور ابراهيم الجعفري على تشكيل وزارته الجديدة، ولقد انتظرت بعض الوقت لأكتب عنها كي ارى ردود الفعل الداخلية واسمع واقرأ ما الرؤية الدولية والاقليمية للمستجدات العراقية، وكلها تراوحت بين تأييد عارم من طرف وبين معارضة صارخة من أطراف آخر. ولقد وجدت بأن الذين وافقوا وارسلوا بتأييدهم المطلق او الحذر قد تنوعوا على غرار المعارضين الذين تباينت ردود فعلهم من انتكاسات سياسية الى هياج دموي شهدناه على مدى الايام التي جرى فيها الاعلان عن الوزارة التي ولدت ولادة قيصرية! وقد آليت اليوم ان أسمي الوزارة الجديدة بالجعفرية كي الفت الانظار، ولكن ليس على غرار شعارات عاطفية كالتي سمعناها (نريد قائد جعفري.. والبيت كله حيدري)، بل من اجل ان نتعظ من دروس التاريخ قياسا وتيمنّا بعهد عراقي ملكي مضى برغم كل مثالبه السياسية، ولكنه عهد العراقيين الصادقين المتمدنين سواء العسكريين منهم والمدنيين.. عهد الساسة الديمقراطيين والليبراليين والاستقلاليين والقوميين والراديكاليين الحقيقيين سواء كانوا من السلطويين او من المعارضين الذين احبوا العراق وتسّموا ببيته ولم يخلقوا لهم لا مرجعيات ولا بيوتات اخرى ولا مجالس ولا فيالق ولا كتائب ولا جماعات ولا قوات ولا دكاكين على الطرقات ولا هيئات علماء دين.. ان ابرز ما يمكن معالجته ما حدث من متغيرات صعبة في دواخل المجتمع العراقي، فمن مدن غارقة في جحيم القتل والارهاب الى مدن باتت لا تعرف الا الاشباح.. الى مدن هجرها المثقفون والاحرار.. الى مدن لم تعد تسمع الا اللغة الفارسية فيها.. الى مدن غارقة في ظلام الحياة.. الى مدن يرتعب الناس من مستقبلهم.. ولعل اكثر ما يعقد اللسان ان يلتقي المرء بعراقيين قضوا سنوات طوال في الغرب وحصلوا على شهادات عليا وهم ما زالوا يتبركون بهذا ويمسحون بذاك ويلطمون الخدود ويشقّون الجيوب.. ويشركون مقدساتهم التي احترمها لذواتهم في قراءاتهم السياسية ومبادئهم الوطنية!

-3-
المحاصصة ستفني العراق
آليت ان أسميها وزارة جعفرية تيمنا برئيسها الاخ الدكتور ابراهيم الجعفري الذي وعد الناس انه سيعمل من اجل العراق وانقاذ العراقيين وقد نجح في تشكيل وزارته الصعبة من اسماء عرفنا من كان وزيرا سابقا، ولكن منها ما هو غير معروف ومنها ما هو غير مؤهّل أبدا متبعا مبدأ المحاصصة الذي بات وكأن العراقيين ليس باستطاعتهم الفرار عنه او التخلّص منه، وهو خيار صعب ليس بالنسبة لمن ترّبى على الطائفية الدينية او الانتماءات الاثنية والاعتكاف في محاريبها وتقاليدها واعرافها، بل انها صعبة جدا لا يمكن تخّيلها على من ينحى منحى التمدن والتحضر والعلمنة.. وهو يحلم بالعراق الجديد ليس على النحو الذي يريده الساسة المتدينين الجدد.. فضلا عن ان مبدأ المحاصصة اجده في تضاد حقيقي مع مبدأ المواطنة ومع العملية الديمقراطية التي تسود في كل المجتمعات المتقدّمة، حيث تلغى فيها الحواجز والهويات والانتماءات والمرجعيات والتمايزات الا على اساس التباينات السياسية الحقيقية التي يشكلها المشاركون، فتكون اختلافاتهم سياسية محضة او حتى ايديولوجية ان كانت تجربة الديمقراطية جديدة كما هي التحولات في العالم الاشتراكي سابقا.. اما وقد بات العراق مشرذم دينيا وطائفيا ويتم التعاطي سياسيا مع حزمة من الانقسامات المتنوعة، فهذه هي بدايات انقسام العراق واقعيا والتي نبهنا اليها منذ سقوط النظام الجائر السابق، ولكن لا حياة لمن تنادي!

-4-
احلام العصافير
عندما سقط النظام الجائر السابق.. كان العراقيون يحلمون بعراق متمدن جميل له مشروعاته في الحياة وتأثيره في العالم المعاصر.. عراقيون كانوا يحلمون بأن الخلاص لا يتم الا بعراق مدني لا بعراق ديني.. عراق معاصر يمشي نحو الامام ولا بعراق متراجع نحو الوراء دون استقامة الطريق.. كانوا يحلمون بأن من يمارس الديمقراطية ينبغي ان يحمل فكرا متنوّرا منقطعا شفافا مشرقا وليس فكرا معتما وظلاميا وميكافيليا.. كانوا يحلمون بقادة توكنوقراط اذكياء حقيقيين لا علاقة لهم أبدا بدكاكين الاحزاب البالية او باشتراطات القوى البليدة او باجندة الجيران المستوردة او بشعارات مرحلة فوضوية .. بل هم اناس يعملون وفق رؤية عراقية واحدة لا تفرّق ولا تمّيز ولا تفتح الابواب لمن يزحف من عبر حدودنا الغربية عهدا او لمن يتغلغل من حدودنا الشرقية في عهد آخر!! كانوا يحلمون بقيادات لها مكانتها وتخصصاتها من اجل شغل المرحلة الانتقالية الخطرة من دون اي مشروعات تحسب لهذا الطرف او ذاك! كانوا يحلمون بسلطة قوية تصلح الاخطاء وتقّوم القضاء وتقضي على الترسبّات وتحاسب كل المختلسين والمجرمين والقتلة.. قادة لامعون لهم القدرة على منازلة الامريكيين سياسيا ليفاوضونهم على مصلحة البلاد لا ليتلقوا الاملاءات فقط.. عراقيون كانوا يحلمون بأن لا خلاص من الاوضاع الشاذة الا بتأجيل هذا السعي المحموم للسلطة لمن هّب ودّب من كل الاطراف! كانوا يحلمون بمعالجة الاوضاع الصعبة والانتقال من الاهم الى المهم، لا ان تسود المساومات وتعالج الافتراضات ولكن ذلك لم يحدث.. وحتى اللحظات الاخيرة، كانت بعض النخب العراقية تأمل ان يشكّل الاخ الجعفري وزارته من رجالات ليسوا بسياسيين، بل بمختصين براغماتيين عمليين يؤدون امانتهم خلال اشهر ليسلموا العراق لمن يتأهّل امام العالم في الانتخابات القادمة التي من دون شك ستكون افضل بكثير من الانتخابات السابقة بفعل تغيّب الملايين عن الاولى.

-5-
الانتخابات وتجربة الطرف الاخر
ذاك التغّيب المفجع عن الانتخابات الاولى من قبل ملايين العراقيين مهما كانت طوائفهم، هو الذي اخّل بالتوازن السياسي في البلاد والذي لم يقّدره البعض حق قدره ولا الاعتراف باسبابه الحقيقية التي زادت في تفاقم الوضع سوءا. هذا " التغّيب " الذي بات في تفكير البعض سّبة لم يكن كله نتاج مقاطعة قد حدثت عن قصد وسبق اصرار، بل لأن ملايين العراقيين وفي مدن وقصبات وأحياء كاملة كانت معتقلة في قبضة الارهاب.. وكانت الفلوجة قد خرجت لتّوها منحورة من كل الاطراف نظرا لوقوفها الخاطىء! واخذها رهينة من قبل جماعات من هنا وهناك.. وكنت اتصّل بالموصل لأسمع ردود فعل الناس هناك اذ غدت بيوتهم معتقلات لهم، ومورست خلال تلك العملية الانتخابية شتى انواع التهديد والوعيد.. كما وثمة تزويرات قد حدثت في مناطق سهول الموصل والقرى المتنوعة فيه.. لقد نجحت التجربة في مناطق نجاحا باهرا ولكنها اخفقت في اماكن اخرى وهذه وتلك من العراق وليس من بقعة اخرى غير العراق. فكيف باستطاعة اي عراقي ان يكون منصفا ليتحدث باحرف التفضيل بين طرف على حساب الطرف الاخر يكون قد ساهم الى جر العراق الى الخراب!

-6-
التراشق الطائفي
ان التراشق الطائفي الذي لم يكن موجودا على الاقل سياسيا واعلاميا بات يهدد العراق في بواطن حصونه. انني اجد ان اطيافا عراقية وسياسية منتخبة باتت تتحدث باللغة الطائفية، بل وكّرس الواقع الطائفي رغما على انوفنا.. بالوقت الذي تعاف النفس من ذكر اي طائفة بات اي قيادي منتخب يتحّدث باسم الطائفة ويستعلي على الاخرين انما يساهم في قتل المواطنة العراقية في عمقها! ان الطائفية باتت شرعة مذ اتخذها العراق الجديد له منهجا وعنوانا وبدأ التراشق مذ تسمّى هذا بـ " البيت.. " ظهر ما يقابله باسم " هيئة علماء.. "! وغدت السياسة العراقية تمتد الى مرجعيات الطرفين.. لقد اكلت الطائفية الاخضر واليابس من حياة العراق السياسية والايام القادمة ستولد جحيما بحيث تتولد قناعات مخزية بالتقسيم.. نعم، تقسيم العراق سيغدو ضرورة جماهيرية سيصفق لها الاعداء من المتربصين بالعراق في كل حدب وصوب خصوصا ان استمرت الاوضاع المأساوية كما هي عليه والتي تذكيها الطائفية. عندما قلنا منذ سنين بأن العلمنة (والتي اسميتها بالاهلنة) هي العلاج الوحيد للعراق، ولمّا شددّنا عليها، انتقدنا الاسلاميون العراقيون سنة وشيعة، وها هم بدكاكينهم يوزعون حلوى العراق ويتقاسمون حصصهم من الوليمة وسط التهاب المجتمع العراقي.. والاعتى من ذلك انهم يضحكون على انفسهم قبل ان يضحكون على الاخرين عندما ينادون بالمجتمع المدني والديمقراطية وهم فرحين بذلك وهم يعملون باسم هذا الطرف الديني او ذاك! ان اي عراقي يتخذ من اثنيته او عرقه او دينه او مذهبه او مدينته او قبليته وعشريته منطلقا لمحاكمة الاخرين من العراقيين، فلقد ساهم في ابقاء الارهاب وحرق كل الاوراق! فان كانت هناك عفونات اجتماعية دعوها مدفونة تحت التراب الى الابد يا ابناء العراق كيلا تفوح روائحها وتقتل هذا الذي نسمّيه بالعراق الجديد!

-7-
لا للدكتاتورية الجمعية
لقد ولدت حالات طارئة وجديدة على المشهد السياسي والاجتماعي العراقي لا يمكن ان يستوعبها غيرنا نحن العراقيين.. لقد ولدت لدينا مناخات وتوفرّت عندنا قناعات وبرزت فينا شراكات وتبلورت هناك تحالفات وتفاهمات.. ولكنها مع الاسف كانت من اجل السلطة وتوزيع المناصب والكراسي لا من اجل مبادىء او برامج او مشروعات من اجل العراق .. لقد حدثت لأول مرة شراكات سلطوية بين المتدينيين والشيوعيين وبين الراديكاليين والليبراليين وبين القوميين والوطنيين، ولكن ليس مع كل القوى والفصائل والنخب السياسية والثقافية العراقية.. لقد ساهم العراقيون بأنفسهم في دفع العملية السياسية نحو الامام وخصوصا مشاركة الشعب في الانتخابات كظاهرة لم نجد لها مثيلا.. فلماذا اخفق القادة العراقيون في تشكيل وزارة وحدة وطنية؟ وعندما اقول بوزارة وحدة وطنية ينبغي ان لا ينتهي التفكير بالاخ اياد علاوي، اذ حسنا بقي الرجل مع طاقمه خارج التشكيلة الحالية، اذ انه قد فشل فشلا ذريعا في استعادة الامن والنظام.. فدعوه وشأنه في الجمعية العامة لنرى تجربة سياسية جديدة نتمنى ان تنجح ولكن ليس في الاطار الذي وضع الاخ الجعفري نفسه فيه! ومن ثم دعونا نقارن بين التجربتين. وأسأل: لماذا اخفق العراقيون في ان يجدوا امامهم وجوها لا معرفة لهم بها! لماذا زاد العراقيون في اللعب باوراق خاسرة؟ لماذا يقلل الساسة والقادة الجدد من حجم ما يجتاح العراق من الصخب والفوضى العارمة والقتل والتخريب والتفخيخ وفقدان الامن والنظام..؟ لماذا لم يحاسب من قًصر في اداء مسؤوليته وخصوصا في عهد مجلس الحكم وفي عهد الاخ الدكتور اياد علاوي؟ لقد سمعنا عن اختلاسات وتخريب ونهب.. فهل ستتم محاسبة اصحابها؟ لماذا لم يعترف القادة الجدد بأنهم مشغولون بسلطاتهم ومدنا كاملة تعيش الويلات والكوارث؟ لماذا لم نشهد اي وقفة للوزارة السابقة لتقديم منجزاتها ونقد اخطائها وتصرفاتها على ايامها؟ ما الذي يقّوم العملية السياسية اذا انتقلنا من دكتاتورية الفرد الى دكتاتورية الجماعة؟

-8-
درء العراق عن الجحيم
لقد قضى الرجل ثلاثة اشهر وهو يبحث في سوق التوافقات عن شراكات ومحاصصات ودخل مفاوضات وخرج من مساومات حتى خرج علينا بوزارة انتقالية ستوكل اليها مهام جسيمة للغاية في مرحلة صعبة ومليئة بالمخاطر.. ثلاثة اشهر والعراقيون يعانون الويلات والثبور وعظائم الامور نتيجة تفاقم حجم الارهاب وتناحر القوى وتشبث الوزارة المؤقتة السابقة بالكراسي.. مع طرح مشروعات من هنا وهناك من دون ان يتنبّه أحد اليها.. هذه الوضعية السياسية التي يعتبرها البعض دليل صحة وتطور في العملية السياسية للعراق الجديد، يراها آخرون دليل تراجع وتقهقر ونكوص عن المشروع الحضاري العراقي الذي كانوا يحلمون به.. ولابد ان نعترف ان العراقيين ينقسمون اليوم الى طرفين اثنين لا ثالث لهما الا ذلك البعد الغادر الذي يطعن العراقيين في نحرهم متمثلا بالارهاب والذي اعتقد انه يزول في حالة توفر المناخ السياسي الذي يجعل العراق دولة ومجتمعا فوق كل الميول والاتجاهات والمحاصصات.. وفي ما عدا ذلك، فان الانقسام الصعب سيولد جحيما من الاوضاع التي لا يحسب اليوم حسابها والتي اود ان الفت النظر اليها متمنيا ان يقّدر العقلاء صرختي هذه من اجل مستقبل العراق.. وعند ذاك يتعّين على العراقيين ايجاد حل تاريخي اذ سيجدون انفسهم شاؤوا ام ابوا وراء انقسام العراق. وهذا هو الهدف الذي تريده بعض الاطراف الاقليمية والدولية ويصفق له في سرّه بعض العراقيين مع كل الاسف! ان ذلك لو حدث – لا سمح الله – فسينهش المفترسون من المحيطين بنا اشلاء العراق ولا يبقوا عليه ابدا. انني لا اناشد اولئك المتعصبين المتطرفين والعصابيين والانقساميين والطائفيين.. بل اناشد كل العراقيين الاصفياء المخلصين والاوفياء لترابهم ووطنهم وارضهم المقدسة التي حافظ عليها الاباء والاجداد منذ الاف السنين. اناشد كل العراقيين بمختلف الوانهم واطيافهم واشكالهم واجناسهم.. فهم نبت هذا العراق قبل ان يكونوا اي شيىء آخر.

-9-
صرخة اطلقها
اتمنى من الاخ الجعفري ومن معه على دست حكم العراق ان يقرأوا جيدا حالة الاوضاع الصعبة التي منيت بها دواخل العراق كافة من دون ان تدغدغه مشاعر الفرح وهو يسمع الاهازيج المؤقتة التي يبرع ويتفنن العراقيون في أدائها لكل حاكم يحكمهم ولكن ما ان يمضي الى حال سبيله لأي سبب من الاسباب حتى يلعنونه لعنات أبدية.. ولكن ما ان صحوا على انفسهم حتى عادوا وقالوا: اين نحن من ايامه وحكمه؟ ليسمع من يقف على رأس السلطة في عراق اليوم انهم يحكمون بلدا من اصعب البلدان في هذا العالم وان مصالح العراق العليا لابد ان تكون فوق اي اعتبار، واخاطب الاخ الجعفري مع رعيله بأن لا يفرّق بين العراقيين ابدا ولا يسعى لشق ما قد حدث من انشقاقات حتى اليوم.. انني انصح الاخوة الحكام الجدد من العراقيين الجدد ان ينفضوا ايديهم ولو قليلا من حزبياتهم وارتباطاتهم ليعملوا من اجل العراق كله.. ان الطائفية وباء للعراق السياسي والاجتماعي. ويعلمنا تاريخنا بأحرف ساطعة بأن العراقيين قد اعطوا ولاءهم الواضح لزعيمين وطنيين اثنين فقط في تاريخه المعاصر، هما: الملك فيصل الاول والزعيم عبد الكريم قاسم – رحمهما الله - لأنهما جعلا العراق قبلتهما الحقيقية وعدّوا العراقيين مادة عشقهم.. فهل يتعلم القادة الجدد من دروس الماضي شيئا، ام ستغلب عليهم مناخات التشقق والتعامل بعشرات المكاييل بين العراقيين؟؟

-10-
واخيرا.. من اجل العراق
واخيرا، اتمنى على الوزارة الجعفرية الجديدة ان تسير بخطى ثابتة وفق المبادىء الوطنية وتعمل على تقويض كل ما يعّوق المسيرة التاريخية وتحقيق الامن والنظام والاستقرار استعدادا لبناء الدستور الذي سوف لن يجد الحياة – لا سمح الله – ان بقيت الاوضاع تسير من سيىء الى أسوأ.. ان على الحكومة الجديدة ان تفاجىء العراقيين والعالم كل يوم بانجاز جديد، وان تعمل على تحقيق التطلعات كافة وان تتخلص وتفّض العلاقة مع رموز العهد السابق، وتنشط لاعادة بناء العراق وتعمل من اجل الانتخابات القادمة وتستعد مع كل العراقيين لاستقبال مستقبل جديد وفق الخطوط التي يجمع عليها كل العقلاء.. اتمنى ان تؤخذ كلماتي على محمل الجد، فلست من المنتمين الا الى العراق والله يشهد على ما اقول وليس لي من هدف الا ان العمل من اجل مصالح العراق العليا ورفع دوره في الافاق واعلاء اسمه بين دول العالم.

[email protected]