ميراكل: فيلم لبناني يحصد الجوائز العالمية

كارمن لبّس في لقطة من الفيلم
رولا نصر من بيروت: miracle "ميراكل" هو عنوان الفيلم السينمائي للمخرج اللبناني الشاب جورج حمصي، والذي جال على عدد من عواصم العالم، عائداً بجوائز مشرّفة كان آخرها جائزتي أفضل سيناريو وافضل إخراج في مهرجان فيلادلفيا السينمائي في الولايات المتحدة الأمريكية.
بأحلامه وطموحاته اللامحدودة، أراد جورج حمصي أن يتحدى. ومن خلال فيلمه، أثبت أن الفن والإبداع ليسا حكراً على أحد. الصدفة أيضاً لعبت دورها في حياته، هو الذي درس بداية لأربع سنوات الطب العام، ثم انتقل فجأة دون تخطيط مسبق، الى دراسة الإخراج في الجامعة اليسوعية في بيروت، وأكمل دراساته العليا في فرنسا.
أفكار كثيرة ظلّت راسخة في ذهنه ومخيلته منذ العام 1998 عندما كان في قبرص، ودخل السفارة الأمريكية هناك، طالباً الحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة. هناك، وخلال حديثه مع موظفة السفارة، يسالها عن العطر الذي تضعه، فتسأله بدورها: "أنت لبناني؟"، يجيبها بنعم، فتطلب منه البقاء لمساعدتها في الترجمة للمتقدمين للحصول على فيزا ولا يجيدون الإنكليزية. من هذه الأحداث، استوحى جورج حمصي قصة فيلمه miracle والذي نفّذه في مشروع

التخرج (من إنتاج الجامعة 2004)، ليسلّط الضوء على تناقضات كثيرة يعيشها المجتمع اللبناني، بمختلف طبقاته وانتماءاته وطوائفه... والأهم كيف ان طلب الفيزا والعيش في أمريكا، صار حلماً، وكيفية التعاطي بين موظفي السفارة والمواطنين من منظار أحداث "11 أيلول"، بعد أن يبرز المخرج وجع المواطن في عدم المساواة وتكافؤ الفرص.
تدور الكاميرا السينمائية على قمسين، الأول في الباحة الخلفية لمبنى السفارة، لما يقارب الخمس دقائق مع موسيقى اختيرت بعناية وتمشي مع عقارب الساعة، لتشير الى عبء الوقت وملل الإنتظار. وفي القسم الثاني، حيث صالة الإنتظار وإجراء المقابلات بين المواطنين وموظفي السفارة. رموز كثيرة ودلالات عدة، أبرزها الأرض والشباك وكأن الفيزا الأمريكية صارت بمثابة العبور من الأرض الى السماء...
بهذه الرؤيا الخاصة، والكادرات المتميزة، والمونتاج الرائع الذي لعب الدور الأكبر في تجسيد افكار المخرج الموهوب، استطاع فيلمmiracle أن يضيف الى لائحة المبدعين اللبنانيين إسماًَ جديداً آمن بموهبته فبرع، ومبشراً بمستقبل كبير.


المخرج حمصي يعطي تعليماته
الفيلم من إنتاج الجامعة اليسوعية، التي تنتج لأول مرة فيلماً لأحد طلابها سينمائياً وذلك بعد أن آمنت بالفكرة، صوّر بكاميرات 35 ملم، مدته 25 دقيقة، من تمثيل كارمن لبّس وكارلوس عازار.
في مهرجان برلين، نال الفيلم جائزة أفضل مونتاج وتنويهاً على الفكرة، وشارك في مهرجانات فرنسا، إيطاليا، برشلونة، ونال مؤخراً جائزتي أفضل سيناريو وافضل إخراج في مهرجان فيلادلفيا الأمريكي كما أشرنا سابقاً. هذا ويشارك قريباً في مهرجان الأرجنتين لتمثيل لبنان، بالإضافة الى مشاركات اخرى حيث يجول الفيلم مدة شهرين على حساب مهرجان فيلادلفيا الأمريكي.
جورج مستقرّ حالياً في بيروت، ولديه الكثير من الأفكار الرائدة، بعد أن عمل في الإعلانات وفي محطات تلفزيونية فرنسية منهاm6 ونفّذ عدة افلام قصيرة، ينوي حالياً الدخول في مجال إخراج الفيديو كليب، مع الإشارة الى أن فيلمه عرض يوم أمس في بيروت، ضمن مهرجان "أيام بيروت السينمائية".

[email protected]

www.temple.edu/nextframe/winners.html