وانتصرت هند الحناوي

هند الحناوي
محمد عبد الرحمن من القاهرة: لم يكن مساء السبت بالتليفزيون المصري عادياً بأي حال من الأحوال ، حالة من التوتر والترقب سادت ستديو (1 ) بالدور الأرضي من المبنى العملاق، الكل ينتظر حضور أحمد الفيشاوي لبرنامج "البيت بيتك" ليدلي باعترافات مثيرة ويبوح لأول مرة بحقيقة علاقته بهند الحناوي، تواجدت إيلاف داخل كواليس التصوير ورصدت ما حدث لحظة بلحظة، وكان ما حدث يفوق كثيراً تنبؤات كل من تواجدوا في المكان والذين استقبلوا فاروق وأحمد الفيشاوي وكذلك هند الحناوي ووالدها وابنتها .

جاء الفيشاوي الكبير وولده قبل موعد بدء البرنامج الذي يذاع على الهواء مباشرة بحوالي 35 دقيقة وهما في قمة أناقتهما دخلا سريعاً لاستراحة الأستوديو ثم حضر الإعلامي محمود سعد صاحب الخبطة التليفزيونية، كان الفيشاوي الصغير يحمل ملفاً أصفر اللون ملئ بالأوراق مما أوحى للبعض أنه سيرد بالوثائق على الاتهامات الموجهة له، بعد دقائق صعدا الإثنان إلى غرفة التحكم، وكان الوضع حميمياً للغاية مع المتواجدين ودخل الفيشاوي الصغير في حوارات ضاحكة مع بعض الحاضرين ومعه والده الذي انشغل أحياناً بالحديث في المحمول و تدخين السجائر ولم تظهر كثيراً علامات التوتر على أحمد ولهذا لم يتوقع الحاضرون ما حدث .

بدأ البرنامج البداية التقليدية لربع ساعة تقريباً ثم انفرد محمود سعد بالفيشاوي الصغير وعلى عكس المتوقع لم يشارك فاروق في الحوار، وأخذ الفنان الشاب الكلمة ففتح الملف وأخرج صور المحاضر المحررة ضده وفند مزاعم زواجه من هند الحناوي وقال " لم ولن أتزوج هند الحناوي" و" لقد فعلت ذلك حتى أصل لما وصلت له اليوم، الفضيحة " و " كيف أمارس العلاقة معها في شقة والدي كما زعمت وأنا أمتلك شقة خاصة وسيارة " و " تقول لا أتذكر أول موعد للمعاشرة الزوجية بيننا ، وهذا غير طبيعي لأي بنت تتزوج لأول مرة " ثم كرر السؤال الذي رددته عائلة الفيشاوي وخصوصا سمية الألفي طويلاً " أين كان والدها عندما كانت إبنته تنام خارج المنزل " وهنا تدخل محمود سعد وقال له هذه ليست مشكلة أو ثغرة قوية في دفاعك فرد بثقة "ولكن من تكذب في الصغيرة تكذب في الكبيرة " .

الفيشاوي
ظل الوضع هكذا لفترة وبدا للجميع أن الفيشاوي جاء ليؤكد النفي خصوصاً عندما قال " لم تربطني بهند علاقة عاطفية" و" علاقة العمل استمرت خمسة أيام وبعدها أسبوعين من الصداقة الخفيفة " و"لم أقل لها يوماً بحبك يا هند أو أنا عاوز أتجوزك " هنا قال سعد وماذا حدث إذن ليفجر الفيشاوي المفاجأة وقال "لو كان حدث شي فأنا أخجل من قوله و حياءى يمنعني منه " وأضاف " لست عالماً في الدين ولي أخطائي كأي بشر وما حدث سأظل أندم عليه طوال حياتي وأدفع ثمنه حتى أموت " هنا اتضحت الأمور وأعترف الفيشاوي بهذا الكلام أنه أقام علاقة غير شرعية مع هند الحناوي ومع ذلك لم يعترف بالطفلة "لينا" بل قال سأنتظر تحليل الحامض النووي وبعدها نرى، أي انه يضع احتمالاً أن لا تكون الطفلة طفلته رغم اعترافه، و سأله سعد وماذا لو أثبت الطب الشرعي ذلك قال سنرى وسأنتظر رأي الدين ليظهر هنا دور الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف والذي أكد أنه جاء ليتكلم في قضية عامة ولن يخصص الحديث عن الفيشاوي و الحناوي وكان ملخص ما قاله أن ثمرة العلاقة المحرمة ليس له حق إثبات النسب ولا يورث بل ينسب لجده أو عم أو خال والدته، هنا تنفس أحمد الفيشاوي الصعداء وبات واضحا أن لا يريد الاعتراف بالبنت تحت أي شكل من الأشكال وبينما كنت في غرفة التحكم صعد لنا الفيشاوي الأب وهو يقول " الحمدلله الحمدلله " وكأنه انتزع من الشيخ فتوى بأن هذه البنت لن تكون حفيدته شرعا في أي يوم من الأيام، وكان قد طلب من أسرة البرنامج عدم حدوث أي لقاء بينه وبين هند ووالدها وقال لا أريد رؤيتهما على الإطلاق، حدث بعض التوتر بين فريق العمل خوفاً من أن تؤدي جرأة الحلقة إلى وقف البرنامج لكن سرعان ما انتهى الأمر بعدما أدرك الجميع أنهم يقدمون سبقاً إعلامياً يعيد للتليفزيون المصري مكانته .

طلب محمود سعد من الشيخ جمال قطب الأنتظار قليلا في الأستراحة ثم أكمل الحوار مع احمد الذي لم يضف جديداً وخرج سريعا مع والده ليأتي الدور على هند الحناوي التي كانت تنظر في الأستراحة مع والدها وابنتها – هذه الطفلة التي لم يذكرها أحد كثيراً- و معهما عدد من الأصدقاء والفنانة نيللي والشاعر عبد الرحمن الأبنودى ضيفا البرنامج في الفقرة التالية، لم يدخل الأب على اعتبار أن الفيشاوي الكبير أيضاً لم يدخل ولهذا حرصت هند أن تقول أن والدها معها بالخارج يساندها، كان الكل في الأستراحة ينصت بإهتمام ماعدا الطفلة لينا التي كانت نائمة لا تدري ما يحدث حولها، لم تأخذ هند الكلمة طويلا واكتفت بالقول أن اعتراف أحمد بالخطأ تأخر بينما هي اعترفت من 11 شهر وتحملت خطأها عندما أعلنته للجميع وحاربت من اجل إصلاح ما حدث ،ولم يسألها محمود سعد إطلاقاً عن قول أحمد – غير المباشر- أن العلاقة حدثت دون زواج، ودار النقاش مع رجل الدين ورجل القانون حول قضية الزواج العرفي عامة ومدى خطورتها ووصف رجل الدين الانفلات في هذا الموضوع بأنه سيحول المجتمع إلى "مجتمع قطط وكلاب" ، قال الشيخ ذلك على الهواء بينما كانت الطفلة لينا تستيقظ وتبكي ليجري عليها الحاضرون يلاعبونها تارة ويركزون مع شاشة التليفزيون تارة أخرى ,ورفض الأب كلام الشيخ وأكد وجود فتوى من شيخ الأزهر تقول أن إثبات البنوة عمليا يوجب إثبات النسب بينما قال جمال قطب أن الأمر اختيار للشاب (!!)

خرجت هند التي كانت قبل وأثناء التصوير قوية ومتماسكة ، حملت ابنتها وقالت بثقة أنها اليوم أخذت حقها وان الفيشاوي جاء يتكلم بعد اقتراب موعد تحليل الحامض النووي والذي كان سيكشفه بأي حال من الأحوال، أكد لها الجميع أن تعاطف الجماهير سيزيد بعد هذه الحلقة، بدا الأمر لي وكأنها حرب إعلامية بين العائلتين وكانت الأبتسامة على وجه والد هند دليل انتصار ،ولكنه انتصار من على من ، لقد انتصرت هند وعائلتها ولكن كانت الهزيمة من نصيب الأخلاق والطفلة لينا .

وتبقى كلمة
اعترف الفيشاوي بعدم وجود ورقة زواج ولم تتطرق هند للأمر وبدا أنه لم يعد يعني أحد وجود الورقة من عدمه، بعدما تأكد للجميع حدوث العلاقة الجسدية، وبهذا أصبح الإحتمال الغائب الذي لم يتحدث عنه أحد طوال هذه الفترة، هو ما حدث فعلا هذا الإحتمال ما نشرته إيلاف في مايو 2004 وقلنا وقتها بالحرف الواحد في مقال عنوانه "3 احتمالات و4 حلول" وكان الاحتمال الغائب رقم 3 قلنا " وهو ما لا نتمنى حدوثه ونعتذر عن التفكير فيه, أن تكون نزوة جمعت بين الاثنين, أثمرت هذا الحمل, وادعت الفتاة أنه تم بناء على ورقة زواج عرفي ".

انتهى ما حدث ليلة السبت في كواليس برنامج "البيت بيتك" ولكن الحديث في قضية هند واحمد لن ينتهي .

[email protected]