بهية مارديني من دمشق:استعرضت الأمانة العامة لجبهة الخلاص في سورية تردي الأوضاع الداخلية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، في جميع المجالات، حيث ازداد عدد المعتقلين واشتدت وطأة الاعتقال على الأحرار والشرفاء، ولاحقت المحاكم الصورية الناشطين والمثقفين، وحُكم بالقانون 49 بلا رحمة على جيل من الشباب الأبرياءquot;.

وأشادت الجبهة في البيان الختامي لاجتماع الأمانة العامة لجبهة الخلاص الوطني في سورية في دورتها الرابعة، والذي تلقت ايلاف نسخة منه ، بالقوى الكردية ومؤازرة القوى والشخصيات السياسية التي شاركت في الاعتصام الذي تم في يوم 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2006، بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين للإحصاء المجحف الذي حُرم بموجبه عشرات الآلاف من المواطنين الأكراد من الجنسية. واعتبرت الجبهة هذا الاعتصام صورة من صور الوحدة الوطنية في مواجهة التعسف والظلم.

و توقفت الأمانة العامة للجبهة ، التي اسسها في بروكسل عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري المنشق وعلي صدر الدين البيانوني المراقب العام للاخوان المسلمين في سورية ، عند تدهور الحالة الاقتصادية، وتفاقم الأزمات والعجز عن معالجتها، وتفشي الفساد المالي والإداري مما زاد حالة التوتر انسداد الأفق أمام الشباب الذين باتوا يرون أن استمرار النظام يشكل خطورة كبرى على مستقبلهم ومستقبل البلاد، بالإضافة إلى ذلك ازدياد الفقر الذي وصل إلى وضع خطير يقارب المجاعة.

كما وقفت الأمانة العامة مطولاً أمام ما وردها من تقارير من محافظات مختلفة داخل الوطن حول نشاطات مريبة للسفير الإيراني في دمشق، كما تلقت العديد من شكاوى المواطنين بخصوص جهود تبذل لتجنيد مواطنين سوريين في خدمة المشروع الإيراني في المنطقة. ورأت جبهة الخلاص في هذه الأنشطة التفتيتية خطراً على وحدة الأمة، لذا طالبت الحكومة الإيرانية بالوقف الفوري لهذه الأنشطة وسحب هذا السفير الذي تجاوز حدود مهمته الدبلوماسية. كما حذرت الأمانة العامة ....من مغبة اللعب بالنار الطائفية، في محاولة مكشوفة لتغيير هوية الشعب السوري القومية والمذهبية مما لم يعد يخفى على أحد. وقالت إن دفع الأموال وبناء المؤسسات والحسينيات وتوزيع الكتب والمطبوعات وأشرطة الكاسيت، يهدد مباشرة الوحدة الوطنية في سوريا، في وقت أحوج ما يكون فيه المجتمع السوري إلى التلاحم والانصهار.

و اطلعت الأمانة العامة على الاتصالات التي قام بها عدد من أعضائها مع عدد من الدول العربية والأجنبية، وقومت النتائج الإيجابية التي تمخضت عن هذه الاتصالات، وعبرت عن ارتياحها لهذه النتائج.

هذا وعقدت الأمانة العامة سلسلة من الاجتماعات بتاريخ 10 - 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 ، وتابعت الأمانة العامة تطور العلاقة مع القوى السياسية والاجتماعية داخل الوطن، ودرست التقارير الواردة من هناك وسير الاتصالات مع مجموعات سياسية واجتماعية وعدد من الشخصيات الوطنية بهدف الإعداد لمرحلة التغيير، وعبرت عن ارتياحها للتجاوب مع مشروع الجبهة للتغيير الوطني.

واكدت انه بالمتابعة للمجريات على الساحة الفلسطينية، ناشدت الأمانة العامة الأشقاء الفلسطينين التمسك بوحدتهم الوطنية، ونبذ كل عوامل الفرقة. كما اعلنت عن تعاطفها مع معاناة الفلسطينين، واستنكارها لكافة أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني وأعمال القتل والتدمير التي يقوم بها جيش العدوان في ظل صمت عربي ودولي. ودعت الجبهة المجتمع الدولي والحكومات العربية للعمل على وقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني ودعمه لنيل حقوقه الوطنية المشروعة.

ولفتت الى انه في سياق الوضع المتأزم في لبنان، اكدت الأمانة العامة تمسكها باستقلال لبنان وسيادته ووحدته أرضاً وشعباً، ورأت في عبث النظام السوري على الأرض اللبنانية محاولة لضرب القوى اللبنانية ببعضها، في محاولة يائسة لاستعادة هيمنة النظام السوري على لبنان، وللتغطية على دوره في الجرائم، بما فيها جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري... ودعت جميع الأطراف اللبنانيين إلى تجنب الوقوع في هذه الهاوية .. لأن الفتنة ستكون محرقة للبنان ولسورية.

و ناقشت الأمانة العامة الوضع الخطير في العراق الشقيق وتصاعد العنف وسقوط العشرات من الأبرياء يومياً بسبب الصراعات البينية التي لا تخدم العراقيين، وتشكل خطراً حقيقياً على حاضر العراق ومستقبله. واخيرا دعت كافة المواطنين لتعزيز وحدتهم الوطنية استعداداً ليوم قريب يتحمل فيه السوريون مسؤولياتهم في تغيير النظام القمعي وبناء دولتهم الديمقراطية المتحررة من الخوف والظلم والاستبداد والفساد.