مسقط: بلغ العدد التراكمي لحالات الإيدز المسجلة في سلطنة عمان مع نهاية شهر أكتوبر من العام الحالي 902 حالة من مرضى الإيدز و الحاملين لفيروسه الأحياء . وكان عدد المصابين في العام الماضي قد بلغ 846 حالة منذ أن تم الإبلاغ عن أول إصابة بمرض الإيدز في السلطنة عام 1984 وتوالى بعد ذلك اكتشاف الحالات الجديدة.

ونوّه الدكتور أحمد بن عبدالقادر الغساني وكيل وزارة الصحة للشئون الصحية في كلمته بمناسبة اليوم العالمي للإيدز والذي حمل هذا العام شعار (المرأة في مواجهة الإيدز ..توعية افضل ومساواة في الوقاية والرعاية الصحية) أن معدلات الإصابة في السلطنة بالرغم من أنها لا تزال منخفضة إلا أننا لا نسمح بان تكون هذه الحقيقة مدعاة للشعور بالرضا على المستوى المحلي أو اللامبالاة تجاه هذا الوباء الخطير. كما أشار المسؤول أنه تتم وبدقة متناهية مراقبة اتجاهات وطرق انتقاله والسبل الأنجع لمكافحته والحد من انتشاره في المجتمع . وتبذل وزارة الصحة جهودا حثيثة في هذا المجال مستفيدة من التعاون والتواصل الدائم مع المنظمات الدولية ذات الاختصاص، في حين يواصل البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز نشاطاته المتعددة و ذلك عبر العديد من الأنشطة و الفعاليات من بينها تنفيذ البرامج التثقيفية من خلال اللقاءات والمحاضرات والندوات بحيث تغطي الكثير من المؤسسات كالمدارس بمراحل التعليم العام والكليات الحكومية والخاصة والأندية الرياضية و جمعيات المرأة ومراكز التأهيل النسوية و المعسكرات الشبابية.

وقال أن برنامج تثقيف الأقران الذي بدأ العمل به منذ عام 2002 يعد أحد أهم هذه البرامج حيث يهدف إلى رفع سوية الوعي لدى شريحة الشباب حول مرض الإيدز ومسبباته وطرق انتقاله وسبل الوقاية منه ، وإكسابهم المهارات الحياتية الصحيحة لمجابهة السلوكيات الخاطئة التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض. بالاضافة إلى ذلك فقد تم افتتاح مشروع الخدمة المتكاملة للشباب لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا والذي يحتوي على خط هاتفي مجاني (الخط الساخن) للرد على استفسارات المواطنين والمقيمين حول مرض الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا إلى جانب مركز للاستشارات وإجراء الفحوص المتعلقة بالمرض. وأعلن أن لدى وزارة الصحه خطة طموحة تستهدف افتتاح مراكز مشابهة بالسلطنة لهذه الغاية في المستقبل، كما تم التنسيق مع مجموعة من المتطوعين المتعافين من المخدرات بالعمل وسط هذه الشريحة المتضررة بهدف وقايتهم من الإصابة بفيروس الإيدز ، وتعريفهم بالخدمات المتوفرة للعلاج من الإدمان وتشجيعهم على ذلك، مؤكدا على الدور الايجابي الذي تلعبه اللجنة الوطنية التثقيفية لمكافحة الإيدز التي تم انشاؤها عام 1990 ومن ثم جرى توسيعها عام 2001م وذلك من خلال المتابعة والتوجيه لنشاطات البرنامج الوطني وتسهيل مهماته في الوصول الى الفئات المستهدفة في المجتمع، منوها بقرار إنشاء لجنة إعلامية صحية من مختلف المؤسسات الحكومية المعنيه بهدف تعزيز صحة الجميع ومكافحة السلوكيات والممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى الإصابة بفيروس الإيدز.

وأضاف أن مكافحة فيروس العوز المناعي المكتسب ( الإيدز) هي مسؤولية الجميع وليس وزارة الصحة فحسب إذ أن تعاون الاسرة ومؤسسات المجتمع في مجال التمسك بتعاليم ديننا الحنيف ، وغرس العادات والقيم الحميدة في النشئ ، ومحاربة السلوكيات والظواهر الخاطئة ، وإشاعة بيئة صحية في المعتقدات والممارسات من شأنه أن يوجد جيلا صالحا في نفسه ومصلحا لغيره . و أضاف ان السلطنة وهي تشارك دول العالم احتفالها بهذه المناسبة ، لتنطلق من إيمانها بان العمل الجماعي والشراكة على المستوى العالمي يعتبران حجر الأساس في وقف زحف هذا الوباء الخطير ، وتخليص البشرية من كابوس مخيف. بلازا بمسقط.

ويبدي العالم اهتماما متزايدا وتركيزا في الجهود المبذولة فى مجال مكافحة هذا الوباء الخطير الذى أاصبح يشكل عائقا كبيرا يهدد الصحة العامة ويدمر اقتصاديات الدول ويحطم بنياتها الاجتماعية. وتشير التقارير الدولية أن عام 2004 شهد إصابة نحو 4.9 مليون شخص بالفيروس مما يرفع إجمالي عدد المصابين إلى 39.4 مليون شخص يعيشون بالإيدز، ويضم الرقم الاجمالي 37.2 مليون شخص تتراوح أعمارهم من 15 إلى 49 عاما نصفهم تقريبا من النساء .وفي العام الماضي تسبب الايدز في مقتل 3.1 مليون شخص. وتتمثل الانباء السيئة في أن الاصابات بفيروس (اتش.آي.في) تزايدت بسرعة هائلة في العام الماضي وشهدت مناطق شرق آسيا وشرق أوروبا ووسط آسيا زيادات حادة. وقالت منظمة الامم المتحدة لمكافحة الإيدز في تقريرها الذي شمل أحدث بيانات وباء الايدز السنوي أن معدلات الاصابة زادت بنسبة 50 % في دول شرق آسيا لاسيما في الصين. وفي أفريقيا أفقر قارات العالم فقد أحدث المرض شروخا كبيرة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي لدول القارة، وقد شارك آلاف من الناس في مسيرات حاشدة في اليوم العالمي للايدز أمس.