الرياض: سمر المقرن: رفعت سيدة سعودية دعوى بمحكمة الرياض صباح الأحد الماضي على والدها بعد أن رفض عودتها لزوجها والد ابنها (تحتفظ الوطن بصورة من الدعوى)، كما اشتكت والدها وشقيقها إلى الجهات الأمنية بعد أن قاما بضربها وطردها من المنزل عندما علما بموضوع الدعوى، وحين رفضت الخروج من المنزل قاما بحبسها يوما كاملا، إلى أن ساعدتها الخادمة عقب خروجهما من البيت وقذفت لها قطعة حديدية من الشباك الخارجي كسرت بها الباب وخرجت بأقصى سرعة متجهة إلى المحكمة حيث أبلغت القاضي الذي يتابع قضيتها بما حصل فقام بتحويلها إلى قسم الشرطة.
واستدعت الشرطة والدها الذي رفض الحضور متحججاً بكبر سنه فأرسل قسم الشرطة خطاباً إلى الشيخ عبد العزيز الجربوع القاضي بمحكمة الرياض يفيد رفض الوالد المثول أمام رجال الشرطة فما كان من القاضي إلا أن أصدر قراراً آخر بإحضار الوالد بالإجبار من خلال رجال الشرطة. ووجهها بالخروج من المنزل والبقاء لدى أحد محارمها المحايدين.
تقول السيدة التي تعمل معلمة لـ"الوطن": لم أتمن أن يصل الموضوع إلى ما وصل إليه ولكن والدي وشقيقي أجبراني على أن استنجد بهذه الجهات فضربهما وتعذيبهما لي أمام ابني هو ما دفعني إلى ذلك.
وبدأت القصة كما تقول المعلمة "بعد أن حرضني أهلي على الطلاق من زوجي والد ابني، وتهديدات والدي المتكررة بحرماني من الميراث و لم يكن لدى زوجي وظيفة في ذلك الوقت وكنت أنا العائل الوحيد للبيت" وتكمل السيدة: بعد طلاقي أصر والدي على أن أتزوج من رجل ذي منصب ومال ولم يستمر زواجي سوى عدة أشهر بعد أن اكتشفت عيوبه الكثيرة، وبعد الطلاق طلبني طليقي والد ابني للعودة له مرة أخرى خصوصاً بعد أن غابت الحجة وأصبح لديه عمل ذو دخل جيد. وتضيف: استنفدت كل السبل لإقناع والدي دون جدوى، فسألت في محكمة الضمان والأنكحة عن إمكانية عودتي على ذمة طليقي مرة أخرى بدون موافقة ولي أمري فأفادوني بأن هذا ممكن وقانوني وهناك إجراءات يقوم بها القاضي لمحاولة إقناع ولي الأمر وإذا أصر على موقفه فإن القاضي في هذه الحالة يكون هو ولي أمر السيدة.
وتخشى السيدة - كما تقول - من ترصد أهلها لها وتهديدات شقيقها بأن "يترصد لي بكل الطرق وأن يجتهد في خراب بيتي ولن يتركني إلا بعد أن يدمرني نهائياً".
وقالت عضو جمعية حقوق الإنسان الدكتورة نورا اليوسف لـ"الوطن" تعقيبا على الواقعة: يفخر المرء حين يرى عينة من القضاة يطبقون القانون والشريعة، بعد أن رأينا كثيرا من القضايا التي تظلم فيها المرأة، ويتحامل فيها القاضي بطريقة غير قانونية وغير شرعية عليها فقط لأنها امرأة، وهذا القاضي مثال لمن يطبق الشرع والقانون، ويفترض أن تكون أبواب القضاء مفتوحة لكل امرأة تعاني من مظلمة ولي أمر.